بعد رفض دولي واسع.. ترامب يتراجع عن مخطط تهجير الفلسطينيين من غزة
تراجع الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، عن تصريحاته التي أعلن فيها عن مخطط لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، وذلك بعد موجة رفض دولية واسعة، شملت حلفاء الولايات المتحدة قبل خصومها.
موقف الدول الأوروبية
ألمانيا: انتهاك للقانون الدولي ومعاناة متزايدة
أكدت ألمانيا رفضها القاطع لخطة ترامب، حيث صرّحت وزيرة الخارجية الألمانية بأن “طرد السكان المدنيين الفلسطينيين من غزة لن يكون غير مقبول ومخالفًا للقانون الدولي فحسب، بل سيؤدي أيضًا إلى معاناة جديدة وكراهية متزايدة”.
من جهتها، شددت فرنسا على أن النقل القسري للسكان الفلسطينيين للسماح بالإشراف الأمريكي يشكل انتهاكًا خطيرًا للقانون الدولي واعتداءً على التطلعات المشروعة للفلسطينيين. كما اعتبرت أن هذه الخطوة ستكون عقبة رئيسية أمام حل الدولتين.
إسبانيا: غزة أرض الفلسطينيين
أعلن وزير الخارجية الإسباني، خوسيه مانويل ألباريس، معارضته الشديدة للخطة، مؤكدًا أن “غزة هي أرض الفلسطينيين ويجب أن يبقوا فيها”، مضيفًا أن “غزة جزء من الدولة الفلسطينية المستقبلية”.
أيرلندا: انتهاك لقرارات مجلس الأمن
أما وزير الخارجية الأيرلندي، سيمون هاريس، فقد وصف أي محاولة لنقل سكان غزة بأنها “تناقض واضح مع قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة”.
موقف روسيا.. تصريحات تزيد التوتر في المنطقة
لم يقتصر الرفض على الدول الأوروبية، بل امتد إلى روسيا، التي وصفت تصريحات ترامب بأنها “شعبوية”، محذرة من أنها “تزيد من حدة التوتر في المنطقة”.
وأكدت موسكو أن مثل هذه التصريحات غير المسؤولة تؤدي إلى تفاقم الأوضاع في الشرق الأوسط، في وقت تحاول فيه روسيا وأمريكا التوصل إلى تفاهمات حول عدة ملفات دولية، بما في ذلك الأزمة الأوكرانية.
موقف الصين. غزة ليست للمساومة السياسية
دخلت الصين أيضًا على خط الأزمة، حيث أكدت وزارة الخارجية الصينية أن قطاع غزة جزء لا يتجزأ من فلسطين ولا يمكن أن يخضع لقانون الغاب.
وشددت بكين على رفضها استهداف سكان غزة، معتبرة أن القطاع ملك للفلسطينيين وليس أداة للمساومة السياسية.
موقف دول أمريكا الجنوبية.. تهديد للاستقرار
أعربت عدة دول في أمريكا الجنوبية، وعلى رأسها البرازيل، عن رفضها التام لمقترح ترامب، معتبرة إياه انتهاكًا للقانون الدولي وحقوق الإنسان.
كما حذّرت هذه الدول من أن مثل هذه الخطط قد تؤدي إلى زعزعة الاستقرار في المنطقة.
موقف تركيا.. تصعيد خطير للصراع
لم يكن الرفض الدولي مقتصرًا على الغرب، حيث جاء رفض قوي من تركيا، الحليف المهم للولايات المتحدة في حلف الناتو.
اعتبرت أن طرد الفلسطينيين من غزة أمر غير مقبول، محذرة من أن مثل هذه الخطط قد تؤدي إلى تصعيد الصراع في المنطقة.
ترامب تحت الضغط.. تراجع اضطراري
أمام هذا الرفض الدولي الواسع، تراجع ترامب عن تصريحاته بشأن تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، مؤكدًا أن موقفه “قد أُسيء تفسيره”.
ولكن المراقبين يرون أن هذا التراجع جاء نتيجة الضغط القوي من الحلفاء والخصوم على حد سواء، مما اضطره إلى التراجع عن تصريحاته المثيرة للجدل.
