أسيوط تشهد افتتاح إعداد القادة لثالث مجموعات مسئولي الإعلام
هبه الخولي / القاهرة
شَهِدَ النصف الثاني من القرن العشرين تطورًا هائلًا في العلوم والمعارف والفنون وقد رافق ذلك تطوراً في الذوق والأسلوب عَكَسَ التحول الاجتماعيّ الذي شهدته هذه الحقبة.
والصحافة شأنها شأن الفنون الأخرى، كانت من أكثر الفنون تطورًا بحكم طبيعتها القائمة على رصد حركة الشارع ومسيرة الأحداث الجارية ومواكبة التطورات في مختلف مجالات الحياة الصحافة في بداية نشأتها حيث كانت تسجل الأحداث كما وقعت بالفعل وحسب تسلسلها الزمني فكانت صحافة تسجيلية إلى أكبر حد، فكان الخبر الصحفي يكتب ضمن قالب التسلسل الزمني الذي تسرد فيه تفاصيل الحدث حسب تسلسل وقوعها، إلا أن استخدام هذا النمط أو القالب الصحفي جعل منه عرضة للنفور، فأخذ كتاب الأخبار يبحثون عن قوالب أخرى أكثر تنوعًا وتشويقًا، وليس ثمة شك في أن الصحيفة أو الوسيلة الإخبارية يقع في رأس اهتماماتها شد انتباه الجمهور وإمتاعه بطريقة العرض .
حول فنون كتابة الخبر الصحفي وأشكالة والمشكلات التي تواجه كاتبه افتتحت الإدارة المركزية لإعداد القادة الثقافيين برئاسة الدكتورة منال علام الورشة التدريبية ” مسئولي الإعلام ” للعاملين بإقليم وسط الصعيد الثقافي والمنفذ بفرع ثقافة أسيوط في حضور مدير عام تنفيذ البرامج بإعداد القاده جيهان دياب ومدير عام إقليم وسط الصعيد الثقافي جمال عبد الناصر خلال الفتره 29 /12 /2024 وحتى 2 / 1 / 2025 وذلك في أطار التدريب على قوالب كتابة الخبر الصحفي الأكثر استخدامًا وتتنوّعها مع طرح لأهمية تواصل الصحفيّ مع جمهوره، وبه يؤثر عليهم ويحرّك الرأي العام، وكذلك كونه نافذة يطلّ من خلالها القارئ على ما يدور حوله من أحداث محليّة ودولية، وفي لتكون هذه الورشة دليل ومرجع يستند عليه لكتابة خبر صحفيّ موثوق.
بدأ المحاضرات الكاتب الصحفي هيثم الهواري موضحاً أشكال كتابة الخبر باعتباره بوابة الدخول إلى عالم بلاط صاحبة الجلالة . مسلطاً الضوء على أشكال وفنون كتابة الخبر الصحفي وكيفية صياغة مقدمته وكيفية عمل عناوينه وأشهر طرق كتابته وكيفية تناول متنه والتعريف بطريقة ختامه، ومعرفة كيفية استياقه من مصادره.
شاملاً طرح نماذج لكتابة الخبر في صورة تفاعلية من خلال ورش تطبيقية بين الحاضرين و المحاضر لتدريبهم عملياً على الشروح والنماذج من خلال طرح ضوابط كتابة الخبر الصحفي من تحرّي المصداقية في النقل، لكيفية كتابة الخبر وجمع المعلومات والبيانات اللازمة، بالتوجه إلى موقع الخبرالمراد تغطيته، ووقائعه، وتوقيته وما إلى ذلك من تفاصيل ستشكّل معالم الخبر الصحفي الذي نحن في صدد كتابته، مشيراً إلى أن مرأه الخبر العنوان الذي يعكس ما يدور حوله ، بالإضافة إلى ضرورة أن يكون عنواناً جاذباً، ومشوّقاً للقارئ، كما يجب أن يكون قصيراً وموجزاً.
وتكوم مقدمته ليس خطاباً أو رواية تؤجّل حبكتها إلى وقت متقدّم منها، إنّما هي مادة يتشوّق قارئها لمعرفة التفاصيل بأسرع وقت، والمقدّمة هي المكان الذي يجب أن يجد فيه القارئ الإجابات عن خمسة أسئلة هي: (ماذا، ولماذا، ومَن، وكيف، وأين)، فماذا تتعلّق بالأحداث التي حصلت، ولماذا تتعلّق بالدوافع والأسباب الكامنة وراء هذا الحدث، أمّا من فترتبط بأبطال هذا الخبر، وأين بمكان حدوث الحدث، وكيف تتعلّق بالوسائل التي قامت بها هذه الحادثة.
فيما يكون متن الخبر معني بذكر التفاصيل المتعلّقة بالخبر الصحفي، والاستشهاد بالمصادر التي تم الاستعانة بها؛ حيث سيزيد ذلك من المصداقية أمام الجمهور، بالإضافة إلى كونها المكان المناسب لذكر الاقتباسات التي جمعتها والتي ستضيف وجهة نظر أخرى للخبر، وتنوّعاً يرغب به القارئ.
أما خاتمة الخبر يكتفي بتلخيصه، و بربطه بحدث سابق مثلاً، أو بأخبار دولية مشابهة،مؤكداً أهمية كتابة اسم المؤسسة أو الصحفي أعلى الخبر. ليلخص الهواري محتوى المحاضرة في أن كتابة الخبر وتحريرة هو كل مادّة صُنعت لتقدَّم للجمهور منقّحاً وخالياً من الأخطاء الطباعيّة والإملائية، مستخدماً اللغة الموجزة في الكتابة ، بالإضافة إلى تضمين الخبر بعض الصور ذات الصلة بالموضوع، وإعادة قراءة الخبر للتأكد من كونه مادة جيّدة قادرة على جذب القارئ.