غادة محفوظ تكتب : الاستضافة الأسرية بين القبول والرفض!!!

عندما تجسد الدراما الواقع الأليم لولاد الشمس
تابعت بألم شديد إحدي حلقات مسلسل أولاد الشمس الذي يناقش مشاكل الأطفال الذين عاشوا داخل اسر بديلة او مؤسسات رعاية .. وتذكرت كيف كنت دائماً ما اُحذر من التشجيع العشوائي لنظام الاسر البديلة في مصر – Foster Family .. وانه يجب ان تتم دراسة وتحليل وتفهم أسباب فشل الكثير من حالات الاسر البديلة..
فمن المهم ان يؤمن ويعقل كل من يشارك في وضع سياسات الرعاية الاسرية البديلة، ان يكون تصميم النظام واقعي معتمدا علي دراسة لواقع حياة مختلف الاسر المصرية .. بكل جوانبها الاجتماعية والثقافية والاقتصادية..الخ .. وليس بشكل مثالي ملائكي .. لان هذا الامر المتحكم الاساسي فيه هو الضمير .. بالاضافة الي الظروف المتغيرة ايضاً ..
وانا من خبرتي الشخصية في مجال الرعاية البديلة سواء كانت أسرية او مؤسسية دائماً ما أنصح بالتالي:
– اولا يجب الايمان بان هذا النظام يقوم علي عناصر ليست ثابتة .. بل عناصر متغيرة .. بمعني ان اي نظام للرعاية الاسرية البديلة بيعتمد نجاحة علي تناغم العلاقة بين:- الطفل – اخصائي المتابعة – جميع افراد الاسرة البديلة/ الكافلة .. فإذا تغيرت ظروف أو أداء أي من هذه الأطراف فمن الطبيعي أن نتوقع أن يختل النظام.
– إن تغير الظروف شيء وارد جداً.. نتيجة لاسباب احياناً تكون خارجة عن الإرادة مثل وفاة الكفيل مثلاً.. او ظروف اقتصادية او نفسية تطرأ علي حياة الكفيل وتجعل من إستمرار رعايته للطفل المكفول مستحيلة.. لذا من الضروري أن يعلم الطفل أنه ليس أبن هذه الاسرة .. وانه موجود داخل هذه الأسرة كضيف لفترة مؤقتة وأن يظل علي علاقة مع المؤسسة التي جاء منها .. حتي لا يُصدم في حال تغيرت ظروف الأسرة ومنعتها من رعاية الطفل الي الابد.

– عند إختيار الأسرة البديلة يجب التأكد من موافقة جميع أفرادها بل والاسرة الممتدة ( كالجد والجدة ) علي وجود طفل جديد سيعيش بينهم لفترة طويلة له نفس حقوق وواجبات الأطفال الاخرين في نفس الاسرة.
– أن تخضع الأسرة البديلة للتدريب قبل استضافتها للطفل .. وأن يعيش الطفل مع هذه الأسرة علي فترات متقطعة لحين الإنتقال الكامل لها.
– ان يتم تشجيع الرعاية الاسرية البديلة بين الطبقات المتوسطة والتي يكون مستواها قريب من مستوي الأسرة البيولوجية للطفل حتي يكون المستوي الإجتماعي متقارب في اسلوب الحياة وحتي لا يعاني الطفل في فترة ما من الفجوة الاجتماعية او اختلاف الطبقات الاجتماعية..
– ان تتكفل الدولة بتقديم دعم نظير رعاية هذه الاسرة للطفل مثل اعفاؤه من المصروفات الدراسية، مواصلات مجانية، مواد غذائية مخفضة..الخ .
– لابد من الإبقاء علي المؤسسات التي ترعي الأطفال لان وارد جدا وبنسبة كبيرة إرتداد الاطفال المكفولين اليها نتيجة لاسباب متعددة من الصعب التحكم فيها.
وفي النهاية:- إن نظام الرعاية الاسرية البديلة هو نظام يقوم علي الضمير الإنساني وهو شيء لا يستطيع أحد التحكم فيه غير ربنا سبحانه وتعالي .. مهما طبقنا من غرامات او تعويضات مادية للطفل فانها لن تعوضه عن الخسائر النفسية التي سيعاني منها بعد انتهاء علاقة الكفالة
( احساس الرفض قااااتل )..