د. أحمد شندي يكتب: مصر.. الأمن والأمان

تُعدّ مصر من أبرز الدول التي استطاعت على مدار سنوات أن تحافظ على استقرارها وأمنها، رغم ما شهدته المنطقة من اضطرابات وتحولات سياسية وأمنية كبيرة. ويعود ذلك إلى وعي القيادة السياسية، ويقظة الأجهزة الأمنية، وتلاحم الشعب المصري خلف مؤسسات الدولة.
لقد أصبحت مصر نموذجًا يحتذى به في تحقيق التوازن بين مكافحة الإرهاب والحفاظ على حقوق الإنسان، وبين التنمية الاقتصادية وتعزيز الاستقرار الاجتماعي. وتُسهم المشروعات القومية الكبرى، وشبكة الطرق الحديثة، والتطور في البنية التحتية، في دعم الأمن بمفهومه الشامل، بما يشمل الأمن الاقتصادي والمعيشي للمواطن.
كما أنّ عودة الأمن إلى الشارع المصري شجّعت على تنشيط السياحة، وزيادة الاستثمارات، وشجعت المواطنين على ممارسة حياتهم اليومية في أجواء من الطمأنينة. وفي ظل المتغيرات العالمية، تبقى مصر عنوانًا للأمن والأمان في الشرق الأوسط، بما تمتلكه من إرث حضاري، ومكانة استراتيجية، وإرادة سياسية وشعبية قوية.
مصر اليوم ليست فقط بلد الحضارة، بل أيضًا بلد الاستقرار، والتنمية، والسلام.
تمتاز مصر بموقع جغرافي استراتيجي يجعلها محورًا مهمًا في المنطقة، وهي بوابة بين الشرق والغرب، وقلب العالم العربي. هذا الموقع لم يحمِها فقط من العزلة، بل جعل من أمنها قضية إقليمية ودولية، تدرك القيادة المصرية أهميته وتسعى باستمرار لتعزيزه داخليًا وخارجيًا.
وقد نجحت الدولة في السنوات الأخيرة في مواجهة التحديات الأمنية، خاصة في ملف مكافحة الإرهاب، حيث استطاعت القوات المسلحة والشرطة تنفيذ استراتيجية شاملة لمطاردة العناصر المتطرفة، وتجفيف منابع التمويل والدعم، بالتوازي مع خطط تنموية في سيناء والمناطق الحدودية.
الأمن في مصر لا يقتصر على الجانب العسكري فقط، بل يشمل الأمن المجتمعي من خلال ترسيخ قيم المواطنة والتعايش، وتعزيز منظومة التعليم والتوعية، ودعم مؤسسات المجتمع المدني. كذلك ساهم الاستقرار الأمني في تحسين بيئة الأعمال، ما شجّع مستثمرين أجانب ومحليين على التوسع في مشاريعهم.
السياحة أيضًا عادت بقوة لتؤكد أن مصر آمنة، وأن شعبها مضياف، وأن الحضارة الفرعونية والإسلامية والقبطية ما زالت تبهر العالم. من الأهرامات إلى أسوان، ومن البحر الأحمر إلى الإسكندرية، يشعر الزائر بالأمان والثقة.
ختامًا، تظل مصر – بحكمة قيادتها ووحدة شعبها – حصنًا منيعًا، وواحة للأمن في محيط مضطرب، تسير بخطى ثابتة نحو مستقبل مشرق قائم على الأمن، والتنمية، والكرامة الإنسانية.