سكان غزة العائدون: بين دمار الشمال وصراع البقاء تحت حكم حماس

يارا المصري
يشهد سكان قطاع غزة العائدون إلى الشمال على معركة شاقة وأزمة عميقة جراء ما وصفوه بتدمير حماس للمجتمع المدني في القطاع. وفقًا للعديد منهم، فإن توقيعهم على اتفاق وقف إطلاق النار لم يكن سوى خطوة للبقاء على قيد الحياة، بهدف السماح لهم بالهرب من القصف والبحث عن فرصة لإعادة بناء حياتهم، مع استمرار حماس في تسليح نفسها استعدادًا للجولة القادمة من القتال.
قال أحد السكان العائدين بعد أن تمكن من الهروب من الدمار: “كل ما أردنا هو البقاء على قيد الحياة. كان اتفاق وقف إطلاق النار مجرد آلية لتأجيل القتال، بينما كنا نعلم أنها كانت مجرد فترة تهدئة مؤقتة. حماس استمرت في تسليح نفسها واستعدادها للمعركة المقبلة، بينما نحن بقينا في الخراب والشعور بالإحباط.”
الوضع في غزة الآن يوصف بأنه لا يختلف عن حالة الدول النامية، وربما أسوأ مما كان عليه الوضع في عام 1948. يفتقر معظم السكان إلى الأمل في إعادة بناء حياتهم، ويتحدثون عن وضع مزري حيث تدمّرت البنى التحتية للطب والصحة والنقل والتعليم. ويقول الكثيرون إن حماس، التي كانت مسؤولة عن إدارة القطاع، أفشلت أي مبادرة لإعادة البناء الفعّال، وفضلت تخصيص الموارد لتسليح نفسها والحفاظ على سلطتها.
وقال أحد السكان: “إنه وضع حيث عانينا أكثر من أي وقت مضى. كل محاولة للعودة إلى الحياة الطبيعية واجهت عقبات. بيتي دُمر، وعائلتي فقدت كل شيء، وقبل أن نتمكن من التنفس مرة أخرى، بدأ جولة جديدة من القتال. توقيع اتفاق وقف إطلاق النار لم يساعدنا في إعادة بناء حياتنا.”
لا يقتصر الأمر على إلقاء اللوم على حماس في التدمير، بل يشير السكان أيضًا إلى عدم كفاية الاستجابة الإنسانية التي لم تلبي الاحتياجات العاجلة التي طرحتها الاتفاقيات. “إنهم يركزون على التنسيق مع حركات خارجية مثل حماس، بدلاً من استثمار الموارد في إعادة بناء القطاع من الداخل”، كما يقولون.
حتى وإن استطاعوا الوقوف على أقدامهم، يبقى السؤال بالنسبة لسكان غزة الذين يُوصفون من قبل العديد منهم بـ”لاجئي الحرب”: هل هناك أمل في مستقبل أفضل؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى