جدل واسع بعد تصريحات مثيرة للجدل من قيادي بـ”مستقبل وطن”: اتهامات بتكريس المحسوبية وتهميش النواب المستقلين

أثارت تصريحات يحيى عياد، أمين لجنة الزراعة والري بحزب مستقبل وطن، خلال لقاء جماهيري، موجة من الجدل والاستياء في الأوساط السياسية والنيابية، بعد وصفه الفرق بين النائب الحزبي والمستقل بأسلوب اعتبره كثيرون مهينًا للدستور، ومكرسًا لمنهج الزبونية والمحسوبية داخل البرلمان.
وقال عياد في تصريح مسجل: “المرشح الحزبي زي الطالب الشاطر اللي المدرسين بيجملوه، أما الطالب اللي قاعد جنب الحيط ده المستقل”، في تشبيه أثار ردود فعل واسعة، واعتُبر استخفافًا بوظيفة النائب المستقل ومساسًا بمبدأ تكافؤ الفرص بين ممثلي الشعب.
ورأى مراقبون أن حديث عياد يشرعن صراحة ممارسات غير دستورية، حيث أقر بتمييز النواب على أساس انتمائهم الحزبي أو علاقاتهم الشخصية، مؤكدًا أن النائب الذي يمتلك علاقات مع الوزراء يستطيع إنجاز الخدمات بسهولة، بينما النائب المستقل “ينتظر دوره”، على حد تعبيره.
وفي أخطر ما جاء في التصريحات، أشار عياد إلى أن “الحق محتاج قوة تحميه، ومن غير قوة الحق ما بييجيش”، وهو ما اعتبره حقوقيون وقيادات حزبية معارضة تهديدًا مباشرًا لفكرة العدالة، وتحريضًا على تجاوز مؤسسات الدولة لصالح دوائر النفوذ.
عدد من النواب المستقلين طالبوا بتوضيح رسمي من رئاسة البرلمان حول هذه التصريحات، التي وصفوها بأنها “إهانة مباشرة للمجلس ككل، وتشويه لصورة العمل النيابي”، مؤكدين أن ما ورد في الفيديو يعكس ذهنية تسلطية تعتبر المواطن مجرد تابع لنائب ذي حظوة سياسية.
من جانبه، دعا مركز الديمقراطية البرلمانية إلى فتح تحقيق برلماني بشأن تلك التصريحات، ومساءلة مسؤول الحزب المعني حول مدى تطابق هذه المواقف مع المبادئ الدستورية، محذرًا من أن هذه الذهنية “تُضعف ثقة المواطن في البرلمان وتُقوض التعددية السياسية”.
ولم يصدر حتى الآن أي تعليق رسمي من حزب مستقبل وطن بشأن موجة الانتقادات.