الرشيد علي عمر يرثي .. بت محيميد

وقبل ان نقتحم دنياوات الاسرة ونكمل نصف الدين ونكون اسرنا الخاصه كنت وصديقي امين صلاح البرير ممن كتب عليهم غيار الضهريه …
الغيار هو ان تحمل معك هدوما اخرى غير التي ترتديها للعمل …
والضهرية ضهرية العربية باعتبار محل ما يسري يمري وتبدا نصف يومك التاني ..
يخرج كلانا صبحا ونقفل لبيوتنا عائدين انصاص الليالي …
عزابه ومرتاحه وآخر فنون شغل الصياعة ..
وقبيل غروب الشمس كانت اللقيا في بيت بت محيميد ..
بيت سميه …
سميه الشيخ محيميد ..
وعلى صعيدي فانا متجاوز اخي محمد زوجها واسمي البيت باسمها ..
ماشي بيت سميه
جاي من بيت سميه
وكذلك امين وكتر نعلم بعضهم ونجهل اخرين ..
فبت محيميد ليست مجرد زوجة لمحمد او ام لسادومبا وعلي ومازن ..
بت محيميد بيتها دنيا بكل معاني الكرم والظرف والترحاب والبشاشه واللطف ونقاء الاجواء …
بت محيميد ام موائدا عامره بما لذ وطاب بدء من منتوجات لولي لاخيها الفاتح وتقلية العزيزة سليمى وتحليات البارعة مها وحتى طعمية (جمعية ) مساعدتها في المطبخ ولا تسالوني عن طعمجة عمار فدا سفر تاني عايز صفحات وصفحات ..
كنت وامين نتسارع الخطى اليهم وعندما نقرع الجرس ونخبت الباب دلدوم كارب نصيح اليها يا سميه اليتامى جووووووكي …
وتجلجل ضحكتها من الاعماق حبااااب اليتامى الطاشين الممسوخين لي جوه الدار داركم ….
وكم من يتامى مثلنا يتوافدون على صعيدي اصدقاء زوجها محمد ويا لكثرتهم واهلها من كبار الاسر ذات الحضور الراقي ال البرير وال محيميد وال الاحمر وال محمد صالح وال ابو شامة وال نمر وال نبيل وجميعهم يجدون ما نجد من مضيقة عشرة نجوم واحتفاء غير مسبوق واريحية الكرام الحاتمي المنهمر اغداقا وفيرا …
الست سميه محيميد المديرة البارعة في بنكها النيل الازرق وبذات براعتها في بيتها وبنفس الايقاع فهي تلكم المصرفية الرائعة التي تنال إعجاب زملاءها والعملاء وتدير العمل بمنتهى السلاسة والرقي..
سمية التي كانت لي صيدا سهلا عندما يدركني فلس المصاريف فلا اتردد في الذهاب اليها في بنك الخرطوم يومها بوريقة اكون قد زيفت فيها خط زوجها واكتب امنحي الرشيد مبلغ كذا واضع توقيعه الذي اجعل محمد نفسه يشك فيه ..
هذا التوقيع الذي جعلنا نكون عصابة محترمة انا والحبيب عمر الصديق ارو فننال على اثره حصص جوالين بنزين ابان تلكم الشدة التي كان فيها البنزين عزيزا ..
محمد وقتها مدير مستودع توتال …
ولا نرهق انفسنا بدخول مكتبه حيث الاكتظاظ ..
ورقة للبوابة الخارجية ..
ورقة لعامل الطلمبه ..
نملا التنك فل ونفكك …
وسميه بجانب الكرم الفياض والبراعه في العمل المصرفي مربية درجة اولى وام روحيه لكل شباب الجيل الناشىء في الاسره …
اولاد محمد وعمار اخويها اولادها ..
اولاد الفاتح اخوها اولادها ..
اولاد هدى اختها اولادها ..
اولاد المغيره وسعاد وحيدر والرشيد وناجي اولادها ..
خالة الكل وست الضل …
مستورة الحال ومنشرحة البال وحسن الفال ..
لا تعبس حتى والمرض ياكل سنين عمرها صابره تسبح وتحتسب في صمت البلاء …
سمية عنوان للطيبة النقية ومدرسة متفردة في التوادد مع الاخرين …
واسالوا ياسر مامون عنها فاجهاشه يوم وداعها يحكي عن علاقتها لاهلها وكيف هي وسطهم وحجم الفقد المهول الذي يكابدونه …
واكتظاظ المشيعين في عين شمس يحكي عنها …
واحتشاد المعزين في دار الارقم يروي عنها …
رحلت .. وستظل بيننا ..
رحمها الله رحمة واسعة وغفر ذنبها وصبر اهلها على فراقها ..
وانا لله وانا إليه راجعون