د. أيمن السيسي يكتب:   لورانس ” العرب ” .. وماذا بعد ..؟ !!!

وماذا بعد أن فجَّرت حماس الوطن العربي بطوفانها ” الأقسى” ؟ زاد العرب انبطاحًا ، ونزعوا غلالة العباءة الشفَّافة التي كانت لا تسترهم بقدر ما تغري الفحول عليهم ، ولكن ، وماذا بعد ؟
أين حماس التي قال زعيمها خالد مشعل :خسائرنا تكتيكية ،وخسائر إسرائيل إستراتيجية …وقال إسماعيل هنية : نحتاج دماء أطفال وأبرياء غزة كي توقظ فينا روح العناد والتحدي … وقال أسامة حمدان : الخسائر ينظر إليها أولا في صفوف المقاومين والقيادات وليس المدنيين !! وقال غازي حمد : رأس مالنا هو الشعب الفلسطيني وحتى لو قتلوا منا كمان 100 ألف هذه ورقة قوية بأيدينا ..!! ، وقال يحيى السنوار : نحن جاهزون لأن نفنى جميعا حتى أخر طفل في غزة لتعيش فكرتنا ….!! .وماذا بعد ؟ و أين هم من تغنَّوا بانتصارات حماس؟ وأنهم صمدوا رغم مائة ألف إنسان قُتلوا فضلًا عن المعاقين المصابين وخمس آلاف امرأة جنت لفقد أبنائهم أمام أعينهن ، والنساء اللواتي ترمَّلن . وماذا بعد ؟ والإبادة الكاملة ، وأين العرب الذين دعموهم في الدوحة وغيرها من العواصم العربية والأعجمية ؟
أين من قالوا إن طوفان الأقصى أخرج القضية الفلسطينيَّة من رقدتها ، وأحياها من موات ؟ هاهي القضية الفلسطينيَّة تنتهي ، ويوافق العرب في لقائهم مع سيد البيت الأبيض على تهجير الغزيين ( الفلسطينيين ) إلى ليبيا مقابل التطبيع .
و لكن ماذا بعد ؟ ها هو الجولاني نموذج الإرهابي الذي صنعته مخابرات أمريكا وأسرائيل وتركيا بأموال العرب يسلم أرشيف إيلي كوهين لوحدة من ضباط إسرائيليين برعاية قطرية ، و يصمت على احتلال اسرائيل لبلاده بعد أن كان يقول بعد تحرير دمشق سنصل إلى القدس . وها هو لم يصل سوى إلى قدسيا (ضاحية تبعد12 كم مترًا عن قلب العاصمة دمشق) ، ويعاود العرب صناعته كرئيس لبلاد العز والمنعة ، فماذا بعد ؟؟
أحكم العرب الطوق حول مصر ونفَّذوا مؤامرة الأمريكان وإسرائيل بإشعال الأطراف حولها بدايةً من دعم أثيوبيا في مشروعاتها العدائيَّة ضد مصر وضد أمن البحر الأحمر مرورًا بليبيا ، وليس انتهاءً بتفكيك السودان وتخريب اليمن و تشاد ، و لكن مصر هي التي حافظت على مدى التاريخ على القضية الفلسطينية ولأتزال وستبقى لأنَّها مصر ولأن هذا العسكري القوي العنيد رئيسها، و هذا جيشها وعقلها (المخابرات العامة ) رفضوا . تصفية القضية الفلسطينيَّة ، ورفضوا بيع فلسطين ، فماذا بعد ؟ أقول لكم بعد كل هذا ، هذه مصر تنهض ، وهذا تاريخها وديدنها ، فعندما انهارت الخلافة العباسيَّة بخيانة بعض العرب ودمرت بغداد واستسلمت دمشق ، نهضت مصر وهزمت التتار ؛ فأفنتهم ، ولم تقم لهم قائمة بعد ذلك ، وعندما تحكم الصليبيُّون في الشام وفلسطين والساحل السوري كله ، حاربتهم مصر، وانتصرت عليهم ، وانهت وجودهم من الشام إلى الأبد . إلى أن قام العرب من الحجاز وشاطئ الخليج “الفارسي ” بالثورة على السلطنة العثمانيَّة ومحاربة الأتراك بعد جولات للضابط الشاذ توماس إدوارد لورانس ( لورانس العرب )الذي اعترف في مذكراته بشذوذه مع العرب . .
والعرب الآن .. وهم أحرار في أموالهم ينفقونها كيف شاؤوا ، ويفعلون بها ما يريدونون ،لا شأن لنا ، ولكن ، انبطاحهم للعدو ، محاولة هدم الدين الإسلامي والمسيحي و وتذويبهما في “الديانة الإبراهيميَّة” و استمرار أعمالهم العدائيَّة ضد مصر ، وضد العروبة والإسلام ، هو ما يهمنا ؛ فالإسلام ديننا ؛ والعروبة عروبتنا ؛ وفلسطين قضيتنا
وكما قال الرئيس السيسي في المؤتمر الذي حضره في بغداد : ” إن السلام سيظلُّ بعيد المنال حتى ولو طبعت كل البلدان العربيَّة مع إسرائيل ” و هكذا يؤكد لنا التاريخ أن لا سلام دون مصر ولا حرب أيضًا ،ونحن اعتدنا الحروب واعتدنا الانتصارات ، نحن لانملك المال ، ولكننا نملك العقيدة والإيمان (مصر أول دولة موحِّدة في التاريخ ) ونملك الأرض لأننا حضارة استقرار .
 فمن استقرَّ في أرضه يدافع عنها ، ولسنا بدوًا رحلًا لا تعني لهم الأرض شيئًا سوى العشب إن نما على مطر والكلأ ، حتى بدو مصر ليسوا رحلًا فقد استقروا منذ ما يقرب من ألف عام على أرضهم في سيناء ودافعوا عنها طوال تاريخهم ، وأحدثهم الشيوخ سليمان الهرش وحسن خلف و “موسى رويشد” وأمه سالمة شميط، ، وغيرهم الآلاف ، و أولاد علي قنيشات وسمالوسيه و الجميعات في الصحراء الغربيَّة ،شيوخ من القبائل المجاهدة، حسين العاصي، و صالح بوزريق العشيبي، وعلي أرحيم المالكي، و فرج زهيويق، و ختال العلواني الفردي، والمجاهد حميدة عطيوة الفردي، و عوض خميس الصنقري، و بوطيب العميري، و محجوب العميري ،والعمده محمد راغب الدربالي، و إبراهيم بوزعلوك، و نوح العكش و مطرود بساط ب و القطيفي، و بو العروية المحفوظي، و رحومة السمالوسي ومعهم قبائلهم الذين دافعوا عنها ضد الطليان في ليبيا ، وضد الإنجليز في وادي ماجد وبيربوتونس وانتصروا عليها وهما أقوى الإمبراطوريات وقتها وفي “مقتلة الدواويش”جنوب واحة باريس في الوادي الجديد وغيرها ، وفي السويس وبور سعيد العمال والفلاحين والموظفين ، ونحن أبناء هؤلاء وأولئك في ربوع مصر، وأحفاد من طردوا الهكسوس والتتار والصليبيين … وماذا بعدُ ؟
لم يعد هناك بعدُ ، هذه قضايانا الأرض .. وهذه دماؤنا ، وأعلن السيسي رأي مصر وخلفه جنود مصر ، و هم من قال فيهم سيد الخلق محمد صلَّى الله عليه وسلم وكأنه يصوِّر لنا الواقع الحالي : “ستكون فتنة، أسلمُ الناس فيها ـ أو قال خير الناس فيها ـ الجند الغربي”. وعن يزيد بن أبي حبيب: بلغني أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “تكون فتنة تشمل الناس كلهم، لا يسلم منها إلا الجند الغربي”. ، وقال الله تعالى يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتم ” صدق الله العظيم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى