حظر “DeepSeek”.. صراع تكنولوجي أم مخاوف أمنية؟
![](https://modonnew.com/wp-content/uploads/2025/02/16831479074413202502070522442244-780x470.jpg)
يشهد العالم موجة متزايدة من القيود المفروضة على تطبيق الذكاء الاصطناعي الصيني “DeepSeek”، مع تصاعد المخاوف الغربية بشأن إمكانية استخدامه في عمليات التجسس وجمع البيانات.
ورغم إن المخاوف الأمنية تُعتبر المحرك الرئيسي لهذه القرارات، فإن بعض المحللين يرون أن هناك جانبًا آخر للصورة، يتمثل في محاولة الحفاظ على الهيمنة الغربية على التكنولوجيا المتقدمة وتقويض جهود الصين في هذا المجال.
يأتي هذا التصعيد بعد أن نجح “DeepSeek” في إلحاق خسائر كبيرة بقطاع التكنولوجيا الأمريكي، الذي يُعتبر أحد أعمدة الاقتصاد في الولايات المتحدة.
وأثار التطبيق، ضجة كبيرة في الأسواق العالمية بعدما أظهر قدرات تنافسية تضاهي أفضل نماذج الذكاء الاصطناعي الأمريكية، لكن بتكلفة أقل بكثير، وفقًا للشركة المطورة.
حظر واسع
قررت وزارات الخارجية والتجارة والدفاع في كوريا الجنوبية، حظر الوصول إلى التطبيق، استنادًا إلى مخاوف تتعلق بجمع بيانات المستخدمين.
ومنعت الحكومة الأسترالية، استخدام برامج “DeepSeek” على جميع الأجهزة الحكومية، معتبرة أنها تمثل خطرًا غير مقبول على الصعيد الأمني.
وأصدرت الحكومة التايوانية، قرارًا يحظر استخدام التطبيقات التابعة للشركة الصينية الناشئة بين الموظفين الحكوميين، ضمن إجراءات مشددة لحماية البيانات الحساسة.
وانضمت كل من؛ المملكة المتحدة وولاية تكساس إلى قائمة الدول التي حظرت “DeepSeek”، في خطوة تعكس تصاعد القلق من النفوذ التكنولوجي الصيني.
مقارنة بين “DeepSeek” و”ChatGPT”
يرى خبراء الذكاء الاصطناعي، أن “DeepSeek” يشترك مع “ChatGPT” من “OpenAI” في العديد من الخصائص، خاصة فيما يتعلق بطريقة جمع البيانات من المستخدمين وتحليلها من خلال استفساراتهم وأوامرهم.
لكن وفقًا لخبير تكنولوجيا المعلومات، محمود فرج، فإن “DeepSeek” قد يكون أكثر أمانًا من “ChatGPT” نظرًا لكونه مفتوح المصدر، ما يسمح بتشغيله على أجهزة الحاسوب الشخصية دون الحاجة للاتصال بالإنترنت.
وأضاف فرج أنه بهذه الطريقة، لا يتم إرسال البيانات إلى سيرفرات خارجية، كما هو الحال مع “ChatGPT”، ما يوفر حماية أكبر للمستخدمين الراغبين في تقليل المخاطر المرتبطة بمشاركة البيانات مع الخوادم الصينية أو الأمريكية.
مخاوف بشأن الخصوصية
وأكد فرج أن جميع نماذج الذكاء الاصطناعي تعتمد على تحليل كميات هائلة من البيانات، ما يجعل توخي الحذر ضروريًا عند مشاركة أي معلومات حساسة معها، موضحًا أن الخطر الحقيقي لا يكمن في استخدام التطبيق على جهاز الموظف، وإنما في رفع وثائق أو بيانات سرية قد تُستغل بطرق غير متوقعة.
وفي ظل هذا الجدل، حذفت شركة “جوجل” بخطوة مثيرة للجدل، تعهدها السابق بعدم تطوير الذكاء الاصطناعي لأغراض عسكرية أو أنظمة المراقبة من موقعها الإلكتروني، وهي خطوة رصدتها وكالة “بلومبرج” لأول مرة.
هذه التغييرات تثير تساؤلات حول مستقبل الذكاء الاصطناعي، خاصة في ظل التنافس المحتدم بين الولايات المتحدة والصين في هذا المجال.
ويبدو أن الحظر المفروض على “DeepSeek” ليس مجرد قرار أمني بحت، بل جزء من معركة أوسع بين القوى العالمية حول التكنولوجيا والهيمنة الرقمية.
وبينما يتزايد القلق من المخاطر الأمنية، يظل التساؤل مطروحًا حول مدى تأثير هذه الإجراءات على مستقبل الذكاء الاصطناعي وانعكاساتها على المنافسة بين الشرق والغرب.