د. هند جاد تكتب: ماسك ضد ترامب.. بلوك لأخطر قصة حب سياسية!

تشهد العلاقة بين الرئيس الأمريكى دونالد ترامب ورجل الأعمال الشهير إيلون ماسك تحولات دراماتيكية من تواصل وتحالف استراتيجى إلى صراع وصدام.. بدأ يتصدر السوشيال ميديا، وهو ما يعكس تشابكًا واضحًا بين المصالح الشخصية والسياسية والاقتصادية بينهما.. باعتبارهما من أكثر الشخصيات تأثيرا وإثارة للجدل فى العالم.
تقارب ترامب وماسك جاء نتيجة لتشابك المصالح بين الطرفين، ترامب الذى يسعى إلى دعم اقتصادى وتقنى من ماسك. وماسك الذى يرى فى ترامب فرصة لتعزيز نفوذه السياسى وتوسيع مساحة أعماله، بشكل خاص فى مجال الفضاء والطاقة. بدأت الشرارة الأولى للخلاف بينهما مع قيام ترامب بتقديم مشروع «القانون الكبير الجميل»، والذى ينص على تقليص كبير فى الإعفاءات الضريبية للسيارات الكهربائية، وهو ما اعتبره ماسك ذا تأثير مباشر على مصالح شركة تسلا التى يملكها.
ومن المؤكد أن الأيام القليلة القادمة ستشهد أحداثا ومواقف متداخلة ومعقدة.. خاصة بعد أن ألمح ماسك إلى إمكانية تأسيس وتشكيل حزب سياسى وسطى جديد يعرف بـ«الحزب الأمريكى»، وهو ما سيكون بمثابة تهديد لتماسك ووحدة الحزب الجمهورى، ومدى تأثير ذلك على خريطة الانتخابات القادمة ونتائجها.
كما أن استمرار الخلاف سوف يؤدى إلى تصعيد الصراع الاقتصادى والتوترات بينهما، خاصة إذا استخدم ترامب سلطاته لتعطيل مشروعات ماسك العملاقة، مثل: إطلاقات سبيس إكس Space X أو مشاريع تسلا الجديدة. وقطعا، سينتج عن هذا الصراع بين ترامب وماسك تأثيرا على العلاقات الدولية التى تعانى فعليا من توترات قائمة مع روسيا والصين، وفى ظل ما تقوم به شركات ماسك من دور مهم فى السياسة التكنولوجية الأمريكية والعالمية.
أرى أن هذا الخلاف يكشف عن مخاطر تداخل المصالح الشخصية الخاصة مع الشأن الدولى العام. وما ينتج عنها من تحالفات مبنية على المصالح قصيرة المدى.. التى قد تفشل وتنهار سريعا فى الغالب، مما ينتج عنها آثار سلبية على الاستثمار والاقتصاد والسياسة.
التجارب تؤكد أن الاعتماد المفرط على شخصيات مؤثرة، مثل إيلون ماسك، فى صناعة القرارات السياسية، قد تؤدى إلى تقلبات ومغامرات غير محسوبة. ولذا يجب على المؤسسات الديمقراطية أن تضمن مساحة استقلالية القرارات السياسية بعيدا عن النزعات الشخصية والمالية لضمان استقرار النظام السياسى والاقتصادى.
من الآخر..
الصراع بين دونالد ترامب وإيلون ماسك ليس مجرد خلاف شخصى بين رجال مال وأعمال.. أحدهما فى منصب رئاسة دولة عظمى، بل هو انعكاس لصراع أعمق بين مسارين مختلفين لمستقبل الولايات المتحدة الأمريكية.. واحد يركز على القومية الأمريكية، والأخر يسعى إلى الابتكار والانفتاح. وفى كل الأحوال.. ستحدد النتائج النهائية لهذا الصراع المحتدم شكل السياسة الأمريكية فى السنوات القادمة.