رسالة إلى نائب رئيس الوزراء وزير الصناعة: فرصة تاريخية أمام الصناعة المصرية… لا تضيعوها

بقلم د. محمد على – أمريكا
القرارات الأخيرة للإدارة الأمريكية بفرض تعريفات جمركية إضافية على وارداتها من دول كبرى مثل الصين ودول الاتحاد الأوروبي وتركيا بنسب كبيرة تجعل مصر في وضع لها أفضلية بشكل جيد على مستوى التجارة الدولية، خاصة في التعامل مع السوق الأمريكي. ففرض تعريفة موحدة بنسبة 10% على الواردات المصرية بالمقارنة مع منافسين رئيسيين تجعل تكلفة المنتج المصري أكثر جاذبية، وبالأخص في القطاعات التي تتميز بها مصر كالنسيج، الزجاج، المنتجات الزراعية، الأثاث والمفروشات. التحولات في السياسات الجمركية الامريكية تمثل فرصة استثنائية يجب التعامل معها بخطة عمل مدروسة وسريعة.
استفادة مصر لا تقف عند انخفاض التعريفات ولكن تزيد بفضل اتفاقية المناطق الصناعية المؤهلة (QIZ) التي تمنح بعض المنتجات المصرية دخولا معفية تماما من الجمارك إلى السوق الأمريكي. اضف ان مصر مؤهلة لتكون قاعدة تصنيع وتصدير للشركات الدولية التي تبحث عن ملاذ يحميها من التعريفات الأمريكية المشددة المفروضة على بلدانها الأصلية. البنية التحتية الصناعية، والعمالة المؤهلة منخفضة التكلفة، وموقع مصر الجغرافي، كلها عناصر تصب في صالح تعزيز مكانتها كمركز صناعي بديل لدول شرق آسيا وأوروبا الشرقية.
كي نحقق أقصى استفادة من هذا الظرف التجاري الدولي علي الحكومة ان تعمل علي خطة عمل علي ثلاث محاور ؛ أولها ضرورة تحرك حكومي سريع لتقديم دعم تصديري موجه نحو السوق الأمريكي، يشمل تخفيض تكلفة الشحن مع العمل علي التقليل من الاجراءات البيروقراطية . وثانيا على القطاع الخاص تكوين تحالفات إنتاج وتصدير مع التركيز على تطوير جودة المنتج والتغليف بما يتناسب مع متطلبات السوق الأمريكي .
وثالثا كلنا نعرف اهمية الدعاية للتسويق لذلك يجب إطلاق حملة ترويج وتسويق ذكية، رقمية وميدانية، تستهدف مستوردي الجملة وشبكات التوزيع الأمريكية، وتبرز الميزات التنافسية للمنتج المصري الجديد في ظل المشهد الجمركي العالمي المعقد .
Dr. Mohamed Aly