د شيرين العدوي تكتب : التمييز والاستقطاب الفكري

 

في هذه الأجواء الملتهبة، ومحاولة جر مصر إلى حرب لم تصنعها ولم تساهم فيها؛ بل على العكس من ذلك كانت تضمد الجراح وتقف وراء الحق الفلسطينى وتهدئ المنطقة، وتبذل من قوتها رغم ما تعانيه من أزمة اقتصادية؛ فإن المماراسات الضاغطة والمتصاعدة لإجبار مصر للدخول في صراع يجعلنا نقف يدا واحدة أمام رئيسنا وقائدنا عبد الفتاح السيسي الذي لم يفرط لحظة في شعبه ولا في عروبته، وكان أسدا في كل الموافق. وعلى المجتمع الدولي الذي ينادي بالحريات وحقوق الإنسان أن يردع هذه الممارسات القمعية التي تجر الجميع إلى الهاوية. إن ما تفعله إسرائيل ومن ورائها الولايات المتحدة سيذهب أدراج الرياح، وسيزيد من شعبية رئيسنا وتماسك أطراف المجتمع المصري وتعاضده مع المجتمع العربي.

في وسط هذا الجو المشحون اجتمع مجلس الشباب المصري بقيادة المتميز د/ محمد ممدوح في برنامج من أهم برامجه و هو: البرنامج الوطني لمكافحة التطر ف والاستقطاب الفكري برئاسة الباحثة ا/ ريهام الشافعي التي تعمل بجد لطرح أفكار جديدة، وكان لي الشرف أن أكون عضوة معها في هذا البرنامج المتميز، فأشاهد عن قرب تحركها في كل الاتجاهات. الهدف من هذا البرنامج هو إنشاء قاعدة قوية من الكوادر الشابة المؤهلة فكريا وثقافيا تكون قادرة على استشراف واستكشاف الأفكار المتطرفة وتحليلها ومواجهتها، ووضع استراتيجية للوقاية منها بكافة الوسائل الحديثة ومواجهة الفكر بالفكر. واستكمالا لمسيرتنا أقمنا مائدة مستديرة لمناقشة قضية” التسامح الدينى في مصر فرص وتحديات” أدارت المائدة باقتدار المتميزة فاطمة ناعوت وكانت هذه المائدة في إطار التوصيات لاستعراض الدورالأخير الشامل،والصادر للدولة المصرية بخصوص ملف التعايش السلمي والتسامح الدينى. استضفنا في هذه المائدة ممثلين للكنائس المصرية والعربية وإعلاميين، وأعضاء لمجلس الشعب، وأحزاب سياسية، وأعضاء البرنامج.

وكان من أهم النقاط التي طرحت أن ما يحدث أحيانا من ممارسات فردية للشريك المسيحي في المجتمع المصري إن هي إلا نتاج عن تشدد من فصائل معينة، تم زرعها داخل المجتمع وعلينا مواجهتها بالفكر، وعلى المجتمع أن يعي ما يحاول الغرب تصديره لنا؛ ففكرة الأقليات لا تنطبق على مسيحي مصر، إنها مسألة مغلوطة تماما يجب التصدي لها ، فالأقلية لا تطلق على أهل البلد ،وإنما تطلق على اللاجئين،والمسيحيون أهل البلد وشركاء الوطن. وربما ما يقوم به الرئيس كل عام من حضور عيد الميلاد لخير دليل على ذلك، في سابقة هي الأولى من نوعها في مصر. لكننا أمام تحديات نتمنى معها المزيد من الإصلاح فقد اقترحت في هذه المائدة . واتفق الجميع على تفعيل مواد الدستور بتطبيق القوانين الخاصة بكل عقيدة، وتفعيل مفوضية لمكافحة التمييز، والاهتمام بالمناطق الأكثر فقرا التي تكون عرضة للاستقطاب الفكري. لقد اعترف العالم لمصر بنحاجها في هذا الملف، فمصر أرض التسامح وتعايش الديانات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى