العشق الابدي
بقلم غزل احمد المدادحة
أحببته، عشقته، أسكنته قلبي، رسمته أجمل صورة في عيني، وكنت منذ طفولتي وما زلت حين أقترب من زجاج النافذة أو السيارة أرسم قلباً ثم سهماً ثم أضع إسمه قبل إسمي ثم أُقبّله وأبتسم له إبتسامة فخر وسعادة، وحين أوقّع على أية أوراق أكتب أسمه مع إسمي، وسألني أحدهم في يوم من الأيام، من هذا الذي تكتبين عنه بكل هذا الحبّ؟ فأجبت:
هو حبيبي وعشقي الذي لا ولم أجد أصدق منه، هو من يعطي من دون مقابل، وهو من يفرح لفرحي ويتألم لألمي، من يحق له أن يقول لي “لا” دون اعتراض مني، هو الذي أنتظر عودته من عمله بفارغ الصبر كل مساء منهكاً من التعب حاملاً لي ما لذ وطاب يدفع ثمنه من جهده وعرق جبينه، ورغم كل شيء، أركض نحوه وأحتضنه كما الجبل الشامخ القوي الثابت، الذي أحس حين يطبع قبلته على جبيني بكل شعور الأمن والحبّ، وأشعر بأصابع يديه الخشنة القاسية جراء عمله كيف تلامس شعري وتحوله إلى حرير ممتلىء بالحنان، بإبتسامة مختلطة بفرح وتعب كأنها أشعة شمس دافئة،، بعيون مكتضة بسعادة وحزن وأسرار مشحونة أمل وتفاؤل.
أما حكاية تجاعيد وجهه الحنون، فأن لها حكاية أخرى تحكي قصة حياة ارتسمت على جبينه برغم الظروف والمعاناة، عدا عن خصلات شعره الأبيض التي تعكس لون قلبه الذي يزيده وقاراً واحتراماً.
أنا مهما تحدثت فلن أستطع وصف تعلقي بهذا الإنسان الرائع، فهو الوحيد الذي يستحق عشقي واحترامي، يكفي أنه يحب أن أكون دائماً أفضل وأفضل رغم ما يخفي من الم وتعب وما يجاهد به لأجل سعادتي، وأعلم جيداً لو كان الأمر بيده لتمنى أن يملك الدنيا وما فيها ليسخرها لأجلي.
بإختصار، لا يوجد أجمل من كلمة “أب”، سند القوة، ويا بخت من لديه أو لديها أب كأبي، معه أنا لا أشعر بضيق الحياة، ولا يتسرب الخوف إلى قلبي لأنه من يمدني بالقوة ساعة أحتاج.
أنه الأب يا سادة، الرجل الذي يخفي دمعته عنا، اتعرفون، لو جمعتم قطرة من دمعه، وحاولتم وضعها بمجهر، سيعجز هذا المجهر عن تحليلها، لانها خليط من مكونات الحياة والشعور والكبرياء فكيف وهي تتم بالخفاء؟ حتى لو حاولنا تجميدها فستكون أغلى من الماس لأنها تبقى دافئة ومشعة، الأب من يستحق أن نعطيه الحياة لأنه العشق والوتين واغلى البشر.