بركاتُ (بطاقةبَرَكَتُنا)

بقلم الكاتب الإماراتي أحمد إبراهيم
بطاقةُ بركَتُنا (ب.ب.) , أطلقها سيدي رئيس الدولة حفظه الله, بوصلةً للتواصل بالبركة بيننا نحن الستّينيون والسبعينيون ( الشوّاب ) , وأنتم المتأرجحون بين العاشرةوالعشرين ( يا شباب ) .. ولكلٍّ منّا ذكرياته لاينساها لنفسه, والبطاقة تريدها للنفس وللغير , فلنترفّع عن نفسي نفسي..!
البطاقة لا تُحمّلنا مسؤولية النجاح بين الآباء والأبناء خلف جدران القصور والبيوت والأبراج وحسب, قدرما تُلقّنُنا لغةَ الحوار بين الجيلين بالودّ والإحترام في أحيائنا,شوارعنا, مزارعنا, وسواحلنا بأسلوبٍ يليق بالأب الوقور والأمّ الرؤوم.
هذا الستيني المخضرم وذاك الشاب الطائش, ويرمق كل منهما الآخر في كثيرٍ من المجتمعات
بنظرةٍ هي خليطٌ من الإشفاق والإزدراء, وكل منهما يدرك الشعور الطاغي للطرف الآخر(بالأنا), والبطاقة تريد منا إلغاء تلك (الأنا) في مجتمعنا, بل وألغتها بالفعل تلك الفجوة القاسية بين الجيلين.
وستبقى البطاقة ذاتها على الطاولة ذاتها جنب زوجٍ وزوجة أصبحا أباً وأم, ثم جدّ وجدّة, فلن تعد المرأة زيجة خالية من حب
الزوج وهى جنب الزوج, ولا الرجل المتزوج بنظرات حاسرة خلف إمرأةٍ تعشق المكياج والمرآة أكثر من الزوج المسنّ..!
(بطاقةُبركَتُنا) للستّيني روح الشباب,وللعشريني نبض الحياة, وسيفرح لك ذلك العجوز بها وأنت تحيّيه بابتسامة, وأنت تفسح له الطريق في الشوارع, وتفضّل عربيته على سيارتك في المواقف, وأنت ترافقه إلى طابور
كبار المواطنين والمقيمين وتقف خلفه..!
لاتندهش من بطاقة بركَتُنا(ب.ب.) انها تصنع منك كبيرا بالعقل وانت صغيرالسن, إنها العدسة الساحرة تخفي لك ظهره الأحدب وتجاعيد وجهه, لترى عقلاً رفض الإستسلام, فزاد عطائه في(الوطن) ورفض الخوف من الشيخوخة, فزاد لمعان بريقه في (المجتمع..!)
أنتما بمبادلة البطاقة الواحدة تصنعان الرقم الواحد
1. العشريني يُرى فيك(آنيشتاين) المجتمع
2. الستّيني وانت العشريني ترى فيه مراهق الهوى عبقريُّ الهوية,
3. وكلٌّ منكما بنسيجِ مجتمعٍ فيه القيادة الرشيدة ( بالرقم الواحد..! ).