السيسي بقمة بغداد.. رسائل دعم لغزة ومطالب بوقف العدوان وتحقيق السلام

قدم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي رسائل حاسمة بشأن العدوان الإسرائيلي المتواصل على الفلسطينيين، ودعوات واضحة لإنهاء الصراع عبر مسار سياسي عادل يضمن الحقوق الفلسطينية.

واستهل السيسي كلمته أمام القمة العربية الرابعة والثلاثين المنعقدة في العاصمة العراقية بغداد، بتوجيه الشكر إلى العراق شعبًا وحكومة على حفاوة الاستقبال، مؤكدًا أن انعقاد القمة في بغداد يحمل دلالات عميقة في ظل ما تشهده المنطقة من تحولات وتحديات جسيمة. واعتبر أن هذه القمة تأتي في ظرف تاريخي حرج، تفرض فيه الأحداث الجسام على القادة العرب مسؤوليات كبرى تتعلق بمصير شعوبهم وبالأمن القومي العربي.

إبادة منظمة ومعاناة متفاقمة

تناول الرئيس المصري في كلمته المأساة الفلسطينية المستمرة، معتبرًا أن ما يتعرض له الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية «يصل إلى مستوى الإبادة»، مشيرًا إلى أن آلة الحرب الإسرائيلية تستهدف «طمس الشعب الفلسطيني وإبادته» عبر عمليات تدمير ممنهجة وواسعة، جعلت من قطاع غزة منطقة غير صالحة للحياة.

وأكد السيسي أن العدوان الإسرائيلي لم يوفّر طفلاً ولا شيخاً، مستخدمًا التجويع والحرمان والقتل كأدوات حرب ضد المدنيين، ما أدى إلى نزوح ملايين الفلسطينيين داخل القطاع، بينما تشهد الضفة الغربية بدورها ممارسات قمعية لا تقل خطورة.

وتطرق السيسي إلى اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه مؤخرًا بوساطة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مؤكداً أن الاتفاق لم يصمد في وجه تجدد العدوان الإسرائيلي. وناشد الرئيس ترامب التدخل الفوري لوقف إطلاق النار، من أجل تجنب كارثة إنسانية أكبر، محذرًا من أن الأوضاع تنذر بانفجار إقليمي شامل إذا لم يتم كبح آلة الحرب الإسرائيلية.

الرئيس المصري دعا إلى دعم جهود الوساطة القائمة مع قطر والولايات المتحدة الأمريكية، بهدف التوصل إلى اتفاق دائم وشامل لوقف إطلاق النار. كما اتهم إسرائيل باستخدام سلاح التجويع والحرمان لإخضاع سكان غزة، إضافة إلى القتل والتهجير الذي يستهدف الفلسطينيين في الضفة الغربية، معتبرًا أن هذه السياسات تشكل خرقًا صارخًا لكل المواثيق الدولية.

الحل السياسي
واختتم السيسي كلمته بالتشديد على أن «الحل الوحيد للخروج من دوامة العنف في الشرق الأوسط هو إقامة دولة فلسطينية مستقلة»، على حدود الرابع من يونيو/حزيران 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.

وقال إن الأمة العربية بأكملها تواجه تحديات مصيرية تستدعي أعلى درجات الوحدة والتضامن، داعيًا القادة العرب إلى اتخاذ قرارات ترتقي إلى مستوى تضحيات الشعب الفلسطيني وصموده الأسطوري.

تأتي كلمة الرئيس المصري في وقت تتكثف فيه الجهود الدبلوماسية العربية والدولية لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة، وسط تحذيرات من تفاقم الكارثة الإنسانية وتوسع رقعة النزاع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى