تغريب التعليم.. أداة للسيطرة الفكرية واختراق الأمن القومي

 

صرّح المستشار الدكتور طارق منصور، خبير استراتيجيات الحرب والأمن القومي، أن تغريب التعليم يُعد إحدى أهم أدوات الهيمنة الغربية على العقلية المصرية ووسيلة فعالة لاختراق الأمن القومي. وأوضح أن الولايات المتحدة، بعد أن أصبحت القوة العظمى الوحيدة في العالم، سعت إلى إعادة صياغة النظام العالمي بما يخدم مصالحها، عبر التدخل في السياسات التعليمية للدول الأخرى، وعلى رأسها الدول الإسلامية، بهدف فرض نمط ثقافي وفكري غربي.

وسائل السيطرة على التعليم

أكد الدكتور منصور أن هناك استراتيجيات متعددة تعتمدها القوى الكبرى للهيمنة على نظم التعليم، ومنها:

1. احتكار العلماء والكفاءات المتميزة:

تسعى الدول المتقدمة إلى جذب العقول المبدعة من الدول النامية، سواء بالترغيب من خلال منح مغرية وفرص عمل مميزة، أو بالترهيب عبر الضغط أو الاغتيال الجسدي.

 

2. الغزو اللغوي:

يظهر هذا الغزو في تراجع استخدام اللغة العربية في الحياة اليومية ووسائل الإعلام لصالح اللغات الأجنبية.

أصبحت اللغة العربية مهمّشة في التعليم، حيث انتشرت المدارس والجامعات التي تعتمد على اللغات الأجنبية في تدريسها. كما رُبطت هذه المؤسسات بنظيراتها في الدول الغربية، مما ساهم في تهميش اللغة العربية وتقوية الفلسفات الليبرالية الغربية على حساب الثقافة المحلية.

 

3. تفريغ المناهج من المحتوى الوطني والديني:

يتم ذلك بفرض سياسات تعليمية تبدو إصلاحية لكنها تهدف إلى تقديم مناهج سطحية تهمّش المواد العقائدية والوطنية، مما يؤدي إلى ترسيخ التبعية الثقافية.

 

4. المنح الدراسية المجانية:

تمنح بعض الدول الغنية منحًا تعليمية ظاهرها التعاون، لكنها تستهدف استقطاب العقول المميزة والتأثير على هويتها الثقافية والقيمية، مما يُضعف ارتباطها بمجتمعاتها الأصلية.

 

5. الاستعمار الفكري:

يتسلل الاستعمار الفكري من خلال ما يُسمى “بيوت الخبرة” التي تديرها جهات أجنبية تحت غطاء تطوير التعليم. نتيجة لذلك، أُهملت اللغة العربية والفلسفة والثقافة الإسلامية في كثير من المؤسسات التعليمية، مما أدى إلى تراجع القيم الأخلاقية والوطنية.

 

النتيجة:

تؤكد هذه السياسات أن الهدف ليس فقط السيطرة على التعليم، بل أيضًا التأثير على الهوية الوطنية والقيم الاجتماعية والثقافية. إن مواجهة هذه التحديات تتطلب استراتيجيات واعية لحماية التعليم وضمان ارتباطه بالهوية الوطنية والحفاظ على اللغة والثقافة العربية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى