تكريم علمي للبروفيسور أحمد عبد الكريم أستاذ في كلية الطب قسم الامراض النفسية و العصبية

 

بقلم: نهلة سليم

في احتفال علمي مميز، كرّمت جمعية الآثار بالإسكندرية البروفيسور الدكتور أحمد عبد الكريم، أستاذ في كلية الطب قسم الامراض النفسية و العصبية – جامعة توبنغن الألمانية، تقديرًا لإسهاماته البحثية الرائدة، لا سيما دراسته المبتكرة حول النماذج النسائية الرائدة في مصر القديمة والشرق الأوسط.

ويأتي هذا التكريم في ظل جهود حثيثة يبذلها البروفيسور عبد الكريم لسد فجوة معرفية طالما أهملت دور المرأة في مجالات العلوم والتأثير الثقافي، من خلال بحث علمي جمع بين العمق الأكاديمي والانفتاح الثقافي، حيث أصدر مؤخرًا كتابًا بعنوان “السيدات الرائدات من مصر القديمة والشرق الأوسط” بالتعاون مع مجموعة من الباحثين الدوليين، تحت إشرافه كرئيس تحرير، عن دار النشر العالمية Springer Nature، ثاني أكبر دار نشر علمية في العالم.

فجوة عالمية في تمثيل المرأة بالعلوم

وبحسب تقارير حديثة صادرة عن منظمة اليونسكو، لا تمثل النساء سوى 29.3% فقط من إجمالي الباحثين حول العالم. وحتى في مناطق تتسم ببنية علمية قوية مثل أمريكا الشمالية وأوروبا الغربية، لا تزال الفجوة بين الجنسين قائمة بشكل واضح. كما أن العديد من العالمات لا يحظين بنفس الشهرة والاعتراف الجماهيري مقارنة بزملائهن من الرجال.

وعند سؤال العامة عن أسماء نسائية بارزة في العلوم، غالبًا ما يُستدعى أسماء مثل ماري كوري أو ليز مايتنر، بينما يندر ذكر أي اسم لامرأة من الشرق الأوسط كان لها إسهام علمي حقيقي في العصور القديمة أو الحديثة.

كتاب يعيد الاعتبار لنماذج نسائية من التاريخ

في هذا السياق، يقدم البروفيسور عبد الكريم من خلال كتابه نموذجًا معرفيًا مختلفًا؛ حيث اعتمد على نصوص تاريخية واكتشافات أثرية حديثة للكشف عن البُعد النفسي والاجتماعي لنساء الشرق القديم، ودورهن الفاعل في الحياة العامة والدينية والعلمية، بعيدًا عن التنميطات التقليدية.

ويشير البروفيسور عبد الكريم إلى أن “التاريخ يلعب دورًا محوريًا في تشكيل علم النفس المعاصر”، مستشهدًا بنظرية “التعلّم بالنمذجة” لعالم النفس الشهير ألبرت باندورا، والتي تؤكد أن النماذج الملهمة في التاريخ يمكن أن تكون محفزًا قويًا، خاصة للفتيات، لتكوين طموحات مهنية كبرى.

تكريم مصري لأكاديمي عالمي

وفي احتفالية خاصة، كرّمت الأستاذة الدكتورة منى حجاج، رئيسة جمعية الآثار بالإسكندرية، البروفيسور عبد الكريم بمنحه درع الجمعية، تقديرًا لدراساته النفسية التي سلطت الضوء على نساء الشرق الأوسط من منظور علمي وإنساني جديد. وقد تأسست الجمعية عام 1893، وتُعد من أقدم الجمعيات العلمية الأثرية في مصر والمنطقة.

وفي تصريح خاص، عبّر البروفيسور عبد الكريم عن امتنانه قائلًا:

“أود أن أشكر الأستاذة الدكتورة منى حجاج على الدعوة الكريمة لإلقاء محاضرة حول دراساتي النفسية للنماذج النسائية من الشرق الأوسط أمام الجمعية الأثرية بالإسكندرية. إن حصولي على تكريم من مؤسسة علمية عريقة مثل جمعية الآثار هو شرف كبير، وأتمنى أن يكون كتابنا مصدر إلهام للفتيات في الشرق الأوسط، ويسهم في تصحيح الصورة النمطية السلبية التي يتبناها الغرب عن المرأة في منطقتنا.”

رسالة أمل عبر العلوم

بهذا التكريم، لا تكرّم جمعية الآثار بالإسكندرية مجرد إنجاز علمي، بل تحتفي برسالة تحمل بُعدًا ثقافيًا وحضاريًا وإنسانيًا، تؤكد أن الشرق، وتحديدًا مصر، لا يزال ينجب من يحمل شعلة العلم والإبداع إلى العالم، وأن نماذج النساء الرائدات ليست حكرًا على الغرب، بل متجذرة في تاريخنا وحضارتنا منذ آلاف السنين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى