العلامات الحمراء الخمس

 

بقلم د. شيرين العدوى

قال الإمبراطور الرومانى الرواقى ماركوس أوريليوس: «لا تدع روح رجل آخر تحكم روحك». هذه العبارة أكتبها وأنا أتذكر كل خيبات النساء والرجال معا، فى رحلة البحث عن الشريك، وأنا إذ أكتب هذا المقال فإنى أكتب للطرفين الرجل والمرأة على حد السواء. ودعونا نتفق فى البداية بأن الدخول إلى رحلة الارتباط لا يعنى أن نغير شخصياتنا من أجل الطرف الآخر، وإنما يعنى اختيار شخص نكمل معه تطورنا العاطفى ونضجنا الإنسانى. فطبقا لرؤية كارل يونج فإنه يحذرنا من خمس عبارات تكشف لنا أننا فى علاقة سامة غير متوازنة. فإذا سمعنا هذه العبارات فعلينا الهروب فورا لأننا فى علاقة سامة، قد تبدو هذه العبارات بريئة لكنها فى واقعها تكشف عن أنماط لا واعية وإسقاطات خفية تؤكد نيات تلاعبية خطيرة يسقط فيها من يقولها ظله الأسود المخفى على الطرف الآخرومشاعره المكبوتة من اهتزازات نفسية وانعدام الأمن والثقة وحب السيطرة والتملك.

-العبارة الأولي: «عليك أن تتقبلنى كما أنا» قد يبدو هذا التعبير صادقا يظهر تواضعا من الطرف الذى يحمل صفات صعبة كالعصبية أو الضرب أو السب والتلفظ بعبارات غير لائقة. فإذا قال لك الطرف الآخر هذا مع تلك التصرفات فاعلم جيدا أن هذه الشخصية تخفى رفضا للتطور، والشخص الذى يستخدم هذه العبارة يتهرب من المسئولية الملقاة على عاتقه، فمعنى قبول شخص ما لا يعنى التسامح مع سلوكه غير المعوج، والطرف الواعى يجب ألا يتحمل عبء طرف يرفض النمو.

-العبارة الثانية: «كل علاقاتى السابقة كانت مع أناس ساميين» . قد تبدو هذه الجملة كتنفيس عن الغضب، لكنها تخفى داخلها نمطا لشخصية تلعب دائما دور الضحية، والشخص الذى يستخدم هذه العبارة يتهرب من مواجهة نفسه، فمن يجيد دور الضحية سيبحث دائما عن شخص جديد يلومه، فعليك الانتباه حتى لا تكون أنت.

-العبارة الثالثة وغالبا ما يقولها الرجل للمرأة : «لو كنت تحبيننى حقا، لفعلت كذا من أجلي» إنه شكل من أشكال الابتزاز العاطفى، فالحب الحقيقى لا يفرض، بل يختار بحرية، المرأة الناضجة يجب أن تميز بين الطلب الصحى، والمطلب المتخفى، وغالبا الشخص الذى يستخدم هذه العبارة لا يفرق بين الحب والتملك والسيطرة.

-العبارة الرابعة: «أنت لست كافية بالنسبة لي» هذه العبارة هجوم مباشر على الهوية والقيمة وتقليل من شأنك، وضوء أخضر لفعل ما يريد فعله دون حساب، وهو دائما بهذه العبارة يدفعك للعمل بجهد مضاعف لتنال استحسانه، وهذا يجعلك دائما تدفع المزيد دون مقابل.

– العبارة الخامسة: «افعل ما تريد» بنبرة سلبية ساخرة؛ هذه الجملة ليست منحة للحرية بل فخ عاطفى فهو يستخدمها ليجعلك تشعر بالذنب لمجرد اتخاذك قرارك الخاص. وهذا ما يمنع التطور والنمو ومساحة الإقناع بينكما.

إن العلاقات الصحية مبنية على التواصل الواضح والصريح، والشخص الذى يمتلك تطورا لذكائه العاطفى لا يدخل مثل هذه الألعاب، وعلى كل شخصية أن تمتلك الصدق والشجاعة فى مواجهة الآخر والنفس فى استكمال رحلتها الخاصة، حتى لا نجد قاعات المحاكم مليئة بحالات الانفصال التى تفسخ المجتمع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى