الاعلامية صفاء مهنا تكتب: كل الحروب ستنتهي ..إلا!!

 

من رحم العنجهية والغرور والأطماع تولد الحروب ويبدأ كل طرف من المتحاربين باستعراض قدراته التي يخيل له أنها أسطورية تفوق توقعات وقدرات الطرف الآخر وأنه لايمكن هزيمته أو المساس بها..لتبدأ جولة استهداف الخصم ومحاولة تدمير قدراته وإمكانياته وتسجيل النقاط التي تتساوى في أغلب الأحيان في مستوى الأضرار والخسائر وليس في الانتصار ..سرعان ماتتحول الجولة إلى جولات لاتختلف فيما بينها إلا بارتفاع حجم الخسائر بدءا من البشر وصولا لكل المجالات والتي يمكن اختصارها بأنها ربما تصل لمستوى خسارة وفقدان وطن، وبالمجمل هناك أنواع من الفقدان والخسارات لاتعوض فقدان النفس موت عزيز وفقدان الوطن ويعني دماره وتحوله لمكان غير مناسب للحياة ولاالعيش حيث ينتفي فيه الأمان وكل مابعده لامعنى له ..

بعد جولات الاستعراض والقوة المزيفة، أمام حجم الخسائر تطفو الحقيقة على وجه الأحداث .. كل الأطراف خاسرة لامنتصر فيها ، نعم هذه الحقيقة التي لامنازع لها ياسادة تضرب بعشرة صواريخ يأتي الرد بعشرين وأكثر ،تضرب شقة في برج أرد باستهداف برج كامل أو حي بأكمله، هكذا هو إيقاع الحروب، كل ساعة تالية تتوقع أنها ستكون القاضية على الخصم، إنما في الحقيقة مايحدث العكس تماما.

بالمناسبة ،عبر التاريخ كل الحروب كانت سببا للدمار والخراب والويلات على الجميع لكنها في النهاية انتهت بإذعان طرف أمام هول الخسائر وإما بطاولة تفاوض وإبرام اتفاق عبر وسيط..

إلا أن الحرب الوحيدة التي لاتنتهي ولاتجدي معها وساطات ولااتفاقات هي الصراع من النفس بين ضمير حي وشخصية وصولية فاقدة للقيم والمبادئ امتهنت الانتهازية واعتادت امتطاء ظهور الآخرين ..شخصية لاتحلل ولاتحرم أيا كانت الوسيلة مايعنيها الوصول فقط ولو على حساب الآخرين مقربين كانوا أم لا فارغة من أي قيم أو مضمون لا تملك مقدرات تؤهلها للوصول فتأخذ من الغش و إلحاق الأذية بالآخرين وسيلة لاتعمل على بناء أو تطوير نفسها بل تسعى لتدمير ماوصل إليه غيرها واحتلالها، في كل مرحلة يكون لها عدو وضحية لكن سرعان ماتتحول هي إلى ضحية (ضحية نفسها )أما منطلقها فهو الغروروالعنجهية تعتقدأنها أفضل من الآخرين، تسعى لإبراز نفسها على حسابهم !! هل صادفتم هذه النماذج في حياتكم ؟

آمل وأتمنى ألا يكون قد حصل ذلك وألا يحصل ،وكي لايحصل ماعليكم إلا أن تحصنوا أنفسكم من هذه النماذج وتقصوها من حياتكم لاتجعلوا من أنفسكم ضحية ،حصنوا حياتكم بأناس محبة خيرة واجعلوا هذه النماذج تخوض جولات حروبها الخاسرة بعيدا عن ميدانكم وحياتكم لأنها في كل الأحوال لها جولات من الحروب مع نفسها وهذا النوع من الحروب بالذات هي حرب خاسرة لاتنتهي لاينفع معها إذعان ولاوساطات ،وكما يقال : من عمل ما ليس من طبعه ولو كان صواباً، تعرض لخطرين، خطر النفاق وخطر الإخفاق.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى