الدكتورة بدرية النبهاني تقدم ورقة علمية بعنوان ” بخور الآلهة: اللبان … جسر التقاء بين حضارتين”

 
علاء حمدي
تتناول الدراسة المعنونة بـ ” بخور الآلهة: اللبان … جسر التقاء بين حضارتين” للدكتورة بدرية بنت محمد النبهاني، الباحثة في التاريخ، واحدة من السلع الاقتصادية التي عرفت بها حضارة مجان في جزئها الجنوبي منذ القدم ألا وهي اللبان، المعروف أيضًا باسم “العلكة العربية”، أو ما يطلق عليه البعض ببخور الآلهة لارتباطاته المختلفة بالمعتقدات الدينية التي استخدم فيها.
وقد حظي اللبان بمكانة بارزة في العديد من الثقافات عبر التاريخ. لاعتبارات عديدة أبرزها خصائصه الفريدة، المتمثلة في رائحته العطرية وقدرته على الانبعاث الدخاني، جعلت منه مادة مثالية للاستخدام في الطقوس الدينية والعبادات. خدم اللبان خلال العصور القديمة كوسيلة للتقرب إلى الآلهة، حيث كان يُستخدم في تقديم القربان والتطهير الروحي، وهو أمر يتجلى في النقوش والتحف الأثرية التي تم اكتشافها في مناطق مختلفة مثل مصر القديمة، وعمان، وبلاد ما بين النهرين.
وتهدف هذه الورقة العلمية إلى
– تحليل دور اللبان في التجارة القديمة بين عمان ومصر.
– استكشاف تأثير اللبان على الثقافة والدين في كلا البلدين.
– التعرف على كيفية تعزيز اللبان للتواصل الحضاري بين شعوب المنطقة.
وتشير الأدلة التاريخية إلى أن اللبان كان عنصرًا رئيسيًا في التجارة القديمة بين عمان ومصر خلال فترات الحكم المختلفة التي مرت بها الحضارتين، وقد أشارت هذه الأدلة إلى ان اللبان أُستخدم كوسيلة للتبادل الثقافي بين المنطقتين، واعتُبر رمزا للطهارة والنقاء، مما جعله جزءًا من الطقوس في العديد من الديانات التي تعاقبت على شبه الجزيرة العربية عامة وعلى مصر خاصة، بما في ذلك اليهودية والمسيحية والإسلام، وقد ساهم اللبان في تشكيل العلاقات الحضارية بين عمان ومصر وأهمية هذه العلاقات في السياق التاريخي الأوسع، ودخل باب السيطرة على تجارته مجال الصراعات السياسية والعسكرية ومحاولة فرض الهيمنة على موانئ بلاد بونت ( ظفار حاليا) ومنطقة المحيط الهندي قديما كالحملة التي ذهبت للسيطرة على طريق اللبان في عهد الاسرة الثانية عشرة في مصر فادت بغرق السفينة ولم ينج منها سوى الملاح المصري (سنوحي) صاحب الأسطورة الشهيرة بـ “جزيرة السعادة”، ورافق استخدام اللبان ظهور العديد من الخرافات والأساطير حوله وحول البلاد التي يجلب منها في الثقافة المصرية القديمة ولهذا طغت هالة من القدسية على هذه السلعة فندها العلماء في دراساتهم الحديثة، وظهر ذلك في النقوش المكتشفة على بقايا معبد ابي صير ومعبد طيبة ومعبد الدير البحري ( معبد حتشبسوت) في طيبة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى