السعودي “راشد آل جميان” يحصد لقب فارس المنكوس

كتب – محمد سعد
توج الشيخ زايد بن حمد بن حمدان آل نهيان، ومعالي فارس خلف المزروعي، رئيس هيئة أبوظبي للتراث، الفارس السعودي راشد آل جميان المري بلقب “فارس المنكوس” للموسم الرابع، وذلك في الأمسية الختامية التي أقيمت مساء أمس “الإثنين” على مسرح شاطئ الراحة في أبوظبي.
حضر التتويج سعادة عبدالله مبارك المهيري مدير عام هيئة أبوظبي للتراث بالإنابة، والمديرون التنفيذيون للقطاعات في الهيئة، والسيد سعيد بن كراز المهيري مدير برنامج “المنكوس”، و أعضاء لجنة التحكيم محمد بن مِشيط المري، وشايع العيّافي، وحمود جلوي، ومتعب بن كروّز المري، وسط حضور جماهيري كبير من عشاق فن المنكوس.
وأسدل البرنامج الستار على موسمه الرابع، الذي انطلق في 2 ديسمبر 2024، وامتد على مدى ثمانية أسابيع، متضمناً حلقتين تسجيليتين وثماني حلقات مباشرة، تنافس خلالها 18 متسابقًا من الإمارات، والسعودية، وقطر، والكويت على اللقب.
ويعد برنامج “المنكوس” هو البرنامج الأول من نوعه المتخصص بلحن المنكوس من موروث الشعر النبطي الأصيل، الذي تنتجه هيئة أبوظبي للتراث في إطار حرصها على التعريف بالموروث الشعبي وتعزيز دوره في بناء الهوية الوطنية.
وشهدت الحلقة تقديم لوحة مهداة من نجوم الموسم الرابع إلى قائد مسيرة العطاء والإنجاز صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه اللّٰه”.
وافتتحت مقدمة البرنامج العنود بدر الأمسية الختامية بالترحيب بالحضور والمشاهدين، إلى جانب أعضاء لجنة التحكيم، واستهلت الحلقة بالأبيات الشعرية:
الله يطول عمر من عزّ التراث
واوجد برامج للقصيد وللطرب
شيخن ماتنجب مثله بطون الاناث
رجل السلام الشامل وعزّ العرب
هذا محمّد عون من فيه استغاث
الي عطى يكرم ويوجع لاضرب
وبدأت الحلقة بعرض تقرير يوضح آلية التنافس في الحلقة الختامية
(المرحلة الخامسة)، حيث يتنافس ستة متسابقين، وتقوم لجنة التحكيم بتقييم أدائهم من خلال مرور واحد، يقدم خلاله كل متسابق أداءً منفردًا لقصيدة من اختياره على لحن المنكوس، وفي نهاية الحلقة، يتم جمع درجات لجنة التحكيم من الحلقتين نصف النهائية والختامية لكل متسابق، والتي شكلت 60% من الدرجة النهائية، بينما يتم اعتماد 40% من تصويت الجمهور.
وبناءً على المجموع النهائي، يتم تحديد ترتيب المتسابقين وإعلان الفائز بلقب “فارس المنكوس”، إلى جانب توزيع الجوائز، حيث يحصل صاحب المركز السادس على 100 ألف درهم إماراتي، والمركز الخامس على 150 ألف درهم، بينما ينال المتسابق الذي يحل في المركز الرابع 200 ألف درهم أما صاحب المركز الثالث فينال 300 ألف درهم، فيما يحصل الوصيف على 500 ألف درهم، بينما يحصل الفائز بالمركز الأول ولقب “فارس المنكوس” على جائزة قدرها مليون درهم إماراتي.
تألق فرسان المنكوس في أمسية القمة
استهلت الأمسية الختامية الثامنة من برنامج “المنكوس” بأداء مميز من فرسان النخبة الستة، حيث تنافسوا على تقديم ألحان المنكوس من خلال قصيدة ولحن من اختيارهم.
افتتح الأمسية المؤدي الأول حمد بن مغيثة الهاجري من السعودية، حيث أثنى محمد بن مِشيط المري على أدائه وحسن اختياره، مشيرًا إلى تميزه المستمر منذ بداية المنافسة، مع توجيه ملاحظة حول ضرورة رفع الطبقة الصوتية. كما أشاد شايع العيّافي بعذوبة اللحن، متفقًا مع ابن مِشيط على أهمية رفع الطبقة الصوتية. من جانبه، نوّه حمود جلوي إلى أن بعض المدود تم تجاوزها، فيما طلب متعب بن كروّز المري من حمد أداء الأبيات بطبقة أعلى، مشيدًا بما قدمه.
ثم جاء دور المؤدي الثاني ذيب صالح المري من السعودية، الذي لقي استحسانًا كبيرًا من شايع العيّافي لأدائه المنكوس على لحنين، مشيدًا بما قدمه منذ بداية البرنامج حتى المرحلة الأخيرة. كما أشاد حمود جلوي بحضوره وتميزه في التنقل بين الطبقات الصوتية، معتبرًا أن ذلك يعكس شجاعته. فيما رأى متعب بن كروّز أن مستوى ذيب كان ثابتًا طوال البرنامج، مشيدًا بأدائه المتميز، بينما اتفق محمد بن مِشيط مع آراء اللجنة، مثنيًا على قوة دخوله.
بعد ذلك، جاء دور المتسابق راشد آل جميان من السعودية، الذي نال إشادة واسعة من أعضاء اللجنة، حيث أثنى حمود جلوي على أدائه المتميز والمختلف، موضحًا أنه منح المدود حقها وأظهر ثقة عالية، مشيدًا بحسن اختياره للنص. كما أشاد متعب بن كروّز بأدائه منذ بداية البرنامج، وهو ما وافقه عليه محمد بن مِشيط، مشيرًا إلى إبداعه ونجاحه بتجاوز مراحل البرنامج بالكرت الذهبي. بدوره، أكد شايع العيّافي أن راشد يمتلك ذائقة عالية في اختيار الألحان والتنقلات، واصفًا إياه بـ”أيقونة البرنامج”.
أما المؤدي الرابع، سعيد علي المري من قطر، فقد أشاد متعب بن كروّز بأدائه وثباته، معتبرًا أن ما قدمه في هذه الأمسية كان تتويجًا لمشواره في البرنامج. ووافقه محمد بن مِشيط الرأي، لكنه طلب منه رفع الطبقة الصوتية. كما أثنى شايع العيّافي على قوة حضوره وثقته في الأداء، متفقًا مع محمد بن مِشيط على أهمية رفع الطبقة الصوتية.
فيما اثنى حمود جلوي على أدائه مبيناً أنه كان متوقعاً من سعيد رفع طبقته في بقية الأبيات الأمر الذي لم يحدث، لكنه أشاد بحسن أدائه بشكل عام.
بعد ذلك، جاء دور صياد محمد اليامي من السعودية، الذي نال إشادة واسعة من محمد بن مِشيط على حسن أدائه واختيار النص، معتبرًا أن أداءه في هذه الليلة كان الأجمل له خلال البرنامج، وهو ما وافقه عليه شايع العيّافي. في المقابل، قدّم حمود جلوي ملاحظة حول المدّ الوسطي الذي لم يكن واضحًا خلال الأداء، لكنه أشاد بحسن تنقل صياد بين طبقات الصوت. كما أثنى متعب بن كروّز على صوته القوي وحضوره المميز.
واختتمت المنافسات مع عبد الهادي آل حميدان المري من السعودية، حيث نال إشادة كبيرة من شايع العيّافي على أدائه، فيما لفت حمود جلوي إلى تطوره الملحوظ خلال مراحل البرنامج. من جانبه، اعتبر متعب بن كروّز أن عبد الهادي من أكثر المؤدين التزامًا بلحن المنكوس، بينما قال محمد بن مِشيط: “أنت مسك الختام “، مشيدًا بأدائه وحسن اختياره للنص.
راشد آل جميان المري فارس المنكوس للموسم الرابع
تم الإعلان عن الفائزين بالمراكز الستة في أمسية القمة، حيث حصل الفرسان على درجات لجنة التحكيم من أصل 60 درجة، وهي مجموع التقييم خلال الحلقتين النهائية ونصف النهائية. وتصدر راشد آل جميان القائمة بـ 59 درجة، يليه حمد بن مغيثة الهاجري الذي حصل على 57 درجة، فيما نال ذيب صالح المري 56 درجة، وجاء عبد الهادي آل حميدان المري بـ 55 درجة، بينما حصل كل من سعيد علي المري وصياد محمد اليامي على 54درجة.
أما الدرجات النهائية، التي تم فيها احتساب نسبة تصويت الجمهور من 40 درجة، فقد جاءت حاسمة في توزيع المراكز الستة، فحلّ عبد الهادي آل حميدان المري من السعودية في المركز السادس برصيد 56درجة، متقدماً عليه صياد محمد اليامي من السعودية في المركز الخامس بـ 57درجة. وجاء سعيد علي المري من قطر في المركز الرابع بعد أن حصل على 58 درجة، فيما حلّ ذيب صالح المري من السعودية في المركز الثالث بـ 63 درجة. أما الوصافة، فكانت من نصيب حمد بن مغيثة الهاجري من السعودية بعد أن جمع 64 درجة، ليذهب اللقب أخيرًا إلى راشد آل جميان المري من السعودية الذي توّج فارسًا للمنكوس في موسمه الرابع بعد حصوله على 78درجة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى