حماس انتصرت أم انهزمت ؟!.. بقلم د. اسماعيل ابراهيم

حماس انتصرت أم انهزمت ؟!

إسرائيل انتصرت ام انهزمت ؟

جدل دائر الآن على النت الآن مع الإعلان عن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة ، في محاولة للتوصل إلى إجابة عن أي من السؤالين، والحقيقة هو سؤال واحد لكن بصيغتين.

البعض يرون أن حماس انهزمت شر هزيمة، اعتمادا على الخسائر في الأرواح التي قاربت ١٥٠ الفا ما بين شهيد ومصاب اصابه دائمة فضلاً عن تدمير المباني والمرافق تدميرا كاملا.

والبعض يرى – وأنا منهم – أن حماس حققت نصرا لا جدال في هذا ولم تنهزم لأن معايير الهزيمة معروفة سياسيا وعسكريا، منها على سبيل المثال لا الحصر:

– إقرار أحد الطرفين بالهزيمة

– إعلان التنحي من قبل قادة الحرب مثلما فعلها الرئيس عبد الناصر

– الخضوع الكامل من أحد الطرفين لشروط الطرف الآخر بدون مقابل.

وحتى الآن حماس لا تقر بالهزيمة، وإنما لا تزال تلحق خسائر نسبية الصهاينة ، كما لم يعلن أي من مقاتليها التنحي وإلقاء السلاح ، ولم تخضع لشروط إسرائيل بدون مقابل.

وفي المقابل خسائر إسرائيل فادحة الخسائر الاقتصادية تجاوزت المائة مليار دولار وحسب صحيفة كلكاليست التي تصدر عن وزارة المالية في اسرائيل أنه في شهر سبتمبر ٢٠٢٤ وحده أنفقت إسرائيل على الحرب أكثر من ٢٨ مليار دولار في شهر واحد.

أفادت تقارير عدة أن خسائر الجيش الإسرائيلي قد تصل إلى ٨ آلاف قتيل وضعفهم مصابين ، ومن تابع نشرات الأخبار اليوم شاهد عملية دفن ما لا يقل عن ١٥ قتيل دفعة واحدة ،

أيضا حدد نتنياهو أهداف العدوان على غزة بالقضاء على حماس وتحرير الأسرى وبعد سنة وأربعة شهر لم يحقق أيا من الهدفين ، ولكنه اضطر راغما إن ينصاع ويجلس للتفاوض  بعد عناد.

ولا ننسى أن العالم كله عرف الطبيعة الدموية للكيان الصهيوني واصبح قادته مجرمون مطاردون بحكم المحكمة الدولية. كما أصبح الرأي العام العالمي على علم بأن فلسطين دولة محتلة من قبل الصهاينة، وإن كان التعاطف العربي مع قضية فلسطين هدأ نوعا ما ، فإن التعاطف العالمي عكس ذلك يشتد يوماً بعد يوم ولعل كثيرا من الناس تابعوا التوبيخ الذي وجهه مواطنون امريكيون لبلينكن هذا الاسبوع.

بقي القول أن الانتصارات في الحروب الحديثة لم تعد انتصارات مطلقة وإنما انتصارات نسبية، فإن كانت حماس انتصرت فهو انتصار نسبي على جيش مدجج بأحدث الطائرات والأسلحة الفتاكة ، وإن كانت إسرائيل انتصرت فهو انتصار نسبي على أطفال ونساء أبرياء عُزّل وهذا في رأيي ليس نصرا ولكنه عار يلحق بالصهاينة .

إذا كنا ننظر لعدد القتلى من النساء  والأطفال من الجانب  الفلسطيني فلا ننسى أن الجزائر قدمت مليوناً ونصف المليون شهيد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى