المرأة السعودية في عهد محمد بن سلمان: شراكة في الريادة وصناعة المستقبل

بقلم: عبير العواد
في مشهد حضاري غير مسبوق، تشهد المملكة العربية السعودية تحولاً تاريخيًا تقوده رؤية ملهمة وحكيمة، خطّ معالمها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء. ومن أبرز ملامح هذا التحول، إعادة تشكيل دور المرأة السعودية في المجتمع، ليس باعتبارها تابعًا، بل شريكًا متكاملًا في التنمية، وصانعًا مؤثرًا في النهضة الوطنية.
ارتقاء تشريعي… وإلغاء الوصاية
لم تكن الإصلاحات التي مست حياة المرأة شكلية أو آنية، بل جاءت عميقة وجذرية، بدءًا من إلغاء قيود الوصاية، ومنحها الحق في استخراج جواز سفرها والسفر بحرّية، وصولًا إلى حقها في التبليغ، والتملك، ومباشرة الأعمال القانونية دون وسيط. هذه الخطوات لم تكن مجرد انتصارات حقوقية، بل كانت إعلانًا صريحًا بأن المرأة في السعودية الجديدة كيان مستقل ومكافئ للرجل أمام القانون.
تمكين اقتصادي بمنهجية استراتيجية
تجلّى تمكين المرأة اقتصاديًا من خلال إدماجها الفعلي في سوق العمل، حيث ارتفعت نسبة مشاركتها من 17% عام 2017 إلى أكثر من 37% بحلول عام 2022، وهو إنجاز فاق التوقعات. ومن خلال مبادرات كبرى مثل “رؤية 2030”، و”برنامج التحول الوطني”، دعمت القيادة المرأة لتصبح رائدة أعمال، وصاحبة قرار، ومسؤولة تنفيذية في مختلف القطاعات، من البنوك إلى الصناعات إلى الأمن السيبراني.
مناصب قيادية وصوت في المحافل
في عهد الأمير محمد بن سلمان، أصبحت المرأة السعودية سفيرة تمثل وطنها في الخارج، ومسؤولة في السلك القضائي، وأكاديمية تترأس الجامعات. وقد شغلت المرأة مناصب عليا في مجلس الشورى، والنيابة العامة، والقطاع الصحي، لتثبت كفاءتها في ميادين كانت حكرًا على الرجال لعقود طويلة.
حضور ثقافي واجتماعي يليق بالمرحلة
لم يعد حضور المرأة في الفعاليات الثقافية، والمهرجانات، والمعارض، ترفًا؛ بل أصبح ضرورة حضارية. فالمرأة اليوم كاتبة، ومخرجة، ومصممة أزياء، ولاعبة رياضية، تشارك في بناء الهوية الوطنية الحديثة، وتُسهم في تصدير الصورة المشرقة للمملكة إلى العالم.
إشادات دولية وتقدير عالمي
عكست تقارير المنظمات الدولية، ومنها البنك الدولي والأمم المتحدة، حجم التغيير المتحقق في السعودية، واعتبرت المملكة من بين الدول الأكثر تطورًا في إصلاحات تمكين المرأة خلال السنوات الأخيرة. وهو اعتراف دولي يعكس عدالة الرؤية، وجرأة التطبيق، وصدق النوايا.
خاتمة المجد: شراكة لا وصاية
المرأة السعودية في عهد محمد بن سلمان لم تكتفِ بأن تكون مستفيدة من الإصلاحات، بل أصبحت طرفًا فاعلًا في صنعها. هي اليوم شريكة في الحاضر، ومهندسة للمستقبل، وركيزة أساسية في اقتصاد وطني طموح، لا يرى في تمكين المرأة رفاهية، بل أساسًا للنهضة.
وهكذا، تكتب المملكة فصلًا جديدًا في تاريخها، تُرصّع فيه المرأة بالإنجاز، وتُحتفى فيه بقيمة الإنسان، تحت راية قائد استثنائي أدرك أن لا نهضة حقيقية دون امرأة مُمكَّنة، حُرّة، ومبدعة