“احترنا مع حبك”

بقلم: حيدر الحسيني
بعيونك غفا الليل وسكتنا الكلام
ونطَرنا الهوا تا يوصلنا سلام
وحكينا بقلوبنا بلا حكي وملام
يا سحرك شو بيخطف ويطعنني سهام
نارك ما بتنطفي ولو دقّ الحمام
وغيابك عالقلب متل قطف الحِمام
قلتي حب وقلبي صار بقلبك يتام
ما صدّق قِبالك وبإيدِك استسلم
صرخ من فرَحُه وصار يسأل ليام
قال يا ربّ شو هالحُسن شو هالغرام؟
لو عرفوا الناس إنك انتي المَرام
كانو سجدوا جمالك وقالوا حرام
ضحكتك بتشرّق عتم المسا
ومشيِتك بتزلزل دروب القسا
وحديثك دوا للقلب اللي قسا
وبهمسك بتروّي العطشان والقسا
صرنا نكتب فيكي الشعر والقصة
وانتي ساكتة وكلّي فيكي انكسا
شِتّيت الدنيي وانتي دفّاها
وحزيني الأرض وانتي غناها
لو بشتّي الورد من خطاها
بيكبر العطر بتراب ممشاها
بتحكي الحياة وعيوني رواها
وانتي وِجه السما ومفتاح مداها
جمالك يا ملاك بيبكي النجوم
وحنانك متل نهر ما بينضب يوم
قلبك حضن بيشيل الحزن والهموم
وصوتك ناي بيوجع كل محروم
عشقك دين، ما بيكفّيه صوم
واحترنا مع ربّك… كيف بدنا نقوم؟
سحرِك طلاسم والحرف ضايع فيها
والعقل مشلول لما العيون تِجيها
شو بيعمل شاعر قدّام مِراياها؟
بينكتب متل وِرقة منسيّة فيها
وانتي بتضحكي والدنيي تغنيها
واحترنا مع ربّك… مين اللي سواها؟
هواكِ مِش حب… هواكِ امتحان
بمشي وراكي ببحر من هالوجدان
لا ضوء بيرشدني ولا في عنوان
وبقول لحالي هالهوى مش أمان
بس برجع لعندك وبنسى الحرمان
واحترنا مع ربّك… مين فينا الغلطان؟
ما بينِكسر فيني غير عيوني الكبار
بس يشوفوكِ بصيروا صغار
وما بيفهموني لا ليل ولا نهار
وما بيعرفوا قلبي شو صار
عايش بعينيك وما بدّي الدار
واحترنا مع ربّك… شو بدنا تِصار؟
لو كنتي جرح كنت بدي أنجرح
ولو كنتي موت كنت بدي أرتاح
ولو كنتي حلم كنت بدي أنزح
من حلم لحلم بس بلا مِفتاح
ضايع فيكي متل موجة برياح
واحترنا مع ربّك… مين يلحق ومين يرتاح؟
صوتك بيوقّف نبض السما
وحروفك بتنزل متل الدّما
قلبي بيرتجف من لمسة ما
وانتي عارفِة وأنا عارف الهوى
بس حبّك سكر وأنا عطشان سَما
واحترنا مع ربّك… قدّيش فينا نِتما؟
حبّك غلبني وما بقى فيي حال
ولا عاد فيي فرّق بين سهل وجبال
قلبي عليكِ صار طفل ومش رجال
وانتي بعيوني دنيي بلا احتمال
بتفهميني سكوتي قبل السؤال
واحترنا مع ربّك… نِحبّك حلال ولا حرام؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى