مناورات مصر والصين تثير قلق إسرائيل: طائرة KJ-500 تكشف قدرات تجسس متقدمة على الحدود

خاص لـ مدن

تشهد منطقة الشرق الأوسط تطورًا استراتيجيًا لافتًا بعد الإعلان عن تنفيذ مناورات جوية مشتركة بين مصر والصين على الأراضي المصرية لأول مرة في تاريخ التعاون العسكري بين البلدين. هذه الخطوة المفاجئة لم تعد مجرد تدريب روتيني، بل تحوّلت – وفقًا لتحليلات إسرائيلية – إلى غطاء لتحركات استخباراتية حساسة ومعقّدة تهدد ميزان القوى في المنطقة.

تفاصيل المناورات الجوية بين مصر والصين

بدأ التصعيد مع إعلان وزارتي الدفاع المصرية والصينية عن تنظيم مناورات جوية ثنائية، تبعه رصد جسر جوي صيني ضخم عبر طائرات نقل عسكرية حطّت في مطارات مصرية، يُعتقد أنها حملت معدات متقدمة وطائرات تدريبية.

الحدث الأبرز تمثل في وصول طائرة الإنذار المبكر الصينية المتقدمة KJ-500 إلى قاعدة بني سويف الجوية، ثم تحليقها في المجال الجوي لشبه جزيرة سيناء. الطائرة تُعد من أقوى أنظمة الاستطلاع في العالم، بقدرتها على رصد الطائرات الشبحية وتحليل البيانات الحربية بمدى يتجاوز 470 كم، ما جعل الإعلام الإسرائيلي يعتبر وجودها في مصر تهديدًا مباشرًا.

رصد مكثف للحدود وتحليل ردود الفعل الإسرائيلية

أشارت تقارير عبرية إلى أن الطائرة الصينية المتطورة زودت القوات المصرية بصور حية ومعلومات دقيقة حول انتشار الجيش الإسرائيلي على الحدود، وساهمت في تطوير خريطة محدثة لتحركاته العملياتية، ما اعتُبر اختراقًا نوعيًا في ميزان المراقبة والاستطلاع.

كما أُفيد بأن الطائرات الصينية قامت بطلعات “استفزازية” فوق سيناء واقتربت من الحدود، مما أجبر تل أبيب على تفعيل أنظمة الإنذار المبكر، في خطوة سرعان ما التقطها الجانب المصري، وفقًا للتقارير، ما مكّنه من تحليل أوقات استجابة الجيش الإسرائيلي وآليات توزيع وحداته.

القلق الإسرائيلي من التعاون العسكري المصري الصيني

الخبراء العسكريون في إسرائيل وصفوا المناورات بأنها “سابقة مقلقة”، وقال الإعلام العبري إن الصين قد تكون تستغل هذه المناورات لإجراء عمليات استخباراتية على مقربة من إسرائيل، مشيرين إلى أن “إسرائيل ليست تايوان”، في إشارة إلى التحدي الصيني للهيمنة الغربية.

من جهتها، لم تصدر تل أبيب تصريحات رسمية، لكنها دفعت بطائرة تجسس خاصة لمراقبة سير المناورات، ما يؤكد حجم القلق من الوجود العسكري الصيني على الأراضي المصرية، خصوصًا في ظل الحديث المتزايد عن صفقات تسليحية مرتقبة بين القاهرة وبكين تشمل طائرات مقاتلة من الجيل 4.5 والجيل الخامس.

الخبراء: مصر تقترب من استعادة التوازن الجوي في الشرق الأوسط

قال اللواء محمد عبد الواحد، خبير عسكري مصري، إن إسرائيل تنظر بقلق إلى تعاظم القدرات الجوية المصرية بالتعاون مع الصين، مؤكدًا أن أي امتلاك مصري لطائرات قتالية متطورة قد يؤدي إلى إعادة التوازن الاستراتيجي بين القاهرة وتل أبيب.

وأكد العميد محمود محيي الدين أن التعاون بين مصر والصين لا يقتصر على الطائرات، بل يشمل مجالات الحرب الإلكترونية، الدفاع الجوي، وأنظمة الإنذار المبكر، وهو ما يعكس شراكة استراتيجية تتجاوز الجانب التدريبي.

خاتمة: مناورات مصر والصين رسالة استراتيجية في توقيت حساس

رغم غياب التصريحات الرسمية من القاهرة وبكين، وامتناع إسرائيل عن الانتقاد العلني، فإن هذه المناورات تعكس تحولاً جوهريًا في طبيعة التحالفات العسكرية في المنطقة. فمصر، من خلال شراكتها مع الصين، تعزز قدراتها في وقت تواجه فيه تحديات أمنية حادة في سيناء، وتبعث برسالة واضحة عن استقلالية قرارها الدفاعي وتنوع مصادر تسليحها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى