الهيبة للمنصب والكرامة للكلمة

بقلم – دينا كرم الدين

أنا ضد إهانة أي صاحب منصب مهما كان عليه من أخطاء ومهما كانت تصرفاته بعيدة عن الصواب لأن الهيبة لا تخص الأشخاص ولكن تخص المناصب التي يحملونها الأشخاص يتغيرون ويخطئون ويسقطون.أما المناصب فتظل قائمة بقيمتها ومكانتها مهما تبدلت الوجوه. من حقنا أن ننتقد أن نوضح أن نحاسب أن نسلط الضوء على الأخطاء لكن من دون أن ننسى أبدا أن الكلمات لها ثقلها. وأن احترام المنصب احترام لقيمة الدولة والنظام والمؤسسات. أنا لا أبرر الأخطاء ولا أغض الطرف عن الفساد
ولكن أرفض أن تتحول الكلمة إلى سهام مسمومة تهدم المقام قبل أن تعري الفساد
النقد له أدب له ذكاء له أسلوب يصلح ولا يهدم يبني ولا يطعن
لأننا حين نهين منصبا نهين فكرة الدولة ونهين كل معاني النظام والهيبة التي تحفظ للأوطان صورتها وأمنها
أنا أرفض الشتائم أرفض الإهانات أرفض أن نتحدث عن الشخص بمنطق السخرية أو التجريح
بل نتحدث عن الأداء عن السياسات عن القرارات عن الأخطاء بمنتهى القوة والوضوح
ولكن من دون أن نهين كرامة المنصب ولا أن نسقط قدسية الفكرة التي بنيت عليها المناصب العامة
كل وزير أو مسؤول مهما أخطأ يجب أن نحاسبه بالقانون بالكلمة الرصينة بالعقل القوي ولكن دون أن نفرط في احترام المنصة التي يجلس عليها.لأن المنصة رمز والمكان مقام والدولة أكبر من الأشخاص. ومهما كان من جلس على الكرسي صغيرا في نفسه سيظل الكرسي أكبر منه
وسيظل التاريخ يفرق بين من رفع قدر مكانه وبين من سقط تحت وزر أفعاله
ليس كل من جلس على كرسي ارتقى به. .ولكن كل منصب عظيم يظل شامخًا مهما صغرت الوجوه التي مرت عليه

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى