النرجسي الخفي في قفص القانون عندما يتحول التلاعب إلى جريمة
بقلم المستشارة هدى الخضراوي
في عالم العلاقات الإنسانية هناك نرجسي من نوع مختلف لا يصيح ولا يتفاخر بصوت عالٍ لكنه يزرع السم في الهدوء يبتسم في وجهك ويخفي خلف ابتسامته نوايا مظلمة إنه النرجسي الخفي المتقن لفن السيطرة دون ضجيج
النرجسي الخفي يتقن دور الضحية ببراعة أمام الجميع يمارس التلاعب العاطفي كأنه فن يجيد تحريف الحقائق وتشويه الوقائع ليصبح هو المظلوم وأنت الجاني يقلب الموازين بمهارة ساحر محترف يجعل الجميع يصدقون روايته بينما أنت تتساءل كيف تم قلب الحقيقة بهذا الشكل
في ساحات المحاكم يتألق النرجسي الخفي كفنان مسرحي بارع يذرف الدموع أمام القاضي ويتحدث بنبرة محزونة عن معاناته يلتقط أنفاسه بين الجمل كأنه يخرج من معركة شرسة في الحياة يجيد حشد التعاطف معه ويستخدم كل أسلحته للتأثير على القرارات
القانون هنا يصبح سلاحًا بين يديه يعرف كيف يستغل الثغرات كيف يستخدم شهود الزور وكيف يزيف الحقائق ليبدو أمام القاضي كأنه الضحية المغلوبة على أمرها في قضايا الأحوال الشخصية على وجه الخصوص يظهر بمهارة في لعب دور الأب المثالي أو الزوج المحب الذي سُلبت منه حقوقه
النرجسي الخفي لا يصنع قفصه بالسلاسل الحديدية بل بخيوط من حرير حرير الكلام المعسول والوعود الوردية والتضحيات الكاذبة ينسج حولك خيوطه الناعمة حتى تجد نفسك في قفص ذهبي جميل المظهر لكنه خانق للروح
يبدأ بزرع الشكوك في داخلك ليس بشكل مباشر بل عبر تلميحات دقيقة وأسئلة بريئة ظاهريًا هل تذكر حقًا ما حدث أظن أنك تبالغ في وصف الموقف لم أقصد أن أجرحك لكن يبدو أن حساسيتك زائدة مؤخرًا شيئًا فشيئًا تبدأ في التشكيك بذاكرتك بقدرتك على التمييز وحتى بمشاعرك تصبح أنت السجان لنفسك وتراقب كل كلمة تقولها خوفًا من أن تكون أنت المخطئ
النرجسي الخفي لا يصرخ لا يرفع صوته لكنه يتقن فن الصمت العقابي والانسحاب المفاجئ حين تشعر بالسعادة يظهر فجأة بابتسامة حزينة ليقول أنا سعيد من أجلك حتى لو كان ذلك يعني أنني سأبقى وحدي في لحظة تتحول سعادتك إلى شعور بالذنب وتجد نفسك معتذرًا عن شيء لم ترتكبه فقط لأنه جعل نفسه ضحية وهمية
النرجسي الخفي بارع في الظهور بدور المنقذ الملهم في أوقات الشدة ودور المظلوم الذي لا ينصفه أحد في أوقات السكينة هذا التناقض المتقن يجعلك تتعلق به أكثر فهو المنقذ حين تسقط والضحية حين تقف فتشعر دومًا بالالتزام تجاهه
القانون بين يدي النرجسي الخفي التلاعب بثوب العدالة
في القضايا القانونية يظهر النرجسي الخفي بأبهى صوره يذرف الدموع أمام القاضي يروي قصصًا محبوكة عن معاناته يصور نفسه كضحية مظلومة ويتلاعب بالعواطف بمهارة ساحر محترف يستخدم الشهادات المزيفة ويلجأ إلى شهود ممن تأثروا بسحره الزائف لتصبح الحقيقة غائمة والعدالة عمياء
القانون بالنسبة له ليس سوى سلاح آخر في ترسانته يستخدمه لتقييدك لإرهاقك ولإبقائك محاصرًا بين جدران قفصه الذهبي
إزاي تحمي نفسك بمواد القانون
• المادة 290 من قانون العقوبات المصري
تجرم تقديم معلومات كاذبة أو مضللة في المحاكم بهدف التأثير على مسار العدالة يمكنك تقديم بلاغ ضد أي معلومات كاذبة أو تضليلية يتم تقديمها في المحكمة
• المادة 302 من قانون العقوبات المصري
تتعلق بجريمة البلاغ الكاذب واستغلال المواقف لإلحاق الضرر بالطرف الآخر يمكنك المطالبة بالتعويض وتقديم شكوى رسمية ضد البلاغات الكيدية
• قانون الأحوال الشخصية رقم 25 لسنة 1929
يوضح حقوق وواجبات كل من الزوجين في حالات الطلاق والحضانة وكيفية حماية حقوق الأطفال من التلاعب القانوني يمكنك التمسك بحقوقك القانونية والمطالبة بها أمام القضاء
• المادة 77 من قانون الإجراءات الجنائية
تتيح لك طلب التعويض عن البلاغ الكاذب والإضرار المتعمد بسمعتك أو حقوقك
• المادة 294 من قانون العقوبات المصري
تتيح لك معاقبة الشهود المزورين عند إثبات تقديمهم لمعلومات غير صحيحة أمام القضاء
الهروب من القفص الذهبي كيف تكسر الخيوط الحريرية
الوعي بداية التحرر تبدأ بالوعي إدراكك أن اللطف الظاهري ليس إلا قناعًا هو أول خطوة للتحرر من سطوة النرجسي الخفي استرجع ثقتك آمن بذاكرتك وبمشاعرك ولا تدع شكوكه تتسلل إلى عقلك ضع حدودًا واضحة ومحصنة ولا تتنازل عنها مهما كانت المغريات
النجاة من سجن النرجسي الخفي تتطلب الوعي الكامل بالقوانين التي تحميك والإيمان بأن العدالة لا تخذل من يتمسك بالحق عندما تتحرر سترى الحقيقة واضحة خالية من الأوهام والابتسامات الزائ
#النرجسي_الخفي #التلاعب_العاطفي #القانون_لا_يحمي_المتلاعبين #إرهاق_قانوني #العدالة_الحقيقية #حقوق_المرأة #ساحات_القضاء #محاكم_الأحوال_الشخصية #المواجهة_القانونية #النصر_للمظلوم #حقي_مش_هيضيع #المعركة_القانونية #الوعي_القانوني #ضد_التلاعب #النرجسي_في_القضاء #العدالة_ضد_التلاعب #محاربة_الكذب #احمي_نفسك #المواجهة_الحاسمة #سقوط_الاقنعة
