هؤلاء علماؤك في الخارج يا مصر

بقلم: نهلة سليم
استمرارًا لما نقوم به منذ سنوات في تقديم علمائنا المصريين في الخارج للرئيس السيسي وللإعلام في شتى المجالات، حتي يتم الاستفادة بهم لمصرنا العزيزة وايضاً يتم تكريمهم ،نقدم اليوم أحد العلماء الاستثنائيين، وهو البروفيسور الدكتور أحمد عبد الكريم، الذي قرر أن لا يحرم مصابي الشلل في العالم من استخدام الإنترنت.
البروفيسور أحمد عبد الكريم، استاذ في كلية الطب قسم الأمراض النفسية والعصبية في ألمانيا، قام بتطوير واجهة الدماغ والحاسوب، وهي تقنية مبتكرة تتيح للمصابين بالشلل الكامل التفاعل مع الإنترنت وتنفيذ أوامر باستخدام النشاط الكهربائي لأدمغتهم. كما طور أساليب جديدة لتحفيز الدماغ عبر الجمجمة باستخدام التحفيز المغناطيسي لعلاج العديد من الاضطرابات النفسية والعصبية.
شارك البروفيسور أحمد عبد الكريم في المؤتمر الدولي الثالث للأمراض النفسية والعصبية الذي عُقد في مدينة الأقصر في أبريل من هذا العام، حيث تمت دعوته كمتحدث رئيسي ورئيس لإحدى الندوات العلمية. ويأتي ذلك في إطار تعاون علمي بحثي مثمر ومستمر منذ أكثر من عشرين عامًا بين مجموعة عمله في ألمانيا والأستاذة الدكتورة إيمان خضر، أستاذة طب الأعصاب ومديرة قسم الطب النفسي والعصبي بجامعة أسوان.
وفي هذا التعاون، تم نشر العديد من الدراسات العلمية الرائدة في مجال علاج الاضطرابات النفسية والعصبية في مجلات طبية دولية مرموقة، مما أسهم في تقدم المعرفة والتطبيقات السريرية في هذا التخصص.
ومن أبرز إنجازات البروفيسور أحمد عبد الكريم تطوير واجهة الدماغ والحاسوب، وهي تقنية مبتكرة تتيح للمصابين بالشلل الكامل التفاعل مع الإنترنت وتنفيذ أوامر باستخدام النشاط الكهربائي لأدمغتهم. كما قام بتطوير أساليب جديدة لتحفيز الدماغ عبر الجمجمة باستخدام التحفيز المغناطيسي، لعلاج العديد من الاضطرابات النفسية والعصبية.
وقد تم تكريمه خلال المؤتمر الدولي الثالث للأمراض النفسية والعصبية بمنحه درع المؤتمر تقديرًا لمساهماته البحثية المتميزة. وقال البروفيسور عبد الكريم في تصريحاته: “إنه لشرف كبير لي أن أتلقى هذه الجائزة. على الرغم من أنني أعيش في ألمانيا منذ أن كنت في الحادية عشرة من عمري، إلا أنني لطالما شعرت بالولاء والحنين العميق لوطني مصر. ويسعدني أن أساهم في تعزيز البحث العلمي وتطوير أساليب العلاج في مجالي داخل مصر.”
البروفيسور أحمد عبد الكريم نشأ في القاهرة، حيث كان والده، الأستاذ الدكتور رحمي عبد الكريم، أستاذًا للرياضيات في جامعة القاهرة، وكان قدوة عظيمة له في متابعة مسيرته المهنية في مجال العلوم. بعد أن أكمل دراسته في برلين، درس في عدة جامعات في ألمانيا، وكذلك في جامعة أكسفورد في إنجلترا. حصل على درجة الدكتوراه في علوم الأعصاب من كلية الطب بجامعة توبنغن في ألمانيا.
وهو الآن يقود مجموعة بحثية في العيادة الجامعية للأمراض النفسية والعصبية في توبنغن، حيث يركز فريقه البحثي على الفيزيولوجيا المرضية للأمراض العصبية والنفسية وتطوير أساليب مبتكرة لعلاج هذه الاضطرابات.
كما يعمل البروفيسور عبد الكريم في مستشفى جامعة توبنغن في ألمانيا، التي تحتوي على “قاعة الزهايمر”، التي أسسها الطبيب النفسي الألماني الشهير “ألويس الزهايمر” عام 1906. وقد سُمي المرض باسم ألويس الزهايمر بسبب اكتشافه له، حيث قام بتوثيق حالة مريضة تُدعى “أوغوستا د”، التي كانت تعاني من فقدان الذاكرة وسلوك غير طبيعي، وهو ما دفعه إلى دراسة حالتها وتسمية المرض الذي تعاني منه باسم “مرض الزهايمر”. وتعد قاعة الزهايمر في مستشفى جامعة توبنغن واحدة من أقدم المنشآت التي تخصصت في علاج ودراسة هذا المرض، وتستمر حتى اليوم في إجراء أبحاث هامة لتحسين طرق التشخيص والعلاج.
يُذكر أن البروفيسور أحمد عبد الكريم حصل على العديد من الجوائز عن أبحاثه المنشورة في مجلات دولية مرموقة، بما في ذلك جائزة البحث الدولية للجمعية الأوروبية للدماغ والسلوك في عام 2013. وفي عام 2021، تم اختياره كمحاضر العام في مسابقة وطنية في ألمانيا.
الجدير بالذكر أن التعاون بين فريقي البحث في توبنغن وفريق الدكتورة إيمان خضر في أسيوط أسفر عن عدة أبحاث رائدة في علاج الأمراض النفسية والعصبية. وقال البروفيسور عبد الكريم عن هذا التعاون: “أوجه نداءً خاصًا إلى الزملاء المصريين المقيمين في ألمانيا، بأهمية تعزيز البحث العلمي في تخصصاتهم داخل مصر، والمساهمة في دعم التطور العلمي والطبي في وطنهم الأم.”