مأمون الشناوي يكتب: الحشائش البشرية الضارة !!

لا أنت طامع في شعبية تنافس عمرو دياب أو محمد رمضان ، ولا أنت مُرشح لعضوية البرلمان ، فلماذا لا تقتلع الحشائش البشرية الضارة من حقل حياتك ، كما يفعل الفلاح الشاطر في الغيطان !!.
تلك الحشائش التي تنبت وسط زراعاتك الحياتية وأنت لاتدري ، قد يزعم أنه صديق أو رفيق أو خليل أو صاحب أو زميل أو حتى حبيب ، أو تحت أي مُسمي مشروع ، فهو محسوب عليك !!.
تلك الحشائش تتغذى على إيذاء مشاعرك ، ويشتد عودها على الإضرار بك ، وتكبر حتى تصل إلى عنان السماء كيّ تسد عليك باب أرزاقك ، وتبني صرح شهرتها وذيوع صيتها على القُرب منك ، والانتساب إليك ، وتنهش في لحمك الحيّ لتتغذي خلاياها السامة من دمك !!.
لا تذكرك في غيبتك بخير ، ولا تعترف لك بفضل أو جميل ، تتربص بك ، هفواتك جنايات ، وحسناتك سيئات ، يؤذيها نجاحك ، وتبهجها عثراتك ، ويسعدها كل هَمّ ألمَّ بك ، أو كرب أصابك !!.
إنها حشائش ضارة ، بل سامة ، تكونت خلاياها من الحقد ، وتغذت على الضغينة ، ورضعت من ثديّ جِنيّة شريرة ، حليبها من الزرنيخ القاتل !!.
تلك الحشائش جذورها عفنة ، نبتت في أرض سبخة ، فلا يغرنك استطالة عودها ، وزلاقة لسانها ، فهذا عن تبجح لا عن علم وفهم ، وساعدها ذاك المناخ الفاسد ، الذي يترعرع فيه كل فسل تافه ، فالفساد يحمي بعضه ، والحشائش الضارة تلتف حول نفسها !!.
سارع الآن ياصديقي بالتقاط تلك الحشائش من حقل حياتك ، وارم بها عند حافة أيامك ، لكيّ تحمي سنوات عمرك من الذبول ، وتريح نفسك من التوتر ، وروحك من الخداع ، وقلبك من الوجع ، ولكيّ تصفو سماواتك ، وتُحلق في فضائها العصافير والبلابل ، وليس البوم والغربان !!.
انزع الحشائش البشرية الضارة ياصديقي الآن ، نعم الآن ، وقبل فوات الأوان !!.