مبادرة تحالف وتنمية لربط التعليم العالي بالصناعة وريادة الأعمال

بقلم الدكتور السعيد عبد الهادى
رئيس جامعة حورس
في مبادرة رئاسية جديدة، وبدعم يصل الي مليار جنيه، أطلق معالي الوزير محمد أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، مبادرة تحالف وتنمية يوم ١٧ فبراير ٢٠٢٥.
المبادرة التي قدمها الوزير جاءت بغرض تعظيم الاستفادة من مخرجات التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار في زيادة الدخل القومي.
المبادرة تدعم إنشاء مراكز لريادة الأعمال وحاضنات تكنولوجية بغرض مساعدة الطلاب وأعضاء هيئة التدريس في الجامعات والمراكز البحثية في التحول من مجرد إجراء أبحاث أكاديمية بغرض الترقي الوظيفي، إلي إجراء أبحاث تطبيقية ينتج عنها براءات اختراع ومنتجات يمكن تسويقها.
كما تهدف المبادرة لربط الصناعة بالأكاديمية وتحقيق أهداف التنمية المستدامة. التحالف يشمل الشراكة والتكامل بين القطاعين العام والخاص والجامعات والمراكز البحثية المتخصصة في تطوير وتحديث الصناعة وخلق فرص عمل جديدة.
فما هي التحالفات الإقليمية وماهي التنمية المستدامة المطلوب تحقيقها من هذه المبادرة الرائدة؟.. هذا مانحاول إلقاء الضوء عليه في هذا المقال.
التحالفات الإقليمية
منذ إطلاق استراتيجية وزارة التعليم العالي والبحث العلمي (مصر ٢٠٣٠) يوم ٧ مارس ٢٠٢٣، تم تقسيم الدولة المصرية إلي ٧ أقاليم جغرافية، وتم إنشاء تحالف داخل كل إقليم يضم جميع الجامعات (حكومية وخاصة وأهلية وتكنولوجية) علي أن تترأسه الجامعة الأقدم في هذا الإقليم.
التحالفات هي: ١-تحالف القاهرة الكبري، ٢- الدلتا ٣- القناة وسيناء، ٤- الاسكندرية ، ٥- أسيوط ٦- شمال الصعيد، ٧- جنوب الصعيد.
ضم التحالف إلي جانب كل الجامعات المتواجدة داخل الإقليم، رجال الأعمال، والصناعة والمجتمع المدني. هذا التحالف الجغرافي متعدد الأطراف هدفه إحداث التكامل والتعاون بين الجامعات بعضها ببعض، وبين الجامعات ورجال الصناعة والمجتمع المدني. حيث لايمكن أن تستمر العزلة بين البحث العلمي والصناعة، كما لا يمكن أن نستمر في استيراد مايمكن أن نصنعه ونطوره محليا. لذا فقد حان الوقت لكي يتم التكامل بغرض تطوير وتنمية كل من الصناعة والبحث العلمي التطبيقي في نفس الوقت.
خلال اللقاء، عرض معالي الوزير تجارب الجامعات ومراكز الأبحاث في بعض الدول المتقدمة، وكيف ان التعاون بين الجامعات والصناعة والشركات الناشئة قد حقق عائدات تقدر بالمليارات (وعلي وصف معالي الوزير تعادل الدخل القومي لبعض الدول).
بعد محاضرة معالي الوزير، أدار الأستاذ أسامة كمال حواراً متميزاً شمل شخصيات بارزة في مجال ريادة الأعمال والصناعة ورئيس جامعة القاهرة (رائد تحالف القاهرة الكبري) والدكتور حسام عثمان نائب الوزير لشئون الابتكار والبحث العلمي.
كان الحديث مباشراً وصريحاً، وكشف أن هناك فجوة بين الأكاديميا والصناعة يجب العمل علي ملئها. وأن الجامعات عليها أن تتخذ خطوات عملية بغرض التقارب مع رواد الأعمال ورجال الصناعة. وظهرت أفكار جديدة مثل إنشاء شركات ناشئة داخل الجامعات وإشراك شخصيات من رواد الأعمال إلي مجالس الكليات والجامعات بغرض تقليل الفجوة وخلق بيئة مناسبة للتعاون. كذلك تم مناقشة أفكار جديدة بغرض استقطاب رواد الأعمال لكي يستثمروا جزء من موازنة شركاتهم المخصص للبحث والتطوير (Research and Development) في إنشاء معامل وحاضنات أعمال داخل الجامعات ومراكز الأبحاث.
طاقة إيجابية خرج بها كل من شارك في إطلاق مبادرة تحالف وتنمية. وشكر واجب للسيد الرئيس الذي قام بتخصيص مبلغ مليار جنيه لدعم الابتكارات والاختراعات وريادة الأعمال في الجامعات والمراكز البحثية. والكرة الآن في ملعب التحالفات الإقليمية للجامعات لتحويل الأفكار الابتكارية إلي منتجات تضيف إلي الدخل القومي وتحقق التنمية المستدامة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى