أنت مش لعبة… وبلدك مش سلعة… وأمنك القومي مش هزار

بقلم المستشارة هدى الخضراوي
وريني إنك مش لعبة
وريني إنك مش تابع
وريني إنك مش سهل تنضحك عليك بـ بوست
ولا تتحرك بكلمة معمولة تجرّك ناحية الهاوية
وريني إنك مش مجرد متفرج في عز معركة وعي
إنك مش بتعيد كلام اتقال لك
ولا بتشارك شائعة علشان شكلها عاجبك
اللي بيحصل حوالينا مش بريء
فيه منصات شغالة شغل محترف
بتصنع شائعة
وتلبسها في قالب ضحك
وتنزلها في وقت محسوب
عشان توقعك في شك
وتخليك تزوغ من الحقيقة
وتهاجم كل اللي فاضل ليك
فيه تريندات بتتبني على كذبة
وفيه أخبار بتتهندم علشان تبان منطقية
بس جوّاها قنبلة
قنبلة ثقة
قنبلة وعي
قنبلة بلد بتتهزّ من غير صوت
وريني إنك مش متاح لأي معلومة من غير عقل
إنك ما بتفتحش باب لكل كلمة تخبط
إنك لما تشوف محتوى مش بتقول “هو في إيه”
لكن بتسأل “هو ليه اتقال كده… دلوقتي؟”
وريني إنك ما بتحبش تكون “أداة”
ولا تتسحب في سكة مش سكتك
وريني إنك بتحب بلدك بجد
مش بالشير… لكن بالعقل
مش بالصوت العالي… لكن بالثبات
وريني إنك لما تلاقي بوست بيشكك ف كل حاجة
توقف
وتشمّ
وتقول: الريحة مش مريحة
وريني إنك ما بتتهزش بسهولة
ولا بتتجر شكل
ولا بتتغر مضمون
وريني إنك واعي
وإن الوعي مش موضة
الوعي بقى واجب
فـ قبل ما تضغط شير
اسأل نفسك… أنا مين في المعركة دي؟
بساعد في البناء؟
ولا بانقل الهدم؟
بخلّي صوتي يوصل الحق؟
ولا ببقي صدى لموجة معمولة تشتغل عليّا؟
بلدك مش مثالية… لكن دي بلدك
ووعيك مش كل حاجة… لكنه خط الدفاع الأول
فحافظ عليه
واستخدمه
وقدّمه قدوة لغيرك
وريني إنك تستحق المساحة اللي بتتكلم فيها
وريني إنك صاحب رأي مش ناقل فوضى
وريني إنك مش مجرد اسم على أكونت
لكنك مواطن فعلي… في دولة بتحارب على كل جبهة
حتى لو الجبهة دي اسمها: بوست
بقلم: هدى الخضراوي
محامية وكاتبة مهتمة بالوعي المجتمعي والدفاع عن الحقيقة