د. فكرى فؤاد يكتب: التحول الرقمى والفقه

كنت على عشاء مع شخص عزيز الى نفسى يجمعنى به تكامل الفكر الناضج وكنا نتحدث عن مستقبل التكنولوجيا في بعض المشاريع وبالصدفة ذكر كلمة الفقه المقارن .
.
وبوصفي مهتمًا وامتهن التكنولوجيا منذ عقود اجد ان الفقه او الفقه المقارن لم يأخذ حقه من الاهتمام تكنولوجيا واذكر ما قاله الأستاذ الدكتور على جمعة في اد برامجه حين قال “ان الفقه مقبرة الفكر”
.
بالشأن العام فى بلادنا العربية والإسلامية ، وللأسف، يوضح المشهد الحالى أننا نمتلك «مهارة» ضخمة فى الهرولة نحو الأزمنة السابقة عند أى خلاف، وكأن الرجال الأفذاذ والمفكرين العظماء ظهروا فقط منذ قرون واختفوا إلى الأبد، وما نحن سوى «أولاد» صغار جهلاء نهرع فورًا إلى «آبائنا» القدامى طالبين منهم النجدة والإرشاد عند كل مشكلة تواجهنا، علمًا بأن مشكلات القدماء كانت هينة جدًا بالقياس لتعقيدات الزمن الحالى! لا أعرف.. كيف تقدم الغرب واليابان والصين بدون الفقهاء القدامى الراحلين من ما يقرب من الف عام؟ ولا أدرى كيف يعيش البشر فى البلدان الأخرى حياة أكثر رقة وإنسانية وجمالا رغم أنهم لا يمتلكون «العباقرة» الذين «يضيئون» تاريخنا منذ قرون بعيدة؟ بينما نحن، رغم فخرنا بهؤلاء «العباقرة»، مازلنا نكابد الجهل والفقر والمرض! ألا يدرى الذين يجروننا إلى شواطئ الماضى القديم أننا صرنا عالة على الحضارة الحديثة؟ ألا يعرفون أن كل ما نستخدمه فى حياتنا اليومية الآن اخترعته شعوب أخرى تحررت من سجن الإقامة الدائمة فى الماضى، والتغنى بأمجاده بحق وبغير حق؟
.
وفى النهاية تبقى كلمة
رسالة الى أولئك المغرمون بالماضى أن البلدان الأخرى تجاوزت التفكير فى كوكبنا واقتحمت الفضاء وبدأت تخطط للسيطرة على الكواكب الأخرى، بعد أن تمكنت من الاستحواذ على الأرض! ليتنا نعى أن أمة غارقة فى كهوف الماضى هى أمة بلا مستقبل!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى