مصر تودع سليمان عيد.. كوميديان بـ«بصمة خاصة»
حتى على منصات التواصل الاجتماعي، عرف كيف يتواصل مع جمهوره من خلال مقاطع مرحة على “تيك توك” و”فيسبوك”، ليبقى قريبًا، حتى وهو بعيد.
جاء رحيله المفاجئ كالصاعقة، تمامًا كما عاش، في هدوء لا يُشبه سوى تواضعه.
وأعلن نجله الخبر عبر حسابه الرسمي على فيسبوك بكلمات مختصرة لكن موجعة: “إنّا لله وإنّا إليه راجعون، أبويا في ذمة الله”.
وأشار إلى أن صلاة الجنازة ستُقام عقب صلاة الجمعة في المسجد الكبير بالمجمع الإسلامي بالشيخ زايد، قبل أن يُوارى جثمانه الثرى وسط محبيه.
من هو سليمان عيد؟
من مواليد 17 أكتوبر/ تشرين الأول 1968 وفقا لما كتبه عبر صفحته على “لإيس بوك”، نشأ سليمان عيد في أحد أحياء الجيزة، وتخرج في المعهد العالي للفنون المسرحية، لكنه لم ينتظر طويلًا حتى يشق طريقه.
كان حضوره في فيلم “الإرهاب والكباب” عام 1992 مع الزعيم عادل إمام بمثابة الانطلاقة الحقيقية، حيث قدم دورًا صغيرًا لكن لا يُنسى، أظهر فيه خليطًا نادرًا من العفوية والبراعة.
منذ ذلك الحين، شارك في أكثر من 150 عملًا ما بين السينما والمسرح والتلفزيون، وكان عنصرًا محوريًا في أفلام شهيرة مثل “طيور الظلام”، “النوم في العسل”، و”همام في أمستردام”. ورغم أنه كثيرًا ما لعب أدوارًا مساعدة، إلا أن اسمه ظل حاضرًا في ذاكرة المشاهد.
حضور أخير ووداع مؤثر
ما يجعل رحيل سليمان عيد أكثر قسوة هو أن آخر ظهور له كان يحمل لمسة إنسانية كبيرة، حين حضر عزاء المنتج الراحل صلاح حسن، وكتب يومها: “انتقل إلى رحمة الله الصديق الطيب المحترم… اللهم ارحمه واغفر له”.
أبرز تصريحات سليمان عيد
رغم أنه عُرف بخفة دمه، لم يكن سليمان عيد بعيدًا عن التعبير عن رأيه أو اتخاذ مواقف واضحة. قال مرة في أحد اللقاءات: “رفضت العمل المجاني، لكني أنصح الشباب ألا يجعلوا المال هدفهم الأول”، وكان حريصًا على الاعتذار حين أخطأ، مثلما فعل بعد إعلان قوبل بانتقادات من النوبيين. كما أبدى تقديره الشديد لنجوم الجيل الجديد، فقال عن تامر حسني: “لو شكرت تامر في كل البرامج مش هوفيه حقه”، أما عن الزعيم عادل إمام، فكانت كلماته لافتة: “عادل إمام رمز الالتزام الحقيقي، لكنه لا ينسى الهزار والمرح”.
