عمال “المسجد الأقصى” يدعون إلى وقف ظاهرة الجرافيت

كتبت يارا المصري
تشهد ساحات المسجد الأقصى خلال الآونة الأخيرة، ومحيطه ظاهرة سلبية مقلقة، ألا وهي رسومات وكتابات جرافيتي على جدران وأرضية منطقة المسجد الأقصى المبارك.
وهذا ليس بجديد، ولكن في الآونة الأخيرة، تزايدت وتيرة هذه الظاهرة بشكل ملحوظ، مع توافد عشرات الآلاف من المصلين إلى المسجد، خاصة خلال صلاة الجمعة من رمضان. وأعرب موظفو المسجد عن أسفهم وأملهم في توقف هذه الظاهرة، لما فيها من مساس بتراث المسلمين، وانتهاك لحرمة المكان، وعدم اتساقها مع فضائل شهر رمضان. ودعا أحد موظفي الأوقاف إلى ضبط النفس وتجنب الإساءة إلى المسجد.
وفي ذلك الصدد، فقد تحدث الشاب الذي فضّل عدم الكشف عن اسمه لمخاوفه الأمنية، أنّه وقبل عدة أعوام، أقدم على كتابة بعض الشعارات على جدران في القدس، شعارات مناوئة للذوق العام، تعبيرًا عن غضبه إثر سقوط قتيل فلسطيني خلال اشتباكات مع قوات الأمن الاسرائيلية في المدينة.
لكنه لم يكن يعرف أنّ ذلك بمثابة مخاطرة قد تكلفه فترة لا بأس بها من السجن في السجون الإسرائيلية، فاليوم بات من السهل جداً على السلطات الإسرائيلية معرفة من يقوم بالكتابة على الجدران أو من يقوم بأي عمل تخريبي بسبب أدوات المراقبة التكنولوجية المنتشرة في كافة أنحاء مدينة القدس تحديدًا، والانتشار المكثف على مدار 24 ساعة للقوات التابعة للأمن الإسرائيلي.
ويشير الشاب إلى أنّ معظم الشبان من جيله والأجيال الأصغر سنًا، يفضلون المساحة الافتراضيّة للتعبير عن غضبهم، وذلك كون منصات التواصل الاجتماعي وسيلة أكثر سهولة، فيها خيارات عديدة لتحديد الجمهور المتصل.
وعليه، فإنك تستطيع أن تحجب محتوى ما عن شخص لا تثق به مثلاً. لكن المقدسيين إجمالاً “يفلترون” منشوراتهم عبر منصات التواصل الاجتماعي، لأنهم في متناول اليدّ بالنسبة للأمن الإسرائيلي، كما أنهم بالنسبة للإسرائيليين يعيشون في كنفهم.
وتعتبر جدران المدينة هي لسان حالها، وانعكاس لثقافتها ولجمالها ومحطاتها التاريخية، وهكذا، يجب أن تظهر أسوار القدس وجدرانها بالشكل الجمالي والتراثي المناسب للمدينة المقدسة الذب يعكس تاريخ وإرث سُكان المكان، فقد أضحت جدرانها مشوهة تبعث خطاباً لأهل البلد والعالم بأن التشويه يكاد يطال كل شيء بالمدينة.
وفي ظلّ الثورة التكنولوجية، ودخولنا العصر الرقمي أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي؛ “فيسبوك” و”توتير”، الأداة الحديثة التي بات يستخدمها الكثير من الشباب المندفعين من أجل الترويج للأفكار الشاذة والمندفعة والمتطرفة، لكن ذلك جعلهم في هذا الفضاء الإلكتروني الذي يعد أكثر انكشافاً ووضوحا من الأدوات التقليدية في الكتابة على الجدران وتشويه المعالم الأثرية والتاريخية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى