سر حرب ترامب على التنين الصيني.. تفاصيل الوثيقة 79 السرية لـ”حذف أمريكا” من تكنولوجيا بكين

سر حرب ترامب على الصين .. منذ أن أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الحرب على التنين الصيني، والتي أدت إلى فرض رسوم جمركية جديدة وصلت لـ 125%، دون معرفة الأسباب الحقيقية لهذا الهجوم.
وفي هذا التقرير يستعرض الموقع التفاصيل الكاملة لـ سر حرب ترامب على الصين، وفقًا لوثيقة سرية.
سر حرب ترامب على الصين .. التفاصيل الكاملة
سر حرب ترامب على الصين .. ظهرت الوثيقة 79 السرية التي سعت بكين لاستبدال التكنولوجيا الأمريكية بأخرى، وظهر ذلك واضحًا عام 2022، بعد توجه الحكومي الصيني، لإخراج التكنولوجيا الأمريكية من البلاد، حيث تم استخدام لفظ سري “حذف.أ”، وهو اختصار لـ “حذف أمريكا”.

وتشمل الوثيقة السرية 79 الشركات المملوكة للدولة في قطاعات المالية والطاقةوغيرها باستبدال البرمجيات الأجنبية في أنظمة تكنولوجيا المعلومات الخاصة بها بحلول عام 2027.
ويرغب القادة الصينيون في قطع هذه العلاقة، مدفوعين برغبتهم في تحقيق الاكتفاء الذاتي ومخاوفهم بشأن أمن البلاد على المدى الطويل، حيث كانت الأهداف الأولى هي شركات تصنيع الأجهزةمثل “ديل – سيسكو – مايكروسوفت – أوركا” معاقل الربحية التكنولوجية.

وفي حملة استمرت لسنوات من قبل الزعيم الصيني شي جين بينج، لتحقيق الاكتفاء الذاتي في كل شيء، بدءًا من التكنولوجيا الحيوية مثل أشباه الموصلات والطائرات المقاتلة إلى إنتاج الحبوب والبذور الزيتية، لجعل الصين أقل اعتمادًا على الغرب في الحصول على الغذاء والمواد الخام والطاقة، والتركيز بدلا ًمن ذلك على سلاسل التوريد المحلية.
أصدر المسؤولون في بكين، الوثيقة رقم 79 في سبتمبر 2022 ضد الولايات المتحدة، ووضع القيود على تصدير الرقائق وفرض عقوبات على شركات التكنولوجيا الصينية، ويلزم القانون شركات الدولة بتقديم تحديثات ربع سنوية حول تقدمها في استبدال البرامج الأجنبية المستخدمة في البريد الإلكتروني والموارد البشرية وإدارة الأعمال ببدائل صينية.

وجاء التوجيه من الوكالة، التي تشرف على قطاع الشركات المملوكة للدولة الضخم في البلاد وهي المجموعة التي تضم أكثر من 60 من أكبر 100 شركة مسجلة في الصين، ولم تستجب تلك الوكالة، وهي لجنة الإشراف على الأصول المملوكة للدولة وإدارتها، ومجلس الوزراء الوطني للبلاد، لطلبات التعليق.
تجاوز إنفاق القطاع العام الصيني 48 تريليون يوان، أو حوالي 6.6 تريليون دولار في عام .2022 ويستغل التوجيه هذه القوة الشرائية لدعم شركات التكنولوجيا الصينية، والتي بدورها يمكنها تحسين منتجاتها وتضييق الفجوة التكنولوجية مع المنافسين في الولايات المتحدة.
عززت الشركات الحكومية، بمسؤولية، مشترياتها من العلامات التجارية المحلية، حتى وإن كانت البدائل الصينية أقل جودة ًأحيانا،ً وفقاً لمراجعة أجرتها صحيفة وول ستريت جورنال للبيانات ووثائق المشتريات، ومصادرمطلعة على الأمر، ويشمل المشترون البنوك وشركات الوساطة المالية والخدمات العامة، مثل النظام البريدي.
في عام 2006، قال مسؤول سابق في مكتب الممثل التجاري الأمريكي، شارك في مناقشات تقنية سابقة مع الصينيين: “كانت الصين أرضًا خصبة للثروات، وكانت الملكية الفكرية التحدي الرئيسي، أما الآن، فهناك شعور بأن الفرص المتاحة قد تضاءلت، والشركات لا تزال تتشبث بالأمل”.
تعرف حملة التكنولوجيا باسم “شينتشوانج”، والتي تتُرجم بشكل عام إلى “ابتكار تكنولوجيا المعلومات”، في إشارة إلى التكنولوجيا الآمنة والجديرة بالثقة. وقد اكتسبت هذه السياسة إلحاحاً في ظل تصاعد الحرب التكنولوجية والتجارية مع واشنطن، الأمر الذي أدى إلى قطع العديد من الكيانات الصينية عن التكنولوجيات الأمريكية.
وأكد رئيس مجلس الدولة الصيني لي تشيانج، هذا التوجه خلال الجلسات التشريعية السنوية للصين هذا الأسبوع، وتعتزم الحكومة المركزية الصينية زيادة إنفاقها على العلوم والتكنولوجيا بنسبة %10 ليصل إلى حوالي 51 مليار دولارأمريكي هذا العام، وفقاً لتقرير الميزانية الصادر يوم الثلاثاء، مقارنة ًبزيادة قدرها %2 في العام الماضي.
وأعلنت شركة سيسكو، التي كانت في السابق قوة تكنولوجية في الصين،عام 2019 أنها تفقد طلباتها في البلاد لصالح الموردين المحليين بسبب الشراء القومي، وذكرت شركة الأبحاث كاناليس أن حصة شركة ديل الأمريكية لتصنيع أجهزة الكمبيوتر في السوق الصينية

انخفضت إلى النصف تقريباً خلال السنوات الخمس الماضية، لتصل إلى 8%، حصة السوق لأكبر أربع شركات لتصنيع أجهزة الكمبيوتر الشخصية في الصين، ولينوفو ديل إتشبي هواوي
وحصلت شركة تصنع الخوادم والتخزين والشبكات، على %14.1 من إيراداتها من الصينفي عام 2018 وفقاً لتقديرات مزود قاعدة البيانات مجموعة الحقائق وبحلول عام 2023 انخفضت هذه النسبة إلى 4% في شهر مايو،
أعلنت شركة HPE أنها ستبيع حصتها البالغة 49 % في مشروع مشترك صيني، تواصل الشركة البيع مباشرةً لبعض العملاء متعددي الجنسيات في الصين، وتبيع منتجات مختارة إلى أسواق البر الرئيسي الأوسع.
وقال متحدث باسم الشركة إن الشركة تعتزم توسيع نطاق أعمالها في السوق الصينية من خلال شريكها الصيني في البرمجيات، أدوبي، وسيتريكس، مجموعة برامج السحابة الأم وانسحبت شركة Salesforceأو تقليص العمليات المباشرة في البلاد على مدى العامين الماضيين.
وقد أظهراستطلاع رأي أجرته مورجان ستانلي وشمل 135 من كبار مسؤولي المعلومات في الصين، أن الكثيرين توقعوا انخفاض نسبة الحواسيب التي تعمل بنظام تشغيل ويندوز من مايكروسوفت المثُبتّ في شركاتهم خلال السنوات الثلاث المقبلة.

اجتماعات رفيعة المستوى مع كبار القادة الصينيين في السنوات الأخيرة، لمناقشة قضايا مثل التعاون في مجال الذكاءالاصطناعي والعلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، إلا أن الشركة قلصّت عروضها في الصين.
وصرح رئيس مايكروسوفت، براد سميث، في جلسة استماع للجنة الفرعية في سبتمبر الماضي بأن الصين لا تمُثل سوى%1.5 من إجمالي مبيعات الشركة، وقد حققت الشركة مبيعات بلغت 212 مليار دولار في السنة المالية الماضية.
وأظهر بث إخباري لتلفزيون الصين المركزي، لقاء ًجمع بيل جيتس، المؤسس المشارك لشركة مايكروسوفت، مع شي جين بينج، العام الماضي، ورفضت مايكروسوفت التعليق، وقال أشخاص مطلعون على عمليات الشراء في الشركات إن بعض الشركات المملوكة للدولة تتباطأ في تنفيذ أوامر استبدال منتجات تكنولوجيا المعلومات الأجنبية.
بالإضافة إلى تزايد تطورها، فإن التكنولوجيا الصينية مترابطة بشكل جيد مع النظام البيئي المحلي، ويتيح مزودو برامج الأعمال المحلية إمكانية التشغيل البيني مع وي تشات، وهو تطبيق مراسلة دردشة واسع الانتشار يستخدم بدلا ًمن البريد الإلكتروني بين الشركات الصينية.
وتشيردراسة أجرتها شركة مورجان ستانلي، إلى أن سياسة الشراء المحلي تنتقل إلى الشركات التي يديرها القطاع الخاص،والتي تظهر ميلا ًأكبر لشراء البرمجيات المحلية.
هيمنت شركات أوراكل وآي بي إم ومايكروسوفت على سوق برمجيات قواعد البيانات في الصين عام 2010 ومنذ ذلك الحين، برزت شركات صينية، بما في ذلك علي بابا وقد توصلت شركة هواوي إلى منتجات خاصة بها لإدارة قواعد البيانات لتحل محل التكنولوجيا الأمريكية.
واستحوذ البائعون المقيمون في الصين على أكثر من نصف هذا السوق في الصين، بقيمة إجمالية تبلغ 6.3 مليار دولار لأول مرة في عام 2022، ويستمرون في النمو، وفقاً للباحث ينجار تنر.
ويانج بينج، الرئيس التنفيذي لشركة قواعد البيانات الصينية “أوشن بيس”، خلال مؤتمر عقُد في بكين في نوفمبر، بأن ّالبنوك وشركات الوساطة وشركات التأمين الصينية قد سرعّت من وتيرة شراء قواعد البيانات المحلية.
وقد حلتّ “أوشن بيس”، التي طورتها شركة علي بابا وشركتها التابعة “آنت جروب”، محل ّقواعد بيانات أوراكل في شركتي علي بابا وأنت عام 2016 لمتعد الشركات الغربية مجرد أبطال وطنيين صينيين مثل هواوي، بل أصبحت تحل محلها شركات أكثر تخصصا.
يونيو لتكنولوجيا الشبكات تقدم شركة يونيفرسال شانجهاي، وهي شركة مدرجة في بورصة شنغهاي بقيمة سوقية تبلغ 6 مليارات دولار، أنظمة لإدارة الموارد البشرية والمخزون والمالية للشركات.
ووفقًا لبيانات معهد هواون للأبحاث الصيني، وبحلول عام 2021، أصبحت يونيو أكبر لاعب في السوق، بحصة 40% ولا تزال هناك جيوب من الفرص في الصين للشركات الغربية، وخاصة في مجال التكنولوجيا الأكثر تقدمًا حيث لا تزال الصين متأخرة عن الركب وفي المبيعات للشركات المتعددة الجنسيات العاملة هناك.
وفي المستقبل، يقول المحللون إن الطلب التفضيلي من جانب القطاع العام الصيني قد يعني أن الشركات الغربية ستستمر في التراجع أكثر فأكثر في السوق الصينية.
وقال هان لين، رئيس مجموعة آسيا في الصين، وهي شركة استشارية للأعمال، “إن نمو البرمجيات يتطلب ردودفعل مستمرة من المستخدمين، وهذا سيكون ميزة لمقدمي الخدمات المحليين”.