سيف الدين قطز.. جسر من خوارزم إلى النيل يوحِّد مصر وأوزبكستان

نظّمت سفارة أوزبكستان بالقاهرة بالتعاون مع مكتبة مصر العامة ندوة فكرية وثقافية تحت عنوان “صفحات جديدة من تاريخ سيف الدين قطز”، بحضور نخبة من الباحثين والأكاديميين من أوزبكستان ومصر، في إطار تعزيز الروابط التاريخية والثقافية بين البلدين.

افتُتحت الندوة بكلمة ترحيبية ألقاها السفير رضا الطايفي، مدير صندوق مكتبات مصر العامة، أكد فيها أهمية اللقاء في تسليط الضوء على سيرة قائد إسلامي بارز ترك بصمته في تاريخ الأمة.


وتحدث السفير الأوزبكي في القاهرة، منصوربيك كليتشيف، مؤكدًا أن سيرة السلطان سيف الدين قطز، الذي وُلد في الدولة الخوارزمية الواقعة اليوم ضمن أراضي أوزبكستان، تُجسّد الرابط التاريخي العميق بين شعبي أوزبكستان ومصر. مشيرًا إلى أن قطز، رغم اختطافه في صغره، أصبح أحد أعظم القادة المسلمين وقاد الانتصار الحاسم في معركة عين جالوت عام 1260م، مانعًا بذلك الزحف المغولي على العالم الإسلامي.

وأضاف كليتشيف أن هذه الندوة تسعى لإحياء هذا التاريخ المشترك وتعزيز الفهم المتبادل، مشيدًا بالدور المتواصل للعلاقات الثقافية بين البلدين، من عهد الخوارزميين والمماليك إلى الأزهر الشريف والطريقة النقشبندية.


من جانبه، ألقى الدكتور بَكزود عبدريموف، نائب حاكم إقليم خوارزم ورئيس المركز الجمهوري للتنوير الروحي، محاضرة بعنوان “دور سيف الدين قطز في التنوير الروحي والثقافي”، وجه خلالها تحية من أرض كبار العلماء المسلمين، مؤكدًا أهمية استلهام القيم التي جسدها قطز في تعزيز الحوار والتعايش والتبادل العلمي.

الندوة التي أدارها الدكتور أحمد عبده طرابيك، الباحث المتخصص في شؤون آسيا الوسطى، شكّلت منصة حوارية ثرية، تعمقت في أبعاد التاريخ المشترك، وسلطت الضوء على أهمية استدعاء النماذج القيادية الملهمة من التاريخ في بناء مستقبل قائم على التفاهم والتعاون.

وأكد المشاركون أن شخصية قطز ليست مجرد رمز تاريخي، بل هي شاهد حي على وحدة المصير الثقافي والحضاري بين مصر وآسيا الوسطى، داعين إلى المزيد من الفعاليات التي تُبرز هذا التراث المشترك وتفتح آفاق التعاون بين البلدين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى