مركز الحوار يعقد ورشة حول علم العلاقات الدولية في القرن 21 بالبيت الروسى بالقاهرة

مركز الحوار يعقد ورشة حول علم العلاقات الدولية في القرن 21 بالبيت الروسى بالقاهرة
فى إطار التفاعلات التي يشهدها النظام الدولى وتحولاته المتسارعة ومستجداته المتلاحقة،
كتب_ طه المكاوى
ومحاولات دارسى علم العلاقات الدولية متابعة ما يحدث وتحليله وتفسيره فى ضوء نظريات العلاقات الدولية ومناهجها التحليلية،
والتي هيمنت عليها المدرسة الغربية بجناحيها الأمريكي والأوروبي، عقد مركز الحوار للدراسات السياسية والإعلامية والمؤسسة المصرية الروسية للثقافة والعلوم بالتعاون مع مركز بريماكوف للتعاون الدولى التابع للخارجية الروسية،
بمقر البيت الروسى بالقاهرة، ورشة عمل بعنوان “علم العلاقات الدولية في القرن الحادي والعشرين: رؤى مصرية روسية”، ناقشت اسهامات المفكرين المصريين والروس في علم العلاقات الدولية؛
حيث بدأت فاعليات الورشة بكلمة ترحيبية من الأستاذ شادي الشافعي – رئيس المؤسسة المصرية الروسية للثقافة والعلوم، عن أهمية التعاون المصري الروسي بصفه عامة
والتعاون الفكري والبحثي بصورة خاصة موضحًا أن هناك اهتمام كبير بعلم العلاقات الدولية فى ظل ما يجرى حاليا فى الساحة الدولية وتفاعلاتها الصراعية والتعاونية، مشيرًا فى الوقت ذاته إلى الدور المتنامي للشباب والتكنولوجيا في صياغة مستقبل العلاقات الدولية.
وعلى صعيد متصل، قدمت المديرة التنفيذية لمركز بريماكوف فيكتوريا كارسلييفا، عرضًا تعريفيًا حول المركز، مؤكدة أنه منذ تأسيسه قبل 10 سنوات أولي اهتمام كبير بالمنطقة العربية وقضاياها، مشيرة إلى أن هناك اهتمام كبير من قبل المركز بتداعيات الصراعات العالمية وانعكاساتها وسعي المركز إلى تحليل أسبابها وفهم دوافعها، مشددة فى الوقت ذاته أيضا إلى ضرورة اشراك شباب الباحثين في المناقشات والحوارات التي تجري وهو ما يتم من قبل مركز بريماكوف، وفي ذات السياق، أكد دكتور أحمد طاهر مدير مركز الحوار للدراسات السياسية والإعلامية على أن علم العلاقات الدولية لم يعد الاهتمام به طرفًا فكريا أو رفاهية بحثية بقدر ما أضحى يمثل مدخلا مهما لفهم ما يجرى حولنا، موضحًا أن هذه هي ورشة العمل الأولي من نوعها التي تناقش الاسهامات الفكرية المصرية والروسية في علم العلاقات الدولية. مشيرًا إلى أنه إذا كان علم العلاقات الدولية قد نشأ غربيًا إلا أن هناك بلا شك اسهامات مصرية وروسية لم تلق حقها من الاهتمام، فهناك مفكرين مصريين أسهموا برؤى وأفكار ونظريات فى هذا العلم أمثال أستاذ الأجيال الدكتور حامد ربيع في مصر، حيث تحدث عن نظرية صدام الحضارات قبل أن يتحدث عنها الغرب، وفي روسيا أيضا هناك من تحدث عن النظرية الرابعة فى علم السياسة بصفة عامة وفى علم العلاقات الدولية على وجه الخصوص. وأكد على أن الهدف الاساسي من هذه الورشة هو تسليط الضوء على أبرز الاسهامات الفكرية والنظرية المصرية والروسية في علم العلاقات الدولية، إذ أنه من غير المقبول أن تظل كلياتنا وجامعاتنا تقتصر فى دراساتها لعلم العلاقات الدولية على النظريات والمدارس الغربية فحسب.
وقد شهدت فاعليات الورشة نقاشات من الخبراء المصريين والروس؛ حيث أوضح فاسيلي كوزنيتسوف – نائب مدير معهد الدراسات الشرقية بالأكاديمية الروسية للعلوم، أهمية العودة إلى الجذور الفكرية لعلم العلاقات الدولية، مشيرًا إلى أن هناك نقاش يدور في روسيا حول ما يمكن أن يسمي بالعلاقات الدولية، وإلى أي مدي يمكن ان يعد ذلك علمًا له اقترابات ونظريات. بينما أشار الأستاذ سامح راشد – خبير الشؤون الإقليمية بمؤسسة الاهرام؛ إلى أن ثمة اسهامات فكرية كثيرة ظهرت في مصر في حقل العلوم السياسية بصورة عامة والعلاقات الدولية بصورة خاصة. كما تطرقت الدكتورة مارينا ليبيديفا – أستاذ العلاقات الدولية بجامعة موسكو الحكومية، إلى ضرورة صياغة نظرية جديدة في العلاقات الدولية حول السيادة الرقمية، موضحة أن التاريخ سيذكر للاتحاد الأوروبي سعيه للحفاظ على بنية رقمية من خلال قواعد قانونية. في حين أشار الدكتور محمود عزت – مدير مركز الدراسات الاستراتيجية بمكتبة الإسكندرية، إلى الاستراتيجيات الأمنية الجديدة للقوى الكبرى، وتوقع بروز نماذج أمنية متعددة الأطراف تتناسب مع التحديات الإقليمية في المنطقة العربية، وهو ما يتطلب وجود اسهامات نظرية من الجانب الروسى والمصرى فى تحليل تلك الاحداث وتفسيرها والتنبؤ بمساراتها.
ومن جانبه أكد رسلان محمدوف – مدير الأبحاث بمركز بريماكوف، على أن التحول نحو نظام عالمي متعدد الأطراف أصبح ضرورة ملحة وهو ما يلقي اهتمام لدي مركز بريماكوف، وما يتطلبه ذلك من إعداد الدراسات في هذا المجال بما يتوافق مع تطلعات الدول لتعزيز مصالحها. وفى السياق ذاته، أكد الدكتور محمد شاكر أستاذ العلوم السياسية بجامعة السويس، على أن ثمة نظريات مصرية كبيرة واسهامات مصرية عديدة في علم العلاقات الدولية، أبرزها المدرسة الحضرية في العلاقات الدولية وهي مدرسة فكرية مصرية أسسها الدكتور حامد ربيع، منذ ستينيات القرن الماضي، بينما تناول فكرة القوميات في العلاقات الدولية والذي نظر له الدكتور أحمد يوسف احمد، كما أشار إلى ما طرحه الدكتور سمعان بطرس حول جدلية العلاقة بين القوة والقانون.
وقد أدار الورشة محمد الديهي نائب مدير المركز لقطاع البحوث والدراسات ومدير تحرير التقرير الروسي، حيث أشار إلى أن الورشة جاءت في توقيت حساس للغاية، لتناقش علم العلاقات الدولية الذي بات له تشابكات فكرية مع العلوم الأخرى مثل البيئة والأمن وغيرها، موضحا بشكل جلى ما خلص إليه الورشة من توصيات، فى مقدمتها دعوة الباحثين المصريين والروس للمشاركة بأوراق عمل تلقى الضوء على المنظور المصري والروسي لعلم العلاقات الدولية، وابرز اسهامات مفكريهما في هذا الحقل العلمي المهم، وان هذه الورشة وإن كانت تمثل باكورة العمل البحثى المشترك بين المؤسسات البحثية المصرية الروسية، فإنه من الأهمية بمكان الاستمرار فى هذا المسار بما يثري المجال البحثى بمزيد من الدراسات والبحوث فى هذا العلم بوجه خاص وفى بقية فروع المعرفة الإنسانية على وجه العموم، داعيا إلى أهمية عقد ندوة بحثية مشتركة تناقش مسار التعاون العربى الروسى فى ضوء دعوة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لعقد القمة العربية الأولى فى منتصف أكتوبر القادم، إذ من المهم أن تخرج هذه الندوة برؤى ومقاربات من شأنها وضع خارطة طريق تعزز العلاقات بين الجانبين، بما يحقق مصالح شعوبهم وتطلعاتها لبناء المستقبل المشترك.