الهولوكوست الهندوسي .. و مذابح سلاطين الجيوش الإسلامية السفاحين في الهند

بقلم/ د. دينا أنور
قبل أن تحل ذكرى الهولوكوست اليهودي لنسرد معاً بشاعة الاضطهاد الذي تعرض له اليهود على أيدي النازيين .. تعالوا أولاً آخذكم إلى عالم بعيد عنكم لا تعرفون عنه الكثير .. عالم الكراهية التاريخية بين الهندوس و المسلمين ..
ما سر هذا الاحتقان الأزلي الذي ما زال مستمراً حتى اليوم؟ ما هي الأحداث التاريخية العنيفة و الدامية التي جعلت الهندوس يكرهون كل ما هو إسلامي إلى هذا الحد ؟
الغزو الإسلامي للهند استمر حوالي ١٠٠٠ سنة .. وصفه المؤرخ الهندي القومي “راجار لال ميتا” بأنه كان كابوساً شيطانياً هبط على الأمة الهندوسية العريقة .. كما قال المؤرخ الهندي”راجمدار” عن الغزاة المسلمين أنهم لم يأتوا كتجار أو طلاب علم، بل جاؤوا بسيوفهم هدموا المعابد و هتكوا شرف النساء و قذفوا الرعب في قلوب الأبرياء .. كما وصفهم المؤسس لحركة “هندوتفا” بأنهم كانوا جحافل متوحشة دخلت البلاد تنهب و تغتصب و تقتل بلا رحمة بهدف فرض معتقدهم بالقوة.. و أخيراً و ليس آخراً وصفت النقوش الهندية على المعابد و الأشعار القديمة فترات الغزو الإسلامي للهند بأنها كانت عصور الدم و الخراب و النار ..
قد تكون صورة ‏‏شخص واحد‏ و‏معبد‏‏
في عصور الغزو الإسلامي للهند تم تدمير آلاف المعابد الهندوسية .. اغتصاب النساء الهندوسيات بعد قتل أزواجهن ثم سبيهن كجواري .. إجبار للأطفال على التحول الديني .. الإبادة الشاملة للثقافة الهندوسية العريقة بكتبها و طقوسها و احتفالاتها و تماثيلها و معابدها ..فرض الجزية الباهظة و دفعها بشكل مهين للكرامة و الروح و الشرف .. مذابح جماعية لمن يرفض الدخول في الإسلام أو يتمرد أو يرفض دفع الجزية .. مجاعات نتيجة نهب ثروات البلاد و محاصيل المزارعين و بضاعة التجار ..
بعض المؤرخين يؤكدون أن الإبادة العرقية التي انتهجها الغزاة الإسلاميون تجاه الهندوس كانت الأكبر على مدار تاريخ البشرية كلها .. بمذابح بشعة و مجازر وحشية راح ضحيتها من ٨-١٠ مليون هندوسي .. يصفها المؤرخ الهندي “سيتا رام” بأنها كانت أطول و أبشع عملية إبادة دينية في التاريخ البشري..
البداية البشعة كانت في عهد السلطان السفاح “محمد الغزنوي”..كان سلطان أفغاني في العصور الوسطى اشتهر بغزواته الدموية ضد الهند .. طبعاً المصادر المُدلِّسة تقول أن ذلك كان بهدف نشر الإسلام .. لكن الحقيقة إنه كان بهدف النهب و الغنائم و الانتقام من أتباع العقيدة الهندوسية الذين كان يرى في قوة إيمانهم بعقيدتهم خطر داهم على انتشار الإسلام ..
دخل بجيوشه المتوحشة معبد “سومناث” المقدس جداً عند الهندوس .. حطّم جميع تماثيل الآلهة .. أحرق جميع الكتب المقدسة و جميع الكتب التاريخية في المكتبة الأثرية العملاقة و نهب كنوزه الثمينة .. ذبح آلاف الهندوس الذين حاولوا الدفاع عن مقدساتهم و تراثهم الثقافي في ساحة المعبد حتى صار جنوده يمشون بالخيول فوق الجثث التي ملأت الساحة .. و كانت هذه الجريمة ضمن أكبر ١٠ عمليات تدمير ثقافي تم رصدها في التاريخ الانساني .. ثم أكمل غزواته مستهدفاً جميع المدن ذات الكثافة الهندوسية .. كان جيشه يذبح كل من يعترض طريقهم دون أي تمييز بين المقاتلين و المدنيين ..
قد يكون رسمًا توضيحيًا
جاء بعده الإمبراطور السادي “تيمورلنك” الذي كان معروفاً بوحشيته و دمويته و صفاته العسكرية السادية .. و ما يتركه خلفه في غزواته من دمار و هلاك و خراب و رعب .. كان يحلم بالسيطرة على موارد الهند الغنية و فرض الهيمنة الإسلامية عليها ..
غزا “تيمور لنك” مدينة دلهي أهم مدن الهند .. و عندما أبدى السكان المقاومة أدار فيهم الذبح حتى قتل ١٠٠ ألف انسان خلال ساعات .. قتل كل من قاومه في الشوارع حتى النساء و الأطفال و حتى سكان المدينة المسلمين الوطنيين ..
كان جنوده يغتصبون الزوجة أمام زوجها و الأبنة أمام أبيها ثم يذبحونهم أمام نسائهم كالخراف .. كانوا يبقرون بطون الحوامل الهندوسيات حتى لا يلدن أطفالاً كافرين .. كانوا يطلبون من الابن هتك عرض أمه لأنه كافر لا محارم له و عندما يرفض يذبحونه أمام أمه ..
غرقت شوارع “دلهي” بالدم الذي سال أنهاراً .. وصفها المؤرخون بأنها كانت كالسفينة الغارقة في بحر من الدم .. ثم احتل المدينة و دمّر جميع المعابد الهندوسية و كل تماثيل الآلهة .. لم يترك أي من المعالم الثقافية أو الحضارية أو الدينية الهندية دون إزالة و إتلاف ..كان الناس يرتعبون من ذكر اسمه و يصفونه بالوحش .. و كثير من المؤرخين يعتبرون عصره من أكثر العصور دموية في التاريخ ..
حتى جاء عصر السلام في عهد السلطان التنويري العظيم “جلال الدين أكبر”.. السلطان المغولي المسلم الذي أوقف حروب الإبادة الإسلامية ضد الهندوس .. أعظم حكام المسلمين الذي حاز محبة الهندوس و وحّد المسلمين و الهندوس تحت راية التعايش و حوار الأديان و تقبل الاختلاف و التسامح الديني ..
قد تكون صورة ‏‏شخصين‏ و‏نص‏‏
اجتمع بقيادات الهندوس و عقد معهم معاهدة سلام و تعايش و دفاع مشترك .. ألغى الجزية على غير المسلمين عام ١٥٦٤م.. أقام في بلاطه جلسات حوار أديان للتعريف بالقيم الأخلاقية المشتركة بين العقيدتين .. أرسل العطايا لكنهة المعابد لإعادة إعمارها و تلوينها .. زار الهندوس في العديد من مناسباتهم الدينية و شاركهم في طقوسهم و أبدى احترامه لآلهتهم .. ثم تزوّج ابنة ملك مملكة “راجبوت” الهندوسية الأميرة “جودا” .. التي اشترطت عليه بقائها على ديانتها الهندوسية و عدم إجبارها على التحول للإسلام .. و انشاء معبد هندوسي لها لإقامة شعائرها داخل قصره .. و عدم لمسها إلا برضاها .. فوافق على جميع شروطها و أتم الزواج رغم تحريم المشايخ المتشددين لهذا الزواج لأنها مشركة .. و غضب الهندوس المتشددين أيضاً و اعتبروا الأمر خيانة للقضية الهندوسية..
يقال أن قصةحب كبيرة نشأت بينهما بعد الزواج .. و أنها ساعدته كثيراً في قراراته السلمية و علمته الكثير عن ضرورة احترام مقدسات الآخرين و عقيدتهم .. و أنه ليس شرطاً أن نؤمن و نعتقد بكل ما نظهر له الاحترام تقديراً لمشاعر الآخرين ..
كانت تقيم قداسات هندوسية علنية في بلاط القصر الإسلامي.. علمته أن يكون أكثر تسامحاً دينياً .. انجبوا وريثاً للعرش “جيهانغير” الذي أكمل مسيرة أباه التي حقنت الدماء و حققت العدل و نشرت السلام .. حتى بات الهندوس يهتفون باسمهم في احتفالاتهم .. و يرسلون لهم الهدايا و التبريكات .. و حتى في عصرنا هذا قام الفن الهندي بتوثيق قصة جودا و أكبر في الفيلم الهندي العالمي المعروف ” جودا أكبر”..
لكن فترة السلام لم تستمر للأبد .. إذ عاد التيار الإسلامي المتشدد للسيطرة على سلاطين المسلمين مرة أخرى .. فجاء السلطان الإرهابي “اورنكزيب” الذي قرر محو الهوية الهندوسية و فرض الطابع الديني الإسلامي على دولة الهند بأكملها بالقوة .. فأعاد فرض الجزية الباهظة على الهندوس ..و بدأ في تدمير أهم معابد الهندوسية و تحطيم آلهتها و تحويلها إلى مساجد ..
لا يتوفر وصف للصورة.
كان يقيم مذابح جماعية لكل المدن التي تظهر مقاومة لسياسات أسلمة الهند .. اضطهد رجال الدين الهندوس و منعهم من الخروج من منازلهم و من إقامة أي شعائر دينية أو طقوس مقدسة .. منع الهندوس من تولي المناصب القيادية و العمل في الدواوين الحكومية ..
كان يشترط على الرجل التحول للإسلام و إلا ترك العمل و التضور جوعاً هو و أسرته .. و عندما يرفض يقتله أمام أسرته .. كان القضاء في عهده لا يفصل في حق أي أنثى هندوسية تعرضت للاغتصاب من مسلم لأن المشركات ليس لهن عرض و لا شرف و أجسادهن مستحلة لرجال المسلمين .. حتى أصبح الرجال الهندوس يمنعون نسائهم من الذهاب للسوق أو الجلوس أمام المنزل .. و كان الرجل منهم اذا اضطرت امرأته للخروج يمسك بالسلاح متربصاً لأي جندي مسلم يحاول الهجوم على أسرته بتلك الفتوى .. و كثير من المنازل في الهند حتى اليوم تعلق على جدرانها صور أسلافهم الذين قتلوا دفاعاً عن شرف نساء العائلة ضد جنود الغزاة الإسلاميين ..
و بعد أن وصلت إلى نهاية المقال .. هل أغضبتك تلك التفاصيل الإجرامية التي فعلها أسلافك و تتسبب اليوم في كل هذه الحروب و الكراهية بين المسلمين و الهندوس ؟ أم أنك ورثت عنهم جينات الدموية و السادية و الهمجية و ما زلت ترى جرائم الحرب هذه نصراً للإسلام و عزّة للمسلمين ؟!
اذا كنت من النوع الأول – لأن النوع الثاني ميؤوس منه و مكانه في المصحات العقلية في الصين – أليس من الأفضل لك معرفة الحقيقة حتى تعذر الطرف الآخر في كراهيته لك ؟ بدلاً من أن تصدق أوهام أن كل العالم يتآمر عليك و على دينك ..؟!
لا يتوفر وصف للصورة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى