الطبيعة تغني في أعمال الفنان الدكتور صلاح المليجي

بقلم الفنانة – روان العدوان

في عالم الفن، حيث تتداخل الألوان والأفكار، يبرز اسم الفنان المصري الدكتور صلاح المليجي كأحد الأسماء اللامعة التي تترك بصمة واضحة في الساحة الفنية. إنه فنان، يروي قصة الطبيعة في اعماله ، عندما نقول الطبيعة ، فان اول ما يخطر على بالنا كلمة الشجرة حيث انها احدى مكونات الطبيعة المهمة للبيئة والانسان ، كما انها رمز للحياة والعطاء ، والتثبت في الجذور ، لا بد ان ذاكرة الشجر ، من احب المواضيع الى قلب الفنان ، حيث تتميز اشجاره بكثرة الاوراق تاره وبتجريدها تارة اخرى ، في احدى اعماله برزت الشجرة كانها داءرة وكانه يريد ان يقول بان هذه الشجره هي مركز الكون ، لقد رسم الفنان الشجر ة بحالاتها المختلفة ،هذه هي طبيعة الانسان ، يمر بمراحل عديدة كما في فصول السنة الاربعة، .


ان اعمال المليجي تدل على كثرة الافكار لديه والتفكير العميق وهذا واضح في المواضيع التي يطرحها من خلال اعماله ،حيث ان لكل عمل رمز ، في احدى اعماله ، تميزت اشجاره بكثرة الاوراق ، مما يدل على غزارة الافكار وتشعبها ،، اذا نحن امام فنان ، يعرف فلسفة الحياة وارتباطها الازلي بالطبيعة ، فنراه يرسم الشجر ، تارة بجذع ، او بجذعين او اكثر ، ان هذه الجذوع ما هي اللا مصادر للافكار عنده ، ، فهو يحاكي باعماله بيءته التي عاش فيها ، الطبيعة وارثه الثقافي الغني ، لتضفي على اعماله نكهة خاصة ، تميزها عن غيرها من الاعمال ، فنرى الاشجار في لوحاته كانها ترقص او تتمايل على نسيم نهر النيل ، لتعبر عن مشاعره الجياشة اتجاه حبه للمكان والذكريات الذي نشا وعاش فيه ، انها الطبيعة ، مكان الانسان الاول ، التي هي بالرغم من تحدياتها ، الا اننا نتعايش معها بسلام .

 

ان اعماله تصور رحلة صلاح المليجي من قلب القاهرة،، هذه المدينة الديناميكية ، التي تنبض بالحياة ، والتي الهمت عين الفنان الفطنة .


ان نشاة الفنان في بيئة مثقفة واعية وغنية بارثها الثقافي وحضارتها العريقة ، هذه العوامل اثرت في شخصية الفنان وصقلتها، حيث حصل على درجة البكالوريوس من كلية الفنون الجميلة بجامعة حلوان، ثم أكمل دراساته العليا ليحصل على الماجستير والدكتوراه. لم يكن تعليمه الأكاديمي مجرد مرحلة، بل كانت بمثابة حجر الأساس الذي بنى عليه رؤيته الفنية.

تتميز أعمال المليجي باستخدامه للألوان بروحية الوان الغرافيك ،ان الوان لوحاته المعتقة برائحة ارثه العريق وبلمسة الحياة المعاصره ، اعطت نبضا خاصا لاعماله ،، حيث ان كل لون في لوحاته يحمل دلالة معينة، ويعكس مشاعر متباينة من خلال تدرجات الأزرق العميق إلى الأحمر النابض والالوان الترابية ،هذه الالوان الاساسية مع الالوان المكملة ، خلقت اجواء اثيرية ، تدعو المشاهدين للغوص في أعماق تجربته الانسانيه .


في احدى لوحاته الاخرى ، برزت العين كمحور رءيسي ، ولربما ان هذه العين ، هي عين حورس في الحضارة الفرعونية، لربما وظفها الفنان كتعويذة لحماية اشجاره ،او انها رؤيته التي تمثل رمزا للعدالة ، لا بد ان هذه هي عين الفنان التي تمثل قدرته على الرؤية الثاقبة والتمييز ما بين الخير والشر .

تتجاوز أعمال صلاح المليجي حدود الفن التقليدي، حيث يدمج بين الارث الثقافي ، التاريخ ، الطبيعة وهواجسه الانسانيه ، مما يعكس من خلال فنه جماليات الثقافة المصرية وتاريخها العريق ، ويعيد إحياء الرموز والتقاليد بطريقة مبتكرة، تحاكي روحية الارض التي عاش ونشا فيها .

ما يميز المليجي هو قدرته على خلق تفاعل حقيقي مع الجمهور.ان اعماله دعوة للتفكير والتأمل.

في عالم التكنولوجيا الحديثة والتغيير ، يبقى الفن هو الجسر الذي يربط بين الماضي والحاضر. الدكتور صلاح المليجي هو أحد هؤلاء الفنانين الذين يجسدون هذا الربط بهارمونية عالية ،حيث ينقل لنا من خلال أعماله الجمال برؤية فنية جديده، تعبر عن قضايا إنسانية ، مما يجعله فنانًا يستحق المتابعة ،الاهتمام والتقدير

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى