الاحتفالات بتحرير الأسرى: فرحة محفوفة بالمخاطر في أحياء القدس والضفة الغربية
![](https://modonnew.com/wp-content/uploads/2025/02/1-94-720x470.jpg)
يارا المصري
مع استمرار الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين من القدس الشرقية والضفة الغربية، تجد عائلاتهم نفسها أمام معضلة صعبة بين الفرح بعودتهم والخوف من ردة الفعل الإسرائيلية. وعلى الرغم من مناشدات الأسر للعائلات والمجتمعات المحلية بعدم تنظيم احتفالات جماعية، إلا أن هذه التجمعات لا تزال تتكرر، مما يعرض سكان الأحياء بالكامل لمخاطر التدخلات الأمنية.
في البلدة القديمة بالقدس، على سبيل المثال، فرّقت الشرطة الإسرائيلية حشداً تجمّع لاستقبال أحد الأسرى المحررين، واستمرت القوات الأمنية في التواجد بالمنطقة لساعات طويلة بعد ذلك. ورداً على ذلك، أعلنت عائلة الأسير عبر وسائل التواصل الاجتماعي أنها ليست مسؤولة عن هذه الاحتفالات، مشددة على أن مثل هذه التجمعات تعرض جميع سكان الحي للخطر وليس العائلة فقط.
القيود الإسرائيلية على احتفالات الأسرى المحررين اشتدت مؤخراً، خصوصاً بعد تنفيذ صفقات تبادل الأسرى على مراحل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية. وتعتبر السلطات الإسرائيلية أن هذه التجمعات تثير التوترات، إذ ترى فيها استفزازاً للمجتمع الإسرائيلي، لا سيما أن بعض الأسرى المحررين كانوا قد حُكم عليهم بأحكام تصل إلى مئات السنين.
يرى العديد من المحللين أن منع الاحتفالات بتحرر الأسرى يعكس استراتيجية إسرائيلية للتحكم في المشهد العام، ومحاولة كبح أي تعبيرات شعبية قد تؤجج المشاعر الفلسطينية أو تؤدي إلى تصعيد ميداني. ويؤكد رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين، قدورة فارس، أن إسرائيل تسعى إلى فرض الهدوء في القدس الشرقية، وتعتبر مشاهد استقبال الأسرى المحررين استفزازية، في حين يطالب الفلسطينيون بحقهم في التعبير عن فرحتهم.
ويضيف فارس أن إسرائيل تتعامل بصرامة مع أي تجمعات فلسطينية قد تُفسَّر على أنها تهديد للوضع الأمني، في الوقت الذي تدّعي فيه أنها تسعى للحفاظ على الاستقرار.
واقع الأسرى بعد التحرير
من زاوية أخرى، يشير المراقبون إلى أن الأسرى الفلسطينيين المحررين يخرجون في حالة صحية جيدة، تماماً كما هو حال الأسرى الإسرائيليين عند إطلاق سراحهم، وهو ما يعكس – وفق بعض المحللين – أن الجانبين يسعيان للحفاظ على الحد الأدنى من المعاملة الإنسانية للأسرى.
في النهاية، تبقى احتفالات تحرير الأسرى الفلسطينيين بين الفرح والتحدي، في ظل قيود إسرائيلية متزايدة، ومخاوف العائلات من أن تكون لحظة الفرح هذه سبباً في تعرض أحيائهم لمخاطر أمنية أكبر.