الضغط الأمريكى الإسرائيلى على حدود مصر يدفع القاهرة إلى اللجوء إلى تكنولوجيا التخفى الصينية

 

تحليل الدكتورة/ نادية حلمى
الخبيرة المصرية فى الشئون السياسية الصينية والآسيوية – أستاذ العلوم السياسية جامعة بنى سويف

كشفت مواقع إسرائيلية عن قلق كبير لدى الجانب الإسرائيلى من حصول مصر على (مقاتلات الجيل الخامس الشبحية الصينية) المتمثلة فى أنظمة رادارات صينية حديثة، والتى تشمل منظومة دفاعية صينية متطورة وحديثة ورادارات صينية عسكرية متطورة قادرة على التشويش عسكرياً على القدرات العسكرية لإسرائيل جارة مصر، وقادرة على حماية المجال الجوى المصرى وصد أى تهديدات له، فضلاً عن إمداد الصين لمصر لمنظومة رادارات متقدمة عالية الذكاء، مع إتجاه مصر نحو الصين لموازنة القوى العسكرية فى المنطقة فى مواجهة إسرائيل وحليفتها الأمريكية، حيث يعد حصول مصر على الطائرة المقاتلة الصينية من الجيل الخامس فى مواجهة التفوق الإسرائيلى، وتعرف المقاتلة الصينية عسكرياً، بإسم
)J-35A)
وتأتى صفقة الرادارات الصينية المتقدمة لمصر، فى ظل تعهد الرئيس الصينى “شى جين بينغ” فى سبتمبر ٢٠٢٤، بزيادة دعم الصين للقارة الأفريقية عسكرياً بتمويل يبلغ نحو ٥١ مليار دولار خلال السنوات الثلاث المقبلة. وشهد مطلع عام ٢٠٢٥ إختتام ما عُرف بإسم “العقد الذهبى”، وهي فترة عشر سنوات شهدت خلالها مصر والصين نمواً فى علاقاتهما الثنائية. وتأتى صفقة الرادارات الصينية لمصر، فى وقت تمر فيه المنطقة بحالة من عدم الإستقرار مع إستمرار الحرب فى غزة، وتصاعد التوترات فى البحر الأحمر وقناة السويس المصرية، وااحرب الإقتصادية لترامب، وفرضه رسوماً جمركية على خصوم وحلفاء بلاده على السواء، مما تسبب فى إضطرابات وأزمات إقتصادية خانقة حول العالم. لذا، يمثل هذا التقارب بين مصر والصين عسكرياً رسالة واضحة إلى الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية، بأن القاهرة تتمتع بإستقلالية فى قراراتها السياسية، وأيضاً بحاجة إلى دور أكثر أهمية من قبل هذه الدول، التى تحاول أن تمارس ضغوطا على مصر، سواء فيما يتعلق بالوضع فى غزة وغيرها، بما قد يضر بالمصالح الوطنية المصرية. لذا جاء التوجه المصرى لتنويع مصادر وتعزيز علاقاتها مع حلفاء شرقيين، وعلى رأسهم الصين، فى إطار الإستراتيجية الصينية المتنامية لدعم دول (الجنوب العالمى النامى)، فيما يعرف بسياسة جنوب – جنوب، والتى تعد الصين قائدتها حول العالم، كأكبر بلد نامٍ حول العالم.
ويأتى الغضب الإسرائيلى الهائل من الصين بعد إمداد الصين لمصر لمنظومة الرادارات عالية الجودة، لأن إسرائيل كانت أول كيان فى منطقة الشرق الأوسط تحصل على مقاتلات الجيل الخامس الشبحية من طراز “إف-٣٥ آى”، المعروفة عسكرياً بإسم
(F-35I)
وتطلق عليها تل أبيب إسم (أدير)، والتى حصلت عليها تل أبيب عبر عقود ودعم أمريكى. وإنصب الإهتمام العسكرى الإسرائيلى بشكل كبير على تعزيز أسطولها من هذه المقاتلات الشبحية الأمريكية، وسعت لمضاعفة أعدادها. لذا يأتى إبرام صفقة الرادارات بين مصر والصين، بمثابة ضربة موجعة للجانب الإسرائيلى، لوقوع تكنولوجيا الرادارات الشبحية المتقدمة فى يد جارتها المصرية على الحدود. وتعد الصين من أهم التكنولوجيات العسكرية فى العالم، التى طورت طائرة مقاتلة من الجيل الخامس، مع كل من الولايات المتحدة وروسيا ، بطائرتها (تشينغدو-جى ٢٠) متعددة المهام، التى تعرف إختصاراً بإسم
(J-20)
وفى السنوات الأخيرة، بدأت مصر فى تغيير توجهها نحو الصين، حيث تعاقدت على الحصول على مقاتلات صينية، تعرف بإسم
(J-10C)
بعدد يصل إلى ٤٠ مقاتلة. بحيث أن هذه المقاتلات الشبحية الصينية ستحل محل البلوكات والمقاتلات الأمريكية القديمة من طراز طائرات “إف-١٦” الأمريكية
(F-16)
فى سلاح الجو المصرى. كما ستحصل مصر على تسليح متقدم من الصين رفضت واشنطن توفيره لمصر فى السابق، للحفاظ على التفوق النوعى لإسرائيل فى المنطقة.
وبناءً عليه، قد تكون المقاتلة الصينية من طراز (إف سى-٣١)
(FC-31)
(المعروفة بجيرفالكون)، هى الخيار الأمثل لمصر للدخول إلى عالم مقاتلات الجيل الخامس الشبحية.
فمع تضاؤل الخيارات الغربية وصعوبة الحصول على المقاتلات الأمريكية (إف-٣٥)
(F-35)
فقد تكون الصين هى الوجهة الأكثر واقعية لمصر، لتعزيز أسطولها الجوى بمقاتلات الجيل الخامس الصينية، عبر المقاتلة الشبحية الصينية من الجيل الخامس، من طراز (إف سى-٣١)
(FC-31)
والتى تقدم توازناً بين الأداء المتقدم والتكلفة المقبولة، مما يجعلها خياراً جديراً بالدراسة والإهتمام لدى الجانب المصرى عسكرياً.
حيث تفرض الولايات المتحدة الأمريكية قيوداًعلى بيع بعض الأسلحة المتقدمة لمصر لأسباب متعددة، أبرزها: التفوق النوعى لإسرائيل، فالولايات المتحدة الأمريكية ملتزمة بضمان التفوق العسكرى النوعى لإسرائيل فى المنطقة، وهو ما يعنى أن إسرائيل يجب أن تحتفظ بتفوق نوعى فى الأسلحة والتكنولوجيا العسكرية مقارنة بجيرانها. وفى هذا الإطار، غيرت مصر بوصلتها نحو الصين لتلبية طلباتها التسليحية، عبر التوقيع على صفقة مقاتلات صينية متقدمة لمصر، ودخول عدة أنواع صينية مرشحة لدخول مصر فى هذا المجال، أبرزها طائرات شركتى (شينغدو جى-١٠ سى) وشركة (شينيانغ جى-٣١) الصينيتين
(Chengdu J-10C & Shenyang J-31)
ونجد بأن (صفقة نظام الرادار الصينى لمصر وترتيبات التدريب العملى عليه)، يمكن أن تشكل تطوراً مهماً فى جهود تحديث منظومة الدفاع فى مصر، عبر إمداداها بأنظمة متطورة للحرب الالكترونية الصينية، بما يؤكد كفاءة تلك التكنولوجيا الصينية المتقدمة وثقة رجال هيئة التسليح المصرية فى الأنظمة الصينية عسكرياً فى مواجهة أى تحديات أو ضغوط عسكرية تواجه مصر فى الوقت الحالى. حيث أن صفقة الرادار الصينى لمصر تعزز منظومة الدفاع الجوى المصرى كخطوة إستراتيجية تعزز قدرات الإستخبارات والمراقبة الجوية لمواجهة التهديدات المحتملة لمصر، كما تحسن قدرات الإنذار المبكر لمصر، وتتميز أنظمة الرادار الصينية، بقدرتها على التكامل مع أنظمة الدفاع الجوى الحالية لمصر. حيث تمتلك مصر مجموعة متنوعة من أنظمة الرادار من مصادر متعددة (الولايات المتحدة، روسيا، فرنسا)، ويمتاز نظام الرادار الصينى، بسهولة الإندماج مع الشبكات الدفاعية الحالية، مما يساهم فى تشكيل صورة عملياتية متكاملة، ويمكن توجيه بيانات الرادار الصينى إلى أنظمة الدفاع الجوى الأخرى، مثل (الباتريوت أو منظومات الدفاع قصيرة ومتوسطة المدى) لإعتراض التهديدات بدقة.
ونجد هنا بأن الكشف الصينى عن أنظمة التشغيل والشبكات الجديدة للرادارات الصينية المتقدمة لمصر حليفتها فى الشرق الأوسط، يؤكد طموح الصين للهيمنة على قطاع المقاتلات الشبحية فى منطقة الشرق الأوسط فى مواجهة أى تكنولوجيا عسكرية متقدمة أمريكية لحليفها الإسرائيلى، كما يشير أيضاً إلى إستعداد الصين لتقديم (بدائل فعالة من حيث التكلفة لمصر) بهدف مساعدتها على تنويع شراكاتها الدفاعية بعيداً عن الموردين التقليديين كالولايات المتحدة الأمريكية، التى تختص إسرائيل بأسرار وتكنولوجيا عسكرية متقدمة فى مواجهة كل دول المنطقة بلا إستثناء. ويعد وصول تلك التكنولوجيا الصينية المتقدمة لمصر، بمثابة ضربة قاصمة لتل أبيب وواشنطن.
ومن وجهة نظرى التحليلية، فإن التعاون المصرى مع الصين عسكرياً فى مجالات (الحرب الإلكترونية وأنظمة الرادار والأفيونكس والطائرات بدون طيار)، هو مفتاح النهضة العسكرية للجيش المصرى، والتى يجب وبشدة التركيز مع الصين لإستكشاف وتطوير وتعلم وإستقدام الخبرات فى هذه المجالات المتقدمة للصين، وإرسال بعثات عسكرية مصرية إلى الصين لبناء كوادر فنية وعسكرية فى هذا الإطار. مع العلم أن (أنظمة الأفيونكس العسكرية)، هى الأنظمة الإلكترونية المستخدمة فى (الطائرات، الأقمار الصناعية والمركبات الفضائية). وتتضمن أنظمة الأفيونكس، العديد من التقنيات العسكرية الهامة، مثل (إلكترونيات الطيران، أنظمة الإتصالات، الملاحة، العرض وإدارة أنظمة متعددة)، وغيرها.
وهو ما كشفت عنه عدة تقارير لوسائل إعلام إسرائيلية، بشأن حصول مصر على صفقة مقاتلات صينية مزودة بصواريخ من طراز “جو جو جى سى ١٠” يصل مدى الصاروخ الواحد منها إلى نحو ٣٠٠ كيلومتر، وقادر على إختراق تل أبيب عبر الحدود الإسرائيلية، وهو ما أثار قلق وتخوف أمريكى إسرائيلى مشترك بشأن (توقيت إمداد الصين لمصر بعد حرب غزة بمنظومة الصواريخ والرادارات الصينية المتقدمة)، مما يطرح علامة إستفهام كبيرة بالنسبة لهما؟
حيث يمثل نظام الرادار العسكرى الصينى المتقدم خطوة محورية فى سعي مصر الطويل الأمد لتحديث بنيتها التحتية الدفاعية. مع إبداء (وزارة الدفاع الصينية) لنظيرتها المصرية لتدريب وإعداد كفاءات عسكرية وكوادر مصرية، بشأن (المواصفات الفنية والقدرات التشغيلية وشروط التعاون مع تلك الرادارات الصينية المتقدمة)، حيث تكمن أهمية تكنولوجيا الرادار الصينى المتقدمة، فى تعزيز مراقبة المجال الجوى لمصر فى مواجهة أى إختراق محتمل ودعم وتعزيز إستراتيجيات الدفاع الأمنى والإستخباراتى والعسكرى المتقدم لمصر. وهو ذاته ما أكدته (إستراتيجية الدفاع المصرية)، بشأن أهمية أنظمة الرادار المتطورة، حيث تعتبر هذه التقنيات ضرورية للكشف المبكر عن التهديدات، وتخصيص الموارد بكفاءة، للحفاظ على الأمن القومى المصرى فى مواجهة أى إختراق.
مع الوضع فى الإعتبار، بأن (وزارة الدفاع الصينية قدمت الدعوة لنظيرتها المصرية ممثلة فى وزارة الإنتاج الحربى المصرية) لحضور (معرض تشوهاى الجوى) المرموق فى الصين، الذى أُقيم فى الفترة من ١٢ إلى ١٧ نوفمبر ٢٠٢٤، والذى يعد من أهم المعارض العسكرية والدفاعية العالمية للصين، والذى يُقام كل عامين، لإطلاع المعنيين وحلفاء الصين عسكرياً كمصر، على كافة التطورات الرائدة فى تكنولوجيات الطيران والدفاع، وجذب المشاركين من جميع أنحاء العالم. وأتاحت الصين لمصر من خلال دعوتها لحضور المعرض الجوى العسكرى الصينى، إستكشاف كل القدرات الدفاعية الصينية الجديدة، وخاصةً من خلال المناقشات مع المسؤولين الصينيين بشأن شراء مصر لـ (نظام رادار متقدم وإتفاقية نقل التكنولوجيا المحتملة من الصين لمصر). كما شهد (معرض تشوهاى الجوى الصينى) أيضًا الظهور الرسمي للطائرة الصينية جيه-٣٥ أ، وهي طائرة مقاتلة شبحية من الجيل الخامس صممتها (شركة شنيانغ للطائرات)، المعروفة إختصاراً بإسم
(SAC)
حيث تم تصميم هذه المقاتلة الصينية متعددة الأدوار المتقدمة للإستخدام المحلي والتصدير إلى الشركاء الإستراتيجيين للصين عسكرياً، بما فى ذلك باكستان ومصر، وفقاً لما تم الإعلان الصينى عنه.
وهو ما أثار تنامى القلق المتزايد عسكرياً من قبل واشنطن وتل أبيب، خاصةً بعد إعلان (وزارة الدفاع الصينية) فى بيان رسمى عسكرى عن إجراء تدريب جوى مشترك مع مصر لأول مرة، تحت إسم “نسر الحضارة ٢٠٢٥”، فى شهر إبريل ٢٠٢٥. ويعتبر هذا التدريب العسكرى الصينى المصرى المشترك، بمثابة خطوة إستراتيجية تعكس تصاعد مستوى التعاون العسكرى بين البلدين، والتى شملت (تنفيذ طلعات جوية مشتركة وتبادل الخبرات الصينية مع مصر فى مجالات القتال الجوى والتكتيكات الحديثة عسكرياً). وهو ما حللته الدوائر العسكرية والأمنية والإستخباراتية الإسرائيلية وربطته بحرب غزة الأخيرة، وتزايد ضغوط الإدارة الأمريكية على مصر، بشأن قضية (التهجير القسرى لسكان قطاع غزة) إلى حدود سيناء المصرية، وهو ما رفضه الرئيس المصرى “عبد الفتاح السيسى” ورفضه معه كافة جموع الشعب المصرى بجميع فئاته.
كما أن تلك التدريبات والمناورات العسكرية المشتركة بين مصر والصين فى هذا التوقيت، تحمل رادعاً صارماً ضد التهديدات والعدوان المحتمل من جهات خارجية خاصةً مع تلك الإستفزازات الإسرائيلية على حدود مصر وتحديداً عند (محور فيلادلفيا) على حدود سيناء ، وتحمل فى مضامينها إرسال رسالة واضحة من مصر والصين لأى خصم أو عدو خارجى، مفادها إستعدادهما للعمل سوياً للدفاع عن مصالحهما وسيادتهما، وهذا يسهم فى الحفاظ على الإستقرار الإقليمى ومنع تصاعد الصراعات فى المستقبل، وتخفيف أى ضغوط يمكن أن تمارس على السيادة الوطنية المصرية بشأن قضية تهجير الفلسطينيين.
ويأتى مصدر القلق العسكرى الأمريكى الإسرائيلى، بأن تلك المنظومة الصينية للرادارات تشبه فى قدراتها (أنظمة إس-٤٠٠ الروسية والباتريوت الأمريكية)، مما يضعها فى مصاف النظم الدفاعية المتطورة عالمياً. وتلك المنظومة تعد من أحدث تقنيات التخفى والتصنيع العسكرى الصينى عالمياً والقادرة على التصدى لأى هدف من أى مسافة وإقتناصه. وهو تحديداً ما كشفت عنه الصين فعلياً خلال فعاليات (معرض الكشف والرصد الإشعاعي العالمى) عن جيل جديد من أنظمة الرادار المتقدمة، وصفتها بالفنان البارع فى تتبع الأهداف الشبحية، في إشارة مباشرة لقدرتها على مواجهة الهيمنة الأمريكية فى مجال تقنيات التخفى.
أما عن أبرز مميزات تلك الرادارات الصينية المتقدمة لمصر، وأسباب تخوف الجانبين الإسرائيلى والأمريكى منها فى مواجهة مصر بعد إمداد الصين بها، فهى أن تلك المنظومة الصينية مزودة برادار ثلاثى الأبعاد قادر على تتبع أكثر من ١٠٠ هدف جوى فى ذات الوقت، كما يمكن دمج نفس منظومة الرادارات الصينية المتقدمة مع عدة أنواع أخرى من الرادارات، بما فى ذلك (الرادارات المضادة للصواريخ الباليستية)، حيث صممت تلك الرادارات الصينية خصيصاً لتكون مرنة الحركة، حيث تحمل صواريخها وراداراتها ووحدات القيادة على شاحنات متنقلة لتعزيز فترة بقائها فى ساحة المعركة.
وبسبب تلك الرادارات الصينية المتقدمة عالية الجودة والقادرة على التخفى عسكرياً بإستخدام أنظمة تشويش متقدمة، لذا تنظر واشنطن وتل أبيب بعين الحذر للجانب المصرى، بعد رصد تصدير الصين للجيش المصرى لمنظومة الرادارات الصينية المتقدمة، بالإضافة إلى منظومات دفاعية حديثة ومتنوعة من الصين، بما فى ذلك المنظومة الصينية بعيدة المدى “إتش كى ٩ بى”
(HK-9B)
وهى نفسها المنظومة الصينية الشبيهة بمنظومة صواريخ “إس-٤٠٠” الروسية. أما عن مزايا تلك المنظومة الصينية للجيش المصرى، فهى توفر له العديد من المميزات، منها: (زيادة مدى الإشتباك إلى ما لا يقل عن ٢٠٠ كيلومتر، وتعزيز قدرات التتبع والإستهداف للجيش المصرى، والتعامل مع أهداف متعددة على مسافات متفاوتة).
وتحمل رسالة الإعلان عن تلك الرادارات والمنظومات العسكرية بين مصر والصين، عدة رسائل فى مضمونها لإسرائيل، التى تراقب صفقة الرادارات الصينية المتقدمة لمصر، مع تنامى الحذر الإسرائيلى من دخول دولة مثل الصين المصنعة، وثالث أقوى قوة عسكرية عالمياً، وهى تمد مصر بمنظومة رادارات متقدمة، وتجرى فى الوقت ذاته مناورات عسكرية مع مصر، وهى أقوى قوة عسكرية بالشرق الأوسط.
وبناء على التحليل العسكرى السابق، نجد بأن أنظمة الرادار الصينى تدعم قدرة مصر على إكتشاف التهديدات الجوية دون الإعتماد على دول أخرى حليفة لإسرائيل كالولايات المتحدة الأمريكية، مما يزيد من الإكتفاء الذاتى لمصر فى مجال المراقبة الجوية ، ويتيح المشاركة بفعالية فى تأمين المجال الجوى الإقليمى لمصر، خاصةً فى ظل التحديات الأمنية المتزايدة في المنطقة بعد حرب غزة الأخيرة وتزايد الضغوط الأمريكية على مصر، بشأن قضية تهجير الفلسطينيين إلى حدود سيناء ورفح المصرية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى