لواء دكتور سمير فرج يتساءل : هل القادم هو اليمن ؟

تعرفت خلال دراستي العسكرية بكلية كمبرلي الملكية، ببريطانيا، على قواعد العقيدة والفكر العسكري الغربي، الذي يصنف أعمال القتال ضد العدو إلى مراحل، وهو نفس النهج الذي اتبعته إسرائيل عند بدء عملياتها العسكرية في غزة. حيث استهدفت في مرحلتها الأولى القضاء على حماس، وبعد أقل من عام، بدأت المرحلة الثانية بمهاجمة جنوب لبنان، لتدمير عناصر حزب الله، ثم بدأت المرحلة الثالثة، بتدمير الجيش السوري، ذلك الحلم الذي تمكنت من تحقيقه بعد خمسون عاماً من السعي إليه، واستولت، بالفعل، على منطقة جبل الشيخ، في هضبة الجولان، أهم هدف حيوي، وجيوستراتيجي في الأراضي السورية، لتتجه أنظار العالم، اليوم، إلى اليمن، التي يُتوقع أن تكون المرحلة الرابعة، بتوجيه ضربة عسكرية ضد الحوثيين.

ورغم الاختلاف مع الحوثيين، كميليشيات عسكرية دخيلة على اليمن، إلا أنهم حققوا ضربة قوية ضد إسرائيل، بمنع السفن المتجهة لميناء إيلات من المرور من مضيق باب المندب، مما اضطرها للالتفاف من خلال طريق رأس الرجاء الصالح. ورغم قيام الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا بتكوين تحالف عسكري في البحر الأحمر، للتصدي للصواريخ والمسيرات التي يطلقها الحوثيون ضد السفن الإسرائيلية، إلا أن ميناء إيلات تأثر، بشدة، بعدم وصول السفن إليه منذ مدة. بل وور الحوثيون استهدافهم للسفن البريطانية والأمريكية، ورغم الضربات التي وجهها التحالف ضدهم، إلا أن تأثيرها كان محدوداً، مما دفع إسرائيل لتوجيه ضربة جوية ضدهم في اليمن، استهدفت بها البنية الأساسية للبلاد.

وفي بداية الأسبوع الجاري، أطلق الحوثيون صاروخاً ضد تل أبيب، فقامت القيادة الأمريكية، على أثره، بضرب أهداف في صنعاء، وأسقطت طيارات مسيرة للحوثيين في البحر الأحمر، فجاء رد الحوثيون باستهداف حاملة طائرات أمريكية، بثمان صواريخ مجنحة، وأعلنوا عن إسقاط طائرة أمريكية من طراز F18، رغم إعلان القيادة المركزية سقوطها بنيران صديقة.

يرجع ذلك التصعيد المتبادل، في رأيي، لهدفين؛ الأول لقبول إيقاف إطلاق النار في غزة مقابل توقف الحوثيون عن استهداف إسرائيل، التي تستهدف، من جانبها، تنفيذ هجوم شامل ضد الحوثيين، في اليمن، بعد وقف إطلاق النار، في غزة، لاستكمال تدمير قوات الحوثي العسكرية.

وهنا يبرز السؤال عن جدية إسرائيل في تنفيذ ضربة عسكرية ضد الحوثيين، في ضوء طول المسافة حتى اليمن، وما يتطلبه ذلك من معدات عسكرية ضخمة، منها الطائرات من طراز F16، واحتياجات إعادة تموينها في الجو، فضلاً عن مخاوف التحالف الأمريكي البريطاني الفرنسي من احتمالات رد الحوثيون بضرب المنشآت البترولية في دول الخليج العربي.

عموماً، فإن الأيام القليلة القادمة ستوضح ما إن كانت المرحلة الرابعة للعمليات العسكرية الإسرائيلية ستكون في اليمن أم لا.

Email: [email protected]

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى