يوم التأسيس في السعودية.. ملحمة تاريخية تقود لمستقبل واعد

ملحمة تاريخية تحتفي بها السعودية، اليوم السبت، الذي يوافق يوم تأسيسها على يد الإمام محمد بن سعود قبل 3 قرون.

محطة زمنية هامة تؤرخ لماضٍ مهيب وعمق حضاري عظيم، كان نقطة الانطلاقة نحو حاضر مشرق مزدهر، ترسم من خلاله القيادة السعودية ممثلة في العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وولي عهده رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان خارطة طريق نحو مستقبل واعد في إطار رؤية 2030.

تحيي السعودية، يوم التأسيس، في ظل نهضة واعدة وإنجازات على مختلف الأصعدة، ومكانة دولية تتعاظم، سخرتها لدعم القضايا العربية وأمن واستقرار العالم.

ويأتي الاحتفاء بهذا اليوم غداة استضافة المملكة، الجمعة، قمة مصغرة بمشاركة قادة دول مجلس التعاون الخليجي إضافة إلى مصر والأردن بشأن القضية الفلسطينية.

أيضا يأتي الاحتفاء بذلك اليوم بعد 4 أيام من استضافة المملكة اجتماعا أمريكيا روسيا في إطار مساعيها لحل الخلافات بين البلدين وتعزيز الأمن والسلام في العالم.

إنجازات سياسية، واكبتها إنجازات في مختلف المجالات، من أبرزها الإعلان في ديسمبر/ كانون الأول الماضي عن فوز السعودية بتنظيم كأس العالم 2034، وذلك بعد نحو أسبوعين من افتتاح خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود في 27 نوفمبر/تشرين الثاني مشروع قطار الرياض، الذي يُعد العمود الفقري لـ”شبكة النقل العام بمدينة الرياض”.

يأتي هذا فيما تمضي المملكة العربية السعودية في طريقها لتحقيق المزيد من الإنجازات من خلال رؤية 2030، مستهدفة تعزيز النمو الاقتصادي واستدامته في المجالات كافة، وإرساء أسس جديدة لتنويع مصادر الدخل.

وعلى وقع الإنجازات على الصعيدين المحلي والدولي، يحيي السعوديون ذكرى تأسيس بلادهم بفعاليات واحتفاليات تتضمن أنشطة ثقافية وتراثية وفنية تؤكد أن تلك الإنجازات التي ترسم آفاق مستقبل واعد للمملكة تنطلق من جذور تاريخية راسخة منذ تأسيس الدولة السعودية الأولى على يد الإمام محمد بن سعود.

يوم التأسيس
يأتي الاحتفال بيوم التأسيس بعد صدور أمر ملكي من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في 27 يناير/كانون الثاني 2022،، بأن يكون يوم 22 فبراير/شباط من كل عام، يوماً لذكرى تأسيس الدولة السعودية، وأن يكون إجازة رسمية.

ويوافق هذا اليوم ذكرى تأسيس الدولة السعودية الأولى، مع تولي الإمام محمد بن سعود حكم الدرعية، العاصمة الأولى للدولة، وتبعد عن مركز الرياض العاصمة حاليا 20 كيلومترًا، في منتصف عام 1139هـ (22 فبراير/شباط 1727م).

وفيما قاد الإمام محمد بن سعود الجزيرة العربية إلى مرحلة الوحدة والاستقرار والازدهار والأمن والأمان، أضحت المملكة في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان، واحة أمن وأمان واستقرار وازدهار.

جاء ذلك بعد أن تمكنت القيادة السعودية من تحويل التحديات إلى إنجازات والأحلام إلى حقائق، حتى أصبحت المملكة حاليا مركزاً عالمياً لأهم الأحداث الرياضية والثقافية والترفيهية، الأمر الذي توج بفوزها باستضافة إكسبو 2030، وبطولة كأس العالم لكرة القدم 2034، جنبا إلى جنب مع استضافتها قمماً سياسية إقليمية ودولية.

ويحيي السعوديون ذكرى تأسيس بلادهم وهم يستعيدون بطولات الإمام محمد بن سعود مؤسس الدولة الأولى، ويستذكرون في الوقت نفسه بفخر وامتنان النهضة الشاملة التي تشهدها المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده، سيرا على درب المؤسس.

احتفالية تبرز الاحتفاء بالعمق التاريخي والاعتزاز بالجذور الأولى للدولة السعوديّة منذ تأسيسها قبل ثلاثة قرون، والفخر والاعتزاز بالإنجازات الواعدة، والمستقبل الواعد التي تتجه إليه في ظل الرؤية الطَّموحة (2030) التي تقود المملكة نحو مستقبل مشرق في كل الميادين.

وتجسد هذه المناسبة معاني الاعتزاز بالجذور الراسخة للدولة السعودية، وارتباط مواطنيها الوثيق بقادتها منذ تأسيس الدولة السعودية الأولى وحتى اليوم.

إنجازات فارقة
يأتي الاحتفال بيوم التأسيس بعد نحو شهر من ذكرى مرور 10 أعوام على تسلم العاهل السعودي مقاليد الحكم، ومبايعته ملكاً للسعودية، في 23 يناير/كانون الثاني 2015، وبعد نحو 8 سنوات من تولي الأمير محمد بن سلمان ولاية العهد، في 21 يونيو/حزيران 2017.

وخلال هذا العقد، حققت المملكة إنجازات سياسية واقتصادية وتنموية ورياضية، عززت نجاح القيادة السعودية في تحويل أحلام السعوديين بالتنمية والرخاء والازدهار إلى حقائق، ورسمت خارطة طريق نحو مستقبل واعد، عبر خارطة طريق تقود لنهضة شاملة في مختلف المجالات تضمنتها “رؤية 2030”.

فقبل شهرين أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) 11 ديسمبر/كانون الأول الماضي، فوز المملكة باستضافة كأس العالم 2034.

وستكون المملكة أول دولة في التاريخ تستضيف بمفردها النسخة الأكبر من بطولة كأس العالم، التي ستشهد مشاركة 48 منتخباً وطنياً في خمس مدن لاستضافة مباريات البطولة، بعد إقرار النظام الجديد للبطولة من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم في وقت سابق.

أيضا ستستضيف السعودية كأس آسيا 2027 وكأس الخليج لكرة القدم عام 2026 ، كما ستستضيف في العام نفسه، عرض “رويال رامبل” ضمن عروض المصارعة الترفيهية WWE، لتكون هي المرة الأولى التي يقام فيها هذا الحدث التاريخي خارج قارة أمريكا الشمالية، لتصبح السعودية حاضنة للعديد من البطولات الإقليمية والقارية والعالمية البارزة خلال السنوات المقبلة.

وخلال سنوات قليلة أصبحت السعودية مركزا عالميا لأهم الأحداث الرياضية الكبرى بمختلف أنواعها، ووجهة لبطولات كبرى مثل رالي داكار، وفورمولا 1، وأكبر نزالات الملاكمة.

الإعلان عن فوز السعودية بتنظيم كأس العالم، جاء بعد نحو أسبوعين من افتتاح خادم الحرمين الشريفين في 27 نوفمبر/تشرين الثاني مشروع قطار الرياض، الذي يُعد العمود الفقري لـ”شبكة النقل العام بمدينة الرياض”.

ويُعد قطار الرياض أحد أضخم مشروعات النقل العام في العالم، كونه يغطي كامل مساحة مدينة الرياض ضمن مرحلة واحدة، فضلاً عن طبيعته الدقيقة ومواصفاته التصميمية والتقنية العالية، وانسجامه مع الخصائص الاجتماعية والبيئية والعمرانية لمدينة الرياض وسكانها، إلى جانب ما يسهم به المشروع من عوائد على مدينة الرياض تتجاوز توفير خدمة النقل العام، ورفع مستوى جودة الحياة فيها بشكل عام، بما ينسجم مع مستهدفات “رؤية المملكة 2030”.

دعم القضايا العربية
وعلى صعيد جهود المملكة المتواصلة لدعم القضايا العربية وحل أزماتها، استضافت المملكة في العاصمة الرياض أمس الجمعة لقاء أخويا بمشاركة قادة دول مجلس التعاون الخليجي إضافة إلى مصر والأردن بشأن القضية الفلسطينية.

وتأتي القمة في ظل التطورات التي تشهدها القضية الفلسطينية، بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اقتراحه بتهجير فلسطينيي غزة إلى مصر والأردن، وهو الطرح الذي قوبل برفض عربي ودولي واسع النطاق.

كما أدلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتصريحات تلفزيونية حول مطالب السعودية بإقامة دولة فلسطينية قائلاً: “يمكن للسعوديين إنشاء دولة فلسطينية في السعودية؛ لديهم الكثير من الأراضي هناك”، وهو التصريح الذي لاقى رفضاً وإدانة عربية واسعة النطاق.

ويأتي لقاء الرياض بعد نحو شهر من استضافتها في 11 يناير/كانون الثاني الماضي “اجتماعات الرياض الوزارية حول سوريا”، ضمن حراك يتواصل لتقديم كل سبل الدعم اللازم للشعب السوري، بعد سقوط نظام بشار الأسد 8 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، ومساندة دمشق، في العبور من المرحلة الانتقالية الحالية.

وجاء ذلك الاجتماع بعد شهرين من استضافتها في 11 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي القمة العربية الإسلامية غير العادية بشأن غزة ولبنان، ضمن حراك المملكة المتواصل لبحث حلول أزمات المنطقة ودعم جهود السلام.

أيضا على صعيد جهودها لدعم القضية الفلسطينية، ووضع جدول زمني لتجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة، وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي استضافت المملكة الاجتماع الأول لـ”التحالف الدولي لتنفيذ حل الدولتين”، نهاية أكتوبر/تشرين الأول بمشاركة أكثر من 90 دولة ومنظمة دولية وإقليمية.

كذلك واصلت المملكة جهودها لحل أزمة السودان، حيث عقدت السعودية والاتحاد السويسري محادثات بشأن السودان في أغسطس/آب الماضي.

وقد عقدت المحادثات ضمن منصة ALPS الجديدة (منصة متحالفين لتعزيز إنقاذ الحياة والسلام في السودان) التي تم إنشاؤها حديثا، وتضم دولة الإمارات، والسعودية، ومصر، والولايات المتحدة، وسويسرا والاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة.

وتم خلال هذه المحادثات -التي عقدت في سويسرا- الاتفاق على خطوات عملية بشأن وصول المساعدات الإنسانية وحماية المدنيين في السودان.

مواجهة التحديات العالمية
وعلى صعيد جهودها في مواجهة الأزمات الدولية والتحديات العالمية، استضافت المملكة الثلاثاء الماضي بتوجيه من الأمير محمد بن سلمان، محادثات بين روسيا الاتحادية والولايات المتحدة الأمريكية، وذلك بحضور الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله وزير الخارجية السعودي، ووزير خارجية روسيا سيرغي لافروف، ونظيره الأمريكي ماركو روبيو.

جاءت المحادثات في إطار مساعي المملكة لتعزيز الأمن والسلام في العالم، وإيمانًا منها بأن الحوار هو السبيل الوحيد لحل جميع الأزمات الدولية وتقريب وجهات النظر بين الطرفين، للوصول إلى نتائج مثمرة تنعكس على جهود إرساء الأمن والسلم الدوليين.

وبحث الاجتماع سبل إنهاء الحرب في أوكرانيا والتحضير للقاء بين ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وقال المسؤولون الروس والأمريكيون الذين شاركوا في الاجتماع إنه كان إيجابياً وناجحاً، كما أكد ترامب في وقت لاحق أن «المحادثات كانت جيدة للغاية».

أيضا على صعيد جهودها لمواجهة التحديات العالمية، استضافت المملكة في ديسمبر/كانون الأول الماضي قمة “المياه الواحدة”، وذلك بالتزامن مع اختتام مؤتمر الأطراف السادس عشر لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر “COP16” الذي عقد برئاسة المملكة يومي 2 و3 من الشهر نفسه، ونجح في حشد الجهود الدولية لتقديم أكثر من 100 مبادرة، والحصول على أكثر من 12 مليار دولار لتعزيز دور المؤسسات المالية والقطاع الخاص في مكافحة تدهور الأراضي والتصحر والجفاف.

إنجازات تتواصل ومكانة تتعاظم تؤكد أن ملحمة تأسيس المملكة التي بدأت قبل 3 قرون، وضعت لبنات الاستقرار والتنمية التي نجحت القيادة السعودية ممثلة في العاهل السعودي وولي عهده في استثمارها الاستثمار الأفضل لتحقيق حاضر زاهر يقود لمستقبل واعد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى