الاعلامية صفا مهنا تكتب: على ضفاف الأخلاق ..القوة التي تبني

أينما تلفتت إلى تاريخ قريب أو غابر بعيد..قرأت في أرشيف حضارات قامت أوانهارت.. ترتسم صورة تتجلى فيها وبكل وضوح أفكار وأسباب قيام الأمم والحضارات والدول وزوالها ..كيف نشأت وولدت وكيف امتدت لعقود ووثقها التاريخ في أرشيف حضاراته المزدهرة التي أسست وقدمت للبشرية وكانت مرجعا لبناء الاوطان …
هنا تحضرني فكرة البداية أولا والبداية من الإنسان الفرد والعودة ولو لدقائق فقط إلى بدايات الحياة البشريةوأولى مراحلها وأقتبس ماوثقه كتاب فجر الضمير 1936للمؤرخ جيمس هنري برستد الذي عاد بنا لحياة الإنسان الصياد الأول الذي كان يكافح بين ذوات الثدي المتوحشة الهائلة التي تحيط به …حينها بدأ يسمع همسا من عالم جديد كان ينبثق فجره في باطنه وكان هذا الهمس بمثابة بوق جديد يختلف عن همس ألم الجوع أو الخوف الذي يشعر به الإنسان للحفاظ على وجوده وكيانه حرك هذا الإحساس لأول مرة كل العوامل النفسية معا لتنهض بعدها قوة راسخة مسيطرة في المجتمع الإنساني وبناءه ..إنها قوة وفجر الضمير الذي يؤسس لقواعد بناء إنسان تفنن في صناعة وسائل القتل التي بدأت بالبلطة وصولا للنووي التي لاتبني وإنما تدمر ..قوة لاترتمي في أحضان أدوات القتل بل تخمد أنفاس القوة الوحشية فكيف تقوم بذلك؟؟
بالإنصات وليس الخضوع للأخلاق والتمسك بمقاييس الفضيلة وجعل الضمير والأخلاق قوة اجتماعية وأساس لبناء الفرد والمجتمع والأخذ بأسباب القوة التي تبني وليس العكس والعلم والعمل والجودة ..أما نقطة البداية أن تبني إنسانا مزودا بجودة القيم والأخلاق يشعر بعنصر السلوك وآثاره من هنا تفتح بوابات بناء وطن تتوفر فيه سبل الحياة والعيش الكريم ويسجله التاريخ في خانة أوطان وحضارات قدمت للبشرية …فببناء الإنسان تبنى الأوطان وبالأخلاق يبنيى الإنسان والأوطان وقد قالها أمير الشعراء أحمد شوقي
إنما الأمم الأخلاق مابقيت
فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا