شيرين العدوي : جولة الرئيس السيسي وماكرون بخان الخليلي تعد تاريخية وتخطف الأنظار

علاء حمدي
أكدت الدكتورة شيرين العدوي استاذ الإعلام بجامعة أكتوبر للعلوم الحديثة والآداب وعضو المجلس الأعلى للثقافة وعضو اتحاد كتاب مصر ، أن جولة فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيره الفرنسي ماكرون في منطقة خان الخليلي تعد جولة تاريخية تخطف الأنظار
في ليلة استثنائية جمعت بين الأصالة والدبلوماسية، اختار الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن يصطحب نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون في جولة غير تقليدية داخل خان الخليلي، حيث تم تناول العشاء في مطعم “نجيب محفوظ” الشهير، وسط أجواء مصرية خالصة تخطف القلوب قبل العيون.
بدلاً من المأدبات الرسمية، فضّل الرئيس السيسي أن يقدّم لضيفه تجربة حقيقية تعكس روح مصر وتراثها، حيث جلس الاثنان في مطعم نجيب محفوظ، الواقع في درب البادستان داخل خان الخليلي، أحد أكثر الأماكن شعبية وازدحامًا في القاهرة القديمة.
تحت ضوء الفوانيس النحاسية، ووسط النقوش العربية والأجواء العتيقة، تناول الرئيسان وجبةً من المأكولات المصرية الأصيلة مثل الكشري والكبدة الإسكندرانية والفتة والملوخية، بينما عزفت فرقة موسيقية ألحانًا شرقيةً أضفت سحرًا خاصًا على اللقاء. اختيار هذا المكان لم يكن عشوائيًا، بل يحمل رسالةً قويةً تبرز عمق الثقافة المصرية وتراثها العريق، كما يعكس أسلوبًا ديبلوماسيًا غير تقليدي يهدف إلى تقديم صورة حقيقية عن مصر بعيدًا عن الصور النمطية.
وعلق مراقبون بأن هذه الزيارة قد تكون الأكثر تفردًا في مسار الزيارات الرئاسية، حيث نادرًا ما يختار قادة العالم أماكن شعبية بهذا الشكل لتقديم ضيوفهم إلى الجمهور مباشرةً. يعد المطعم تحفة معمارية مستوحاة من العصر الفاطمي، حيث استغرق إعداده ٥ سنوات قبل افتتاحه عام ١٩٨٩، أي بعد عام واحد من حصول الأديب المصري العالمي نجيب محفوظ على جائزة نوبل للآداب.
وخلافًا للاعتقاد الشائع، فإن المطعم ليس ملكًا للأديب الراحل، لكنه سُمي تكريمًا له بسبب عشقه للمكان، حيث كان من رواده الدائمين، يقضي فيه ساعات طويلة في احتساء القهوة وكتابة بعض من أعماله الأدبية. وقد وافق محفوظ بنفسه على تسمية المقهى باسمه، وترك توقيعه على جدرانه كذكرى خالدة. يعمل المطعم من العاشرة صباحًا حتى الثانية بعد منتصف الليل، ويقدم للزوار تجربةً فريدةً مع الأغاني الشرقية والطرب الأصيل بدءًا من التاسعة مساءً، مما يجعل الزائر يعيش أجواء مصر القديمة بكل تفاصيلها.
أثارت الصور والفيديوهات التي التقطت خلال الزيارة تفاعلاً كبيرًا على منصات التواصل الاجتماعي، حيث أشاد الكثيرون باختيار الرئيس السيسي لهذا المكان، معتبرين أنه “أفضل دعاية لمصر كوجهة سياحية وثقافية”. هذه الجولة لم تكن مجرد زيارة عابرة، بل أصبحت حديث العالم، حيث سلطت الضوء على عمق التاريخ المصري وقدرته على إبهار زائريه، مهما كانت مراكزهم.