رينال عويضة تكتب: “الشرق الأوسط على صفيح ساخن”… هل بدأت ساعة الصفر؟

إخلاء سفارات، تصريحات صادمة، واستعدادات عسكرية في الخليج، ليست تحليلات عابرة ولا شائعات موسمية، بل أحداث متسارعة ترسم مشهداً مرعبًا لتصعيد عسكري وشيك قد يعيد تشكيل موازين القوى في الشرق الأوسط لعقود قادمة.
فماذا يحدث، ولماذا تتحرك واشنطن بهذا الشكل المفاجئ، وما علاقة إسرائيل، والملف النووي الإيراني، والخليج بما يجري خلف الكواليس؟
⸻
إخلاء السفارات… مؤشر لا يخطئ
في خطوة نادرة، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية إخلاء عدد من موظفيها غير الأساسيين من سفاراتها في البحرين، الكويت، والعراق، وسط تحذيرات من مخاطر أمنية متزايدة.
ووفقًا لتقارير نشرتها رويترز ووول ستريت جورنال، فإن القرار لم يكن روتينياً، بل جاء بناءً على توصية من وزارة الدفاع الأميركية، ما يؤكد أن التحرك مرتبط بمعلومات استخباراتية دقيقة.
تصريح لافت من وزير الدفاع الأميركي، قال فيه إن ما يحدث ليس مجرد إعادة تموضع، بل رسالة بأننا قد نكون على وشك تحرك كبير.
⸻
واشنطن وتل أبيب على خط النار
أفادت صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية، بأن جيش الاحتلال الإسرائيلي رفع حالة التأهب القصوى، وأجرى مناورات مشتركة مع القوات الأميركية في النقب، تحاكي ضربة سريعة ودقيقة لمنشآت نووية.
التقارير ذاتها أكدت أن التنسيق العسكري بين الجانبين وصل إلى مرحلة العمليات المشتركة، في ظل تزايد القناعة بأن إيران باتت على بعد أسابيع فقط من تطوير القدرة الكاملة لصنع سلاح نووي.
⸻
إيران تقترب من الخط الأحمر
بحسب تقرير صادر عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية نُشر في 12 يونيو 2025، فإن إيران بدأت تشغيل منشأة جديدة لتخصيب اليورانيوم بنسبة تجاوزت 60% في موقع تحت الأرض قرب أصفهان.
التقرير حذّر من أن الزمن المتبقي لإيران لتصنيع قنبلة نووية قد لا يتجاوز عدة أشهر إن لم يتم التدخل.
في المقابل، حذّر المتحدث باسم الحرس الثوري الإيراني من أي مغامرة عسكرية، مؤكداً أن الرد سيكون في كل الجبهات من اليمن إلى لبنان.
⸻
الخليج يستعد بصمت
لا يقتصر التصعيد على واشنطن وطهران، فدول الخليج بدأت إجراءات احترازية غير معلنة، تم رصد بعضها في شكل:
• تشديد أمني على المنشآت النفطية
• تقليص مؤقت للتواجد الدبلوماسي الغربي
• تعليمات للبنوك والصناديق السيادية بمراقبة الأسواق العالمية استعداداً لتقلبات كبيرة
اللافت أن البحرين استضافت خلال الأيام الماضية وفودًا أمنية أميركية رفيعة المستوى، كما شهدت الكويت اجتماعات عسكرية مكثفة مع القيادة المركزية الأميركية.
⸻
عودة إلى عمان… محاولة أخيرة للمفاوضات
أكدت سلطنة عُمان، عبر بيان رسمي صدر يوم 12 يونيو، أنها ستستضيف جولة جديدة من المحادثات بين واشنطن وطهران، لكنها أقرت بصعوبة التوصل لاتفاق في ظل التوتر العسكري الميداني الحالي.
وتعد عمان الوسيط الأهم تاريخيًا بين الطرفين، لكن الأجواء هذه المرة تبدو أكثر توترًا من أي وقت مضى.
⸻
الأسواق العالمية تستشعر الخطر
• ارتفعت أسعار النفط بنسبة 4.7% في يوم واحد فقط، عقب الإعلان عن إخلاء السفارات
• مؤشرات بورصة الخليج سجلت تراجعات طفيفة وسط مخاوف المستثمرين
• شركات الملاحة العالمية حذّرت من عبور مضيق هرمز دون حراسة بحرية
وهو ما يعكس إدراك الأسواق لخطورة الوضع واحتمال خروجه عن السيطرة.
⸻
سيناريوهات محتملة
أولًا
ضربة إسرائيلية محدودة بدعم أميركي، تستهدف منشآت نووية ومواقع حرس ثوري، وترد إيران عبر حزب الله والحوثيين.
ثانيًا
تصعيد شامل إقليمي، تشتعل فيه الجبهات في لبنان، العراق، سوريا، واليمن، ويدخل الخليج في خط النار.
ثالثًا
احتواء عبر الوساطة الدولية، بتدخل روسي وصيني لتجنب حرب شاملة، مقابل تنازلات نووية من إيران.
⸻
“إحنا داخلين على حاجة كبيرة”، عبارة تلخص حالة الترقب والقلق التي تسود أجواء الشرق الأوسط خلال الأيام الأخيرة، في ظل تحركات غير اعتيادية من الولايات المتحدة، وإشارات متصاعدة لاحتمال حدوث ضربة عسكرية وشيكة، قد تغير شكل المنطقة كما نعرفها.
كل التحركات تؤكد أن المنطقة تقف على عتبة قرار مصيري.
إما ضربة تُغيّر ملامح الشرق الأوسط، أو لحظة انضباط جماعي تجنب الجميع الكارثة.
لكن المؤشرات الميدانية، الاستخباراتية، والدبلوماسية، تقول بوضوح.
الخطر قادم، والخليج كله على حافة اللهب.
#النووي_الإيراني
#ضربة_عسكرية
#الخليج_يشتعل
#مخاطر_الحرب
#تحليل_سياسي
#رينال_عويضة