أوكرانيا وافقت والمفتاح بيد روسيا..تفاصيل خطة وقف إطلاق النار

 

بعد أكثر من 3 سنوات من الحرب، فتحت أوكرانيا نافذة أمل بقبولها مقترحا أمريكيا لوقف إطلاق النار، في انتظار قرار موسكو.

الاتفاق، الذي وُلد بعد ثماني ساعات من المحادثات في جدة، يضع الكرة في ملعب روسيا، كما قال وزير الخارجية الأمريكي.

ووفقا لبيان مشترك صادر عن الحكومتين الأوكرانية والأمريكية، سيدخل وقف إطلاق النار لمدة 30 يوما حيز التنفيذ إذا وافقت روسيا على الشروط نفسها،

جاءت تفاصيل الاتفاق عقب ثماني ساعات من المحادثات في جدة بالسعودية، بين فرق تضم وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، ومن الجانب الأوكراني، رئيس ديوان الرئيس فولوديمير زيلينسكي، أندريه يرماك.

وكتب زيلينسكي على حسابه في منصة “إكس“، إن الخطة ستتضمن “وقف إطلاق نار مؤقت كامل لمدة 30 يومًا، ليس فقط لوقف الهجمات الصاروخية والطائرات المسيرة والقنابل، ليس فقط في البحر الأسود، ولكن أيضا على طول خط المواجهة بأكمله”.

وأضاف “أوكرانيا مستعدة لقبول هذا المقترح – نعتبره خطوة إيجابية ومستعدون لاتخاذها. والآن، على الولايات المتحدة إقناع روسيا بالقيام بالمثل”.

ووفق ما طالعه موقع  “مدن”  الاخباري في صحيفة “بوليتيكو” الأمريكية، إليكم أبرز ما ستتضمنه الخطة.

أولا: قد يتوقف القتال فورا – إذا وافقت روسيا
فريق ترامب أعلن أنه سينقل خطة وقف إطلاق النار لمدة 30 يوما إلى موسكو. وقال روبيو: “الكرة الآن في ملعبهم”.

وقد أبدت روسيا ارتياحها لموقف ترامب حتى الآن.

ولا يفرض وقف إطلاق النار أية شروط مسبقة على الكرملين– على حد علم بوليتيكو- سوى وقف مؤقت للقتال.

بموجب خطة وقف إطلاق النار الأولية، سيسمح وقف إطلاق النار باتخاذ خطوات إنسانية، بما في ذلك تبادل أسرى الحرب، والإفراج عن المدنيين المعتقلين “وعودة الأطفال الأوكرانيين الذين نُقلوا قسرًا”، وفقا للبيان المشترك.

هل سيوافق بوتين؟
في حديثها لوكالة تاس الروسية للأنباء، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية ماريا زاخاروفا: “لا نستبعد إجراء اتصالات مع ممثلي الولايات المتحدة خلال الأيام القليلة المقبلة”.

وكان بوتين قد طرح في السابق مطالب لاتفاق دائم بدا من المستحيل على أوكرانيا قبولها، بما في ذلك حظر قوات حفظ السلام الأوروبية والاعتراف الدولي بالأراضي التي سيطرت عليها موسكو. فهل سيتنازل عن هذه الشروط لمجرد رغبة ترامب؟

تبادل المعلومات الاستخباراتية
بعد اتخاذها الخطوة الجذرية بقطع إمدادات المعدات العسكرية والاستخبارات عن كييف، وافقت الولايات المتحدة الآن على استئناف تبادل معلوماتها السرية. كما ستستأنف “المساعدة الأمنية”، في إشارة محتملة إلى المساعدات العسكرية.

هذا ليس اتفاق سلام
تقتضي شروط الاقتراح هدنة مؤقتة قابلة للتمديد إذا وافق الطرفان. وبمجرد توقف القتال، ستبدأ المفاوضات فورا بشأن شروط السلام الدائم.

وعدت كل من الولايات المتحدة وأوكرانيا بتسمية فرق التفاوض الخاصة بهما في أقرب وقت ممكن.

هذه ليست صفقة معادن
أوضح ترامب رغبته في الوصول إلى احتياطيات أوكرانيا من المعادن الأساسية مثل الليثيوم واليورانيوم والتيتانيوم.

كان من المتوقع أن يوقع زيلينسكي اتفاقا بشأن حقوق تطوير المعادن للشركات الأمريكية عندما زار البيت الأبيض قبل أسبوعين، لكن ذلك انهار خلال نزاع علني حاد مع ترامب ونائبه جيه دي فانس.

بعد إعلان خطة وقف إطلاق النار يوم الثلاثاء، صرح ترامب للصحفيين بأنه سيدعو زيلينسكي للعودة إلى البيت الأبيض.

أوكرانيا لم تتنازل عن أي أراض – حتى الآن
قبل المحادثات، حذر روبيو كييف من أنها ستحتاج إلى تقديم تنازلات، بما في ذلك بشأن الأراضي.

ولكن خلال المناقشات التي استمرت ثماني ساعات في جدة يوم الثلاثاء، لم يُطرح موضوع التنازل عن الأراضي حتى الآن، وفقا لمسؤول أوكراني.

ومع ذلك، من المؤكد أن هذه النقطة ستُطرح إذا بدأت مفاوضات جوهرية بشأن تسوية دائمة.

لم يوافق ترامب على تقديم ضمانات أمنية
أوضح الرئيس الأمريكي أنه لا يميل إلى تقديم ضمانات “كبيرة” فيما يتعلق بأمن أوكرانيا المستقبلي، معتبرا هذه مهمة أوروبا، لا أمريكا. لا شيء في البيان المشترك الصادر يوم الثلاثاء يشير إلى أن هذا قد تغير.

يجب أن “تنخرط أوروبا”
أفاد البيان أن الأوكرانيين يريدون مشاركة “شركاء أوروبيين” في عملية السلام.

ومع ذلك، لم يكن واضحا ما إذا كان الجانب الأمريكي موافقا على هذه النقطة.

وسارعت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر إلى الإشادة بالتقدم المحرز نحو السلام في المحادثات.

ماذا بعد؟
سيعقد ستارمر اجتماعا للقادة الأوروبيين وغيرهم يوم السبت. وهو يعمل مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لتشكيل “تحالف من الراغبين” – دول مستعدة لإرسال قوات لحفظ السلام أو تقديم دعم آخر لمهمة دولية للحفاظ على هدنة دائمة.

الولايات المتحدة ليست طرفا في هذه المناقشات، إذ أشارت حكومة ترامب إلى أنه لن يكون هناك وجود لقوات أمريكية على الأرض.

ويتوقف الكثير على مدى قوة تحالف ستارمر وماكرون لإقناع الأوكرانيين بأنهم سيمنعون روسيا من الهجوم، وحياده الكافي لإقناع بوتين بأنه لا يشكل تهديدا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى