وزارة الداخلية… حين يكون الشرف عملًا لا يُرى لكن يحفظ وطنًا بأكمله

 

السيد اللواء وزير الداخلية
تحية إجلال وتقدير وبعد

حين يُحاصر الوطن بالمؤامرات وتشتعل الحروب النفسية والإعلامية وتُحاك الفتن من كل اتجاه تبقى وزارة الداخلية المصرية برجالها ونسائها هي خط الدفاع الأول وصمام الأمان الأخير الحصن الذي لا يُهدم والعيون التي لا تغفو والقلوب التي لا تخون

إنني كمواطنة مصرية أولًا ومحامية تُعايش تفاصيل الدولة وقضاياها وهموم مواطنيها ثانيًا أكتب هذه الرسالة من قلب واعٍ يرى بوضوح أن الأمن الذي نحياه كل يوم ليس صدفة وأن الأمان الذي نعيشه لا يُصنع من فراغ بل من تضحيات رجال اختاروا أن يحموا الوطن لا أن يظهروا أن يعملوا لا أن يتكلموا أن يُضحوا في صمت بدلًا من أن يتصدّروا المشهد

وزارة الداخلية ليست مجرد مؤسسة أمنية بل هي عقل مصر الداخلي الواعي نبضها الحي ذراعها التي ترد وصوتها الذي لا يعلو بالكلام بل بالفعل كل قطاع فيها يُمثل جبهة قائمة بذاتها وكل رجل وامرأة في صفوفها يحمل على عاتقه رسالة لا يؤديها إلا من نذر نفسه لوطنه

أتوجه بتحية شكر وتقدير إلى قطاع الأمن العام الذي يُمسك بنبض الداخل بكل دقة وقطاع الأمن الوطني الذي يتعقب الخطر قبل أن يولد وقطاع الأمن المركزي برجاله الحاضرين في كل مواجهة وقطاع مكافحة المخدرات الذين يخوضون حربًا على السموم القاتلة وقطاع الشرطة النسائية رمز القوة والانضباط والشرف وقطاع مباحث الإنترنت الحصن الرقمي الذي يصدّ طوفان الفوضى الإلكترونية وقطاع العلاقات العامة والإعلام الذين يوصلون الرسالة دون صخب وقطاعات المرور والحماية المدنية والمسطحات والمرافق والسجون والخدمات الطبية والأدلة الجنائية وكل إدارة وجهاز يعمل بصمت لكن أثره واضح في حياة كل مواطن

أنتم لا تحرسون شوارع فقط بل تحرسون الوعي لا تقاتلون الخطر فقط بل تسبقونه بخطوة لا تردون فقط على الهجمات بل تمنعونها من الأساس

أنتم في زمن تتهاوى فيه دول من الداخل تحافظون على تماسك هذه الدولة لأنكم ببساطة لا تعملون بوصفكم موظفين بل بوصفكم وطنيين على الجبهة الداخلية لبلد لا يحتمل أن يتهاون أحد في خدمته أو حمايته

رسالتي هذه لا تهدف إلى المجاملة بل إلى الاعتراف لا تُكتب لمجرد النشر بل لتُقال بصوت واثق بأن ما تقدّمونه لوطنكم لا يقدّر بثمن

حفظكم الله وسدّد خطاكم وجعل ما تقومون به من عمل خالصًا في ميزان حسناتكم وحفظ الله مصر برجالها الأوفياء ووعي شعبها ويقظة مؤسساتها

وتحيا مصر بكم ولكم وبقيادتكم الوطنية الحكيمة

وتفضلوا بقبول فائق الاحترام والتقدير

المواطنة
هدى الخضراوي
المحامية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى