الفنانة يسرا المسعودي لـ”مدن ” : تجربتي في مصر فتحت لي الأبواب في تونس

– “الأنستغرام” أضر بالأعمال الدرامية التونسية.
– تكويني الأكاديمي المسرحي جلب لي الإحترام والتقدير خارج تونس.
– تمنيت تقمص دور ريم الرياحي في “الفتنة”.
– أفكر في عمل مسرحي مع سماح السنكري ومحمد الداهش.
– أصبحنا نرى في مسلسلاتنا صورة جميلة لتونس.
قالت الممثلة يسرا المسعودي أن شخصية”شيحة” التي تتقمصها في مسلسل “واد الباي” هي الأولى من نوعها في مسيرتها الفنية حرصت فيها على تجنب السطحية واستعدت لها إستعداد خاص حتى تكون نابعة من ذاتها و تؤديها بكل عمق.
تحدثت يسرى أيضا في حوار مع “مدن” على كواليس وظروف مشاركتها في هذا المسلسل، كما كشفت عن رأيها في بقية الأعمال الدرامية التونسية ،وعرجت عن تجربتها التمثيلية خارج تونس إلى جانب تفاصيل أخرى تطالعونها في هذا الحوار والذي عكست فيه يسرى حرفية وثقة بالنفس.
1- نتحدث أولا عن كيفية إلتحاقك بفريق عمل مسلسل”واد الباي”؟
إتصل بي المنتج وليد محرز في السنة الماضية باعتبار أن المسلسل كان سينجز في رمضان الفارط وبدأت معه التفكير وفي اختيار الشخصيات والكاستينغ وعندما تأكد هذه السنة قبول العمل أعاد الإتصال بي وأنا في مصر فأرسل لي السيناريو على “الواتس آب”وتحاورنا في الشخصية،إلى أن رجعت إلى تونس وشرعت في العمل.
2- كيف تأقلمت مع الشخصية ؟
أمثل دور “شيحة” زوجة الممثل صالح الجدي واستعددت لها كما ينبغي حيث قمت ببحث حول الشخصية قبل التصوير باعتبار أني أمثل دور راقصة لعوب أعتمد أكثر على الجسد لذلك أول ما قمت به تعلمت الرقص التقليدي لجهة قفصة وخفت من السقوط في السطحية لذلك حرصت على التعمق في هذا الدور دون السقوط في الإجترار أو الإستنساخ بل حرصت أن تكون شخصية نابعة من ذاتي وفق خصوصية معينة لا تشبه أي شخصية مماثلة لها في عمل آخر، وقد إستعنت بالمسرحي عبد المنعم شويات الذي ساعدني في أداء دوري كما ينبغي ثم أتممت التدريبات بمفردي في المنزل إلى أن إنطلقنا في التصوير منذ شهر ديسمبر إلى شهر مارس.
3- كيف تصف هذه المشاركة بالمقارنة بما سبقها من أعمال مثل “أقفاص بلا طيور” و”وردة وكتاب” و”الزوجة الخامسة”؟
اليوم إمتلكت خبرة أكثر فأول مشاركة لي ترجع إلى سنة 2009 ومنذ تلك الفترة تنوعت تجربتي فاشتغلت في مصر وفي دبي وفي المملكة العربية السعودية وكانت لي مشاركات متنوعة في الدراما والكوميديا والمسرح أشعر بنفسي اليوم قد تطورت أكثر على المستوى الفني ،وبالنسبة لدوري في مسلسل”واد الباي” تعتبر من أول الشخصيات التي أتقمصها في مسيرتي الفنية والإنطباعات الإيجابية للحاضرين في بلاتو التصوير زادتني شحنة وأسعدتني كثيرا ،وسعدت جدا برجوعي للعمل في تونس مجددا والتي تبقى دائما مشاركة بنكهة خاصة تختلف على بقية الدول.
4- بالرجوع إلى النسبة المرتفعة من المشاهدين للأعمال الدرامية التلفزية التونسية القديمة هل يمكن أن نعتبرذلك مؤشر على أن تلك النوعية أفضل من الحاضر؟
مسلسل “الزوجة الخامسة” هو الذي قدمني إلى الجمهور وإعادة بث تلك الأعمال تزيد في نجاحها وترسخ الممثل في ذهن الجمهور،وأعتقد أن الأعمال في الماضي أفضل باعتبار أن الإمكانيات أحسن وهناك عدد أكبر من المستشهرين ووالذين حل محلهم اليوم “الأنستغرام” الذي أضر بعائدات تلك الأعمال،فتراجعت ميزانيات الأعمال الدرامية إلى النصف وتقلص الإنتاج فأن نشاهد اليوم عملا وسط هذه الظروف الصعبة وينجح يعتبر إنجازا.
5-هناك من يعتبر أن مشكل الدراما التونسية بالأساس يكمن في النص ما رأيك؟
لازلنا متعلقين بالماضي ولا نقبل ما هو حديث ففي الماضي كانت هناك روح خاصة بتلك الفترة اليوم تغير العصر وتغيرت المواضيع فلابد من التأقلم معها ،للأسف الناس لا تقبل الجديد بسهولة ولم تستوعب بعد التطور التكنولوجي ومثل هذه المتغيرات فكل زمن له ظروفه ومتطلباته ، وفي المقابل هناك كفاءات في مجال الكتابة يمكن أن تكون قد إندثرت أو لم تمنح لهم الفرصة فالمعادلة صعبة جدا ولكن اليوم لنا مبدعون حتى إذا تواجد سيناريو متواضع فهناك من يجتهد ويشتغل فالشعب التونسي يحب العمل ولكن لا تتوفر له الفرص الكافية وهذا في علاقة بالإنتاج فكلما تعددت الإنتاجات كلما ازدهر الإبداع وحتى وإن تواجد فشل فلن يتفطن إليه أحد بحكم إستمرارية.
6- يمكن إعتبارك الممثلة المسرحية الأكاديمية التونسية الوحيدة المتواجدة في مصر كيف تصفين هذه التجربة وأين تموقعين نفسك؟
أعتبر نفسي في بداية الطريق فليس من السهل أن يتقبلني المتفرج بسرعة مما يتطلب عمل أكثر وصبر حتى أصل إلى مكانة أفضل ،وسعيدة جدا بتجربتي في مصر لأنها فتحت لي بابا كبيرا حتى عندما عدت إلى وطني وجدت إهتماما وإحتراما كبيرين بحكم تلك التجارب التي قمت بها في الخارج وتلك هي عاداتنا في تونس نهتم كثيرا بمن يأتي من خارج تونس، فمصر منحتني تلك الفرصة ولكن ليس من فراغ بل لأني تكونت كما ينبغي في تونس ووظفت تكويني في عدة أعمال تونسية تواجدت فيها باستحقاق من خلال كاستينغ حقيقي لأن في تلك الفترة كانت عملية الإختيار أكثر موضوعية وفق معيار الكفاءة وليس أشياء أخرى،وقررت أن لا أذهب إلى مصر إلا بعد تخرجي من المعهد العالي للفن المسرحي وأنشأت أكاديمية في مسرح الطفل لذلك تم التعامل معي في مصر بكل إحترام ،فما إن أخبرتهم بأني أستاذة مسرح تغيرت طريقة التعامل وأصبحوا ينظرون لي من زاوية أخرى أكثر تقديرا وبحكمي تكويني تأقلمت سريعا.
7-هل شاهدت الأعمال التونسية التلفزية في النصف الأول من رمضان؟ ما رأيك؟
في العموم هناك مجهود محترم ،أحببت كثيرا مسلسل “صاحبك راجل” وسعدت برجوع الأعمال الكوميدية في تونس فنحن نفتقد إلى مثل تلك الأعمال و”صاحبك راجل” أكد أننا قادرون على الإنتاج ويمكن تسويقه حتى خارج تونس، تابعت أيضا مسلسل”الزعيم” وشاهدته بكل حب لأني أعلم الظروف التي تم فيها إنجاز هذا المسلسل وتواضع الميزانية التي خصصت له، لذلك أعتبره عملا محترما أكد أننا يمكن أن نبدع بأبسط الإمكانيات وأرجعنا هذا المسلسل إلى الدراما من خلال قصة بسيطة ناجحة،كما شاهدت مسلسل”الفتنة” والذي دخل إلى المنازل التونسية هذه السنة ويمكن أن تشاهده العائلات من خلال فكرة بسيطة، كذلك أعجبني مسلسل”رافل” تضمن صورة جميلة وأبرز جمالية تونس وعملية إخراجه كانت مختلفة بعيدة عن النمطية ،فقد شاهدت من كل عمل جزءا وكل مسلسل شدني إليه جانب معين.
8- هناك جانب كبير من التقليد غلب على مختلف الأعمال مقارنة بالأعمال المصرية التي عرفت نجاحا ما رأيك؟
هناك أيضا تأثرا بالنمط التركي ولكني لم ألاحظ كثيرا جانب التقليد وأعتبر أننا تطورنا كثيرا على مستوى الصورة بتواجد تقنيين مبدعين وما شدني أكثر أننا أصبحنا نرى بلادنا في صورة جميلة جدا ،وبالرجوع إلى الظروف التي أنجزت فيها هذه المسلسلات فإنها تستحق الإحترام.
9-هناك حديث عن مظاهر عديدة من الإنحراف والعنف في مختلف الأعمال المعروضة في ظل تعطش التونسي إلى القصص العائلية والتي رجعت إليها العديد من المسلسلات العربية،ما رأيك في كل ذلك؟
المشاكل هي التي تشد المتفرج إلى المسلسل فلابد من تعرية الحقيقة ،فالحركة مهمة في المسلسل وهي وهي جوهر التشويق ولا تكون إلا بتوظيف مظاهر العنف والقتل والإنتحار والعصابات والمخدرات ودون ذلك سيكون المسلسل”باسلا”.
10-هل شاهدت نفسك في شخصية من شخصيات أحد الأعمال ورغبت في تقمصها ؟
شخصية “مليكة” في مسلسل “الفتنة” الذي جسمته ريم الرياحي لأنه يتضمن قوة وكاريزما وتغييرات ،فأنا أحب مثل تلك الشخصيات التي تمنح الممثل هامشا من الإجتهاد.
11-هل تفكرين في الرجوع إلى المسرح من جديد؟
نعم ،أنا بصدد التفكير في ذلك وقد يكون هناك عمل يجمعني بسماح السنكري ومحمد الداهش.
12-هل لديك إضافة؟
أشكرك وأشكر جريدة “مدن” على هذا الحوار الجيد وأتمنى أن تدور عجلة الإنتاج في تونس أكثر.