“جوجند” تشهد قمة تجمع طاجيكستان وقيرغيزستان وأوزبكستان لــــــ تحديد نقطة التقاء الحدود الثلاثية

كتبت – زبيدة حمادنة
استضافت مدينة جوجند في شمال جمهورية طاجيكستان في 31 مارس 2025م (ثاني أيام عيد الفطر المبارك) قمةً ثلاثيةً بين كل من فخامة الرئيس إمام علي رحمان رئيس جمهورية طاجيكستان وفخامة الرئيس صادير جباروف رئيس الجمهورية القرغيزية وفخامة الرئيس شوكت ميرضيايف رئيس جمهورية أوزبكستان، حيث قام الزعماء الثلاثة بالتوقيع على معاهدة تحديد نقطة اتصال الحدود الدولية للدول الثلاث، وسط أجواء احتفالية بمناسبة عيد النوروز أو النيروز الذي تحتفل به كافة شعوب منطقة آسيا الوسطى.
ويمثل التوقيع على معاهدة تحديد نقطة التقاء الحدود الثلاثية نهايةً لمسار ترسيم الحدود بين طاجيكستان وقرغيزستان وأوزبكستان وخاتمة لحقبة من المفاوضات على القضايا الحدودية التي كانت قائمة بين هذه البلدان على مدى أكثر من ثلاثة عقود.
وفي إطار الاجتماع الثلاثي شهد الرؤساء الطاجيكي والقرغيزي والأوزبكي عبر الاتصال المرئي مراسم تدشين نصب لنقطة التقاء الحدود الثلاثية في المنطقة الحدودية المشتركة بين طاجيكستان وقرغيزستان وأوزبكستان.
وفي حديث خاص لصحيفة “الشرق الأوسط” قال سفير جمهورية طاجيكستان لدى المملكة العربية السعودية أكرم كريمي أن الاتفاق الثلاثي بين زعماء طاجيكستان وقرغيزستان وأوزبكستان على نقطة التقاء الحدود الثلاثية يأتي بعد أن مرت طاجيكستان بمسيرة شاقة من المفاوضات والمباحثات مع جارتيها بشأن تحديد وترسيم الحدود المشتركة وأبرمت في وقت سابق اتفاقات لترسيم الحدود على المستوى الثنائي مع كل من أوزبكستان وقرغيزستان.
وعن أهمية التوقيع على اتفاق تحديد نقطة تلاقي الحدود بين هذه الدول الثلاث ذكر السفير الطاجيكي أن هذا الحدث يعتبر منعطفاً تاريخياً مفصلياً ومنطلقاً جديداً للعلاقات الإسترتتيجية بين البلدان الثلاث الواقعة في آسيا الوسطى المعروفة قديما بمنطقة ما وراء النهر، مضيفاً أن هذا الاتفاق يمثل ركيزة مهمة لتوطيد الأمن والاستقرار في منطقة آسيا الوسطى ككل، كما أنه يمهد الطريق نحو تعزيز التعاون والتكامل الاقتصادي بين بلدان المنطقة بما يحقق طموحات شعوبها في التنمية المشتركة والرفاهية والازدهار.
وأضاف السفير كريمي أن شعوب آسيا الوسطى – الطاجيك والأوزبك والقرغيز والكازاخ والتركمان – تعايَشَت في المنطقة عبر القرون العديدة في أجواء من الإخاء والمودة والوحدة وهي عازمة الآن على استكمال مسيرة التكامل والوحدة متمسكة بقيمها الروحية والدينية والحضارية والثقافية المشتركة، علماً بأن كافة أبناء هذه الشعوب مسلمون من أتباع المذهب الحنفي ولا توجد بينهم صراعات طائفية وإن كانت تختلف لغاتها ولهجاتها.
وعن توقيت التوقيع على الاتفاق صرح كريمي بأن التوقيع جاء في ثاني أيام عيد الفطر المبارك وفي أيام تحيي شعوب المنطقة كلها بلا استثناء الاحتفال بالنوروز – عيد رأس السنة واستقبال الربيع وانطلاق موسم انتعاش الطبيعة الأمر الذي له رمزيته لدى هذه الشعوب الشقيقة.
يذكر أن جمهوريات طاجيكستان وقرغيزستان وأوزبكستان بالإضافة إلى كازاخستان وتركمانستان قد أنشئت في عشرينيات القرن الماضي ضمن دولة الاتحاد السوفيتي المترامية الأطراف وهي أعلنت استقلالها واحدة تلو أخرى عام 1991م بعد انفكاك الاتحاد السوفيتي فورثت خلافاتها الحدودية من تلك الحقبة.